هل يستطيع العلماء ابتكار علاج لكورونا؟ إليك تجارب عقارات مشابهة وما فعلته مع أمراض أكثر خطورة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/06/28 الساعة 08:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/28 الساعة 08:55 بتوقيت غرينتش
مختبر لقاح فيروس كورونا/رويترز

مع المخاوف من تراجