هل نحن بحاجة لجرعات معزّزة من لقاحات كورونا لحمايتنا من المتحوّرات الجديدة؟ العلماء يجيبونك في 7 نقاط

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/10 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/10 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
لقاحات كورونا تبدو السلاح الأهم في الانتصار على الوباء / رويترز

نشرت مجلة Nature الدورية دراسة مؤخراً، أفادت بأنَّ الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد المُصنَّعة من الحمض النووي الريبي المرسال- وهي: فايزر/بيونتيك، أو موديرنا- تخلق مناعة دائمة تُغنِي عن الحاجة لجرعات مُعزِّزة لسنوات. 

وهذه أنباء سارة، برغم أنها تتركنا مع بعض الأسئلة الجديدة: هل ينطبق هذا على كبار السن أو من يعانون من نقص المناعة؟ ماذا لو كنت حصلت على نوع لقاح آخر، مثل أوكسفورد/استرازينيكا، أو جونسون آند جونسون؟

قال بعض العلماء الذين حصلوا على لقاح جونسون آند جونسون، المُكوَّن من جرعة واحدة، إنهم الآن بصدد الحصول على جرعة إضافية من فايزر أو موديرنا، خوفاً من أنَّ جرعتهم الوحيدة لن تكون كافية للحماية من مُتغيِّر "دلتا" الأكثر عدوى. وبطبيعة الحال، سيتساءل الناس عمّا إذا كان ينبغي عليهم أن يحذوا حذوهم.

لكن حتى الآن، لم تقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أية توصيات في هذا الشأن. وقالت مجموعة عمل تابعة لمراكز السيطرة على الأمراض في يونيو/حزيران الماضي إنه لا يوجد دليل حتى الآن يشير إلى أنَّ هناك حاجة إلى جرعة مُعزِّزة.

في ضوء ذلك، نشر موقع Vox الأمريكي تقريراً إرشادياً للتغلب على الارتباك الجماعي حول المُعزِّزات. وتستند إجابات الأسئلة الشائعة التالية على ما يعرفه الخبراء حالياً، على الرغم من أنها قد تتغير بالطبع مع ظهور بيانات جديدة.

1- ما هي الجرعات المعززة، وكيف تعمل؟

الجرعة المُعزّزة هي طريقة لتقوية استجابة جهازك المناعي لمُسبِّبات الأمراض. ويمكن أن تكون محتويات الجرعة المُعزِّزة هي نفسها تماماً محتويات لقاحك الأصلي، وفي هذه الحالة يكون الهدف منها زيادة حجم الحماية (على سبيل المثال، عن طريق إنتاج المزيد من الأجسام المضادة). لكن يمكن للعلماء أيضاً تعديل ما يدخل في تصنيع هذه الجرعة المُعزِّزة إذا كانوا يهدفون إلى حمايتك من مُتغيِّر جديد- مثل نسخة من الفيروس تحوَّر تحوراً كبيراً عن الفيروس الأصلي الذي حُصِّنت ضده.

لفهمٍ أوضح، من المفيد مراجعة بعض الأساسيات حول كيفية تكوين أجسامنا استجابة مناعية للفيروس؛ إذ ليست الأجسام المضادة وحدها هي التي تنقذنا، على الرغم من أنها تساعد. هناك الكثير الذي يجب أن تقدمه أجهزتنا المناعية، كما أوضح الباحثان براين ريسنيك، وعمير عرفان، فهناك خلايا تائية قاتلة، التي تطارد الخلايا المصابة وتقتلها. هناك الخلايا التائية المساعدة، التي تحفز الخلايا التائية القاتلة، وتجنّد فئة أخرى من الخلايا تسمى البلاعم التي تلتهم الخلايا المصابة، وتُحفِّز كذلك الخلايا البائية، المهمة للغاية لأنها تنتج الأجسام المضادة. 

وتصبح أنواع معينة من الخلايا البائية- تلك التي تصنع الأجسام المضادة- خلايا "الذاكرة ب". وتحفظ هذه الخلايا التعليمات الخاصة بإنتاج جسم مضاد معين، لكنها لا تكون نشطة. بدلاً من ذلك، تختبئ- في الطحال، أو في العقد الليمفاوية، وربما في الموقع الأصلي للعدوى- في انتظار إشارة لبدء إنتاج الأجسام المضادة مرة أخرى.

وعندما تحصل على جرعة مُعزِّزة ، فإنها تعطي خلايا الذاكرة البائية الخاصة بك الإشارة الحاسمة لإعادة الانخراط. ويمكن أن يكون هذا مفيداً سواء كان المُعزِّز يحتوي على مكونات اللقاح الأصلية أو شيء مختلف. إذا كانت تحتوي على المكونات الأصلية، فسيؤدي ذلك إلى تضخيم الإشارة، وزيادة عدد الأجسام المضادة المُنتَجَة. لكن، إذا كانت تحتوي على وصفة مُعدَّلة، فستعيد تدريب الخلايا على التعرف على الخصائص الجديدة للفيروس وإنتاج أجسام مضادة، في حالة تعرضك للمُتغيِّر.

2- من يحتاج إلى الجرعة المُعزِّزة؟

لا تنطبق الجرعات المُعزِّزة إلا على الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم؛ لذلك هذا هو أول شرط يجب تحقيقه. وخلال الأشهر المقبلة، ستنظر السلطات الصحية في عاملين آخرين لمعرفة ما إذا كان من الأفضل الحصول على جرعة مُعزِّزة.

أولاً، هل أنت شاب نسبياً وبصحة جيدة، ومن المحتمل أنك كوَّنت استجابة قوية بفضل اللقاح، أم أنك شخص مسن أو يعاني من نقص المناعة، وقد لا يكون لديك مثل هذه الاستجابة القوية؟ تعتبر المُعزِّزات أكثر أهمية بالنسبة للمجموعة الأخيرة.

ثانياً، هل هناك مُتغيِّر جديد يختلف بدرجة كافية عن الفيروس الأصلي بحيث يمكنه التسلل إلى جسدك بعد التحصين الذي حصلت عليه؟

وفي هذا الصدد، قال علي الليبيدي، عالم المناعة في جامعة واشنطن في سانت لويس الذي شارك في دراسة Nature الجديدة: "في السيناريو الثاني، أتوقع أننا سنحتاج إلى مُعزِّز للجميع". بعبارة أخرى، إذا ظهر مُتغيِّر جديد يختلف اختلافاً جذرياً عمّا رأيناه حتى الآن، فنحن نرغب في تحقيق مستوى عالٍ من التعزيز عبر السكان؛ من خلال بدء حملة التطعيم الشاملة بفعالية مرة أخرى. وأضاف الليبيدي: "لكن إذا تحكمنا في المتغيرات، فقد لا نحتاجها جميعاً، لكن سنحتاجها لتلك الفئة الخاصة" الذين يعانون من نقص المناعة أو كبار السن.

3- هل ستكون أكثر حاجة لجرعة مُعزِّزة إذا تلقيت لقاح جونسون آند جونسون أو استرازينيكا مما لو حصلت على فايزر أو موديرنا؟

هذا سؤال صعب. تشير دراسة الليبيدي إلى أنَّ معظم الأشخاص الذين حصلوا على لقاح مُصنَّع من الحمص النووي الريبي قد لا يحتاجون إلى مُعزِّزات لسنوات. وأخذ فريق البحث عينات من العُقد الليمفاوية للمشاركين؛ حيث تتدرب الخلايا المناعية، في هيكل يسمى المركز الجرثومي، للتعرف على مُسبِّبات الأمراض الجديدة. وبعد ما يقرب من أربعة أشهر من حصول المشاركين على أول جرعة من فايزر أو موديرنا، كان المركز الجرثومي لا يزال يعمل بجد ولم ينخفض ​​عدد خلايا الذاكرة. وكانت هذه إشارة عظيمة.

بيْد أنَّ الفريق لم يبحث في لقاح جونسون آند جونسون، لكن في مقابلة مع صحيفة The New York Times، أشار الليبيدي إلى أنَّ لقاح جونسون آند جونسون قد لا يُغني عن الحاجة إلى التعزيزات مثل لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال.

وعندما طُلِب منه التوضيح، قال الليبيدي إنه لا يعتقد أنَّ لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال تنتج استجابة أكثر ديمومة، لكن يتعلق الأمر بالكمية؛ أي عدد الأجسام المضادة المُنتَجَة وعدد الخلايا التي يخصصها الجسم لتصبح خلايا ذاكرة.

وأوضح الليبيدي: "هناك اختلاف كمّي في عدد الأجسام المضادة التي تُنتَج بعد جرعتين من لقاح مُصنَّع من الحمض النووي الريبي المرسال- وهي أعلى من تلك التي تنتجها جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون. ويتضح هذا أيضاً من حيث الفعالية في التجارب؛ ففي حين تتباهى لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال بنسبة فعالية 94 أو 95% في منع ظهور أعراض كوفيد-19، كان معدل فعالية جونسون آند جونسون في التجارب السريرية 66%.

وفي ضوء ذلك، لفت الليبيدي: "ربما من الأرجح التفكير في منح أولئك الذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون جرعة مُعزِّزة، تحديداً باستخدام أحد لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال".

لكن من جانبها، استبعدت شركة جونسون آند جونسون، في 1 يوليو/تموز، ضرورة الحصول على جرعة معززة أو جرعة ثانية من لقاحها. وفي بيان صحفي، قالت الشركة إنها أجرت دراسة صغيرة تُظهِر أنَّ جرعة واحدة من لقاحها توفر حماية كافية ضد متغير "دلتا". ولم تُنشَر النتائج بعد في دورية بعد مرورها بمراجعة الأقران، لكنها مشجعة.

ومع ذلك، حصل علماء آخرون على جرعات إضافية من موديرنا أو فايزر، بسبب شعورهم بالقلق من انتشار مُتغيِّر "دلتا"، محتجين أنَّ هذه الجرعات لم تضر بالتأكيد، بل قد تساعد. على سبيل المثال، حصلت أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات في منظمة اللقاحات والأمراض المعدية بجامعة ساسكاتشوان الكندية، مؤخراً، على جرعة من شركة فايزر بعد تلقيها لقاح جونسون آند جونسون في أبريل/نيسان.

وحثت أنجيلا، في تغريدة، الأمريكيين الذين تلقوا لقاح جونسون آند جونسون على سؤال أطبائهم عن احتمال الحصول على جرعة ثانية، وقالت: "إذا كنت تعيش في مجتمع نسب الإقبال فيه على اللقاح ضعيفة، أقترح عليك التفكير بقوة في هذه الخطوة".

على أية حال، النقطة المهمة هنا هو أنَّ الحاصلين على لقاح جونسون آند جونسون لا ينبغي لهم القلق بشأن عدم حصولهم على لقاح مُصنَّع من الحمض النووي الريبي المرسال للجرعة الأولى.

4- هل من المهم أن تتطابق جرعتك المعززة مع جرعة اللقاح الأصلية التي حصلت عليها؟ أم بإمكانك أن تمزج بين لقاحين مختلفين؟

لست بحاجة إلى مطابقة جرعتك المعززة مع جرعة اللقاح الأصلية خاصتك.

إذ قالت مونيكا: "لا حاجة إلى تطابق اللقاحات مطلقاً. بل في الواقع، هناك بيانات حديثة تُشير إلى أنّ المزج بين لقاحين يُحتمل أن يُعزّز الاستجابة المناعية أكثر. ومن المرجح ألا ينظر أحدٌ لمسألة النوع أو العلامة التجارية الخاصة باللقاح في المستقبل".

ووفقاً لدراسة لم يُراجعها الأقران بعد، فإنّ الأشخاص الذين حصلوا على لقاح أكسفورد/أسترازينيكا ثم أخذوا جرعةً من لقاح فايزر بعد شهر صارت استجابتهم المناعية أفضل من أولئك الحاصلين على جرعتين من لقاح أكسفورد/أسترازينيكا.

وهناك بالفعل العديد من الدراسات التي تُظهر مزايا المزج بين لقاحين، ولم تكشف أيٌ منهما حتى الآن عن آثار جانبية شديدة. ومع ذلك، يُمكن القول إنّ الدراسات كانت صغيرةً نسبياً- أي أصغر من أن ترصد الآثار الضارة للمزج بين لقاحين إذا كانت تلك الآثار نادرة-، لذا يقول بعض العلماء إننا لا نزال بحاجةٍ إلى دراسات أكبر.

5- ما هي احتمالات حصولنا على جرعة معززة سنوية بناءً على التحور الأكثر تفشياً، على غرار لقاح الإنفلونزا السنوي؟

من المستبعد أن تكون هناك جرعة معززة سنوية لكوفيد-19. وهذا لأنّ كوفيد-19 يختلف كثيراً عن الأمراض المعدية الأخرى مثل الإنفلونزا؛ حيث تتمتع الإنفلونزا بمعدل طفرات سريع، مما يعني أنّها تتغير بشدة من عامٍ لآخر. ورغم أنّ الفيروس المسبب لكوفيد-19 قد طوّر بعض الطفرات على بروتين الحسكة خاصته، لكن تلك التغييرات لم تكن ضخمةً للغاية بدرجة تجعلنا في حاجةٍ إلى جرعة معززة خاصة بكل تحوّر سنوياً.

إذ قال الليبيدي: "بافتراض عدم ظهور تحورات مجنونة، وعدم ظهور طفرة مختلفة تماماً؛ لا أعتقد أنّه ستكون لدى أي شخص الحاجة لجرعة معززة خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة".

وربما تكون مونيكا أكثر تفاؤلاً: "لم يتضح حتى الآن إن كان الأشخاص الذين يتمتعون بالأهلية المناعية سيحتاجون أي جرعات معززة على الإطلاق" طالما أنهم حصلوا على جرعات لقاحهم كاملة.

ولكن لضمان السلامة من كوفيد-19، ولأن فيروس كورونا الجديد لا يزال جديداً، تعتقد مونيكا أنّه من المنطقي الحصول على جرعات معززة مرةً كل عشر سنوات: "أعتقد أن دورة التطعيم الحريصة ستكون كل 10 سنوات، ولكن ليس كل سنة، في الوقت الحالي على الأقل".

ومع ذلك، يجب أن تتذكر أن كل هذه التنبؤات تفترض عدم ظهور تحورات شديدة الاختلاف. ولا يمكننا التنبؤ بماهية التحورات التي ستظهر من هذا الفيروس الآن، كما أنّ معدلات التطعيم المنخفضة حول العالم تزيد فرص تطور التحورات. وإذا حصلت على تطعيمك، فسوف تكون فرصك أفضل في مواجهة التحورات، لكن هذا الفيروس فاجأنا بالفعل من قبل، وربما يفاجئنا مرةً أخرى.

لذا سيواصل الخبراء مراقبة ورصد المشاركين في تجارب اللقاح على مستوى السكان طيلة الشهور والسنوات المقبلة. وإذا بدأوا في ملاحظة أنّ الحاصلين على التطعيم يُصابون بالعدوى بمعدلات أعلى من المتوقع، فسوف يكون هذا نذير الشؤم الذي يعني أنّ الوقت قد حان للتفكير في جرعات معززة.

6- هل من الممكن الحصول على عدة جرعات معززة، أم هل الحصول على التطعيمات الإضافية سيُقلل من مكاسبك؟

يقول الليبيدي: "ليس هناك سببٌ علمي يدفعنا إلى التفكير في أنّ الحصول على جرعات معززة إضافية سيكون ضاراً بأي شكلٍ من الأشكال. ولدينا دراسات من المملكة المتحدة أظهرت أنّ الحصول على جرعةٍ ثالثة من لقاح أسترازينيكا كان أمراً مفيداً. وفي أسوأ الأحوال، فإنّ الجرعة الإضافية لن تُغيّر أي شيء، ولكن ليس هناك سبب للاعتقاد أنّها ستضر بنا".

ومع ذلك لا يعتقد الخبراء أنّ الجميع سيحصلون على عدة جرعات معززة مجاناً. حيث تقول مونيكا: "لن يحدث ذلك بكل بساطة. وهو أمرٌ ليس موصى به من الناحية العلمية. كما أنّه أمرٌ مُكلّف ولن تدفع قيمته شركات التأمين. وأعتقد أنّ الناس سيتمكنون من الذهاب لأخذ تلك الجرعات على نفقتهم الشخصية، ولكن ذلك يجب أن يعتمد على التوصيات فعلياً، وليس مجرد القلق".

7- كيف يُمكن أن نُفكّر في إمداد الولايات المتحدة بالجرعات المعززة بينما لا تزال الدول النامية تُعاني نقصاً هائلاً في إمدادات اللقاحات الأساسية؟

تقول كروتيكا: "أعتقد أننا لو أردنا التركيز على عدالة توزيع اللقاح عالمياً في ما يتعلّق بكوفيد-19، فسوف نكون بحاجةٍ إلى محاولة منح كل شخصٍ جرعة واحدة على الأقل من اللقاح قبل البدء في إنتاج الجرعات المعززة التي ستُفيد الأفراد المقيمين داخل الدول الغنية بالموارد. والوضع الراهن هو أنّ لدينا عاملين صحيين في الصفوف الأمامية ببعض أجزاء العالم لم يحصلوا على لقاح كوفيد-19 حتى الآن، ويجب تطعيمهم قبل حتى أن نبدأ في الحديث عن الجرعات المعززة للأفراد الذين حصلوا على كامل جرعاتهم من اللقاح".

وأردفت: "إننا لو كنا نخشى من تراجع مناعة الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم، فمن الضروري بالنسبة لهم أن يُواصلوا الالتزام بالتدابير الوقائية مثل ارتداء أقنعة الوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي لحماية أنفسهم"، بينما تعمل الحكومات على توفير اللقاحات للأشخاص الذين لم يحصلوا حتى على فرصة التطعيم في المقام الأول.

ولتقليل احتمالية ظهور تحورات جديدة تتطلب جرعات معززة وتدابير وقائية، فربما علينا أن نتذكر أنّنا في خضم معركةٍ عالميةٍ ضد الفيروس.

تحميل المزيد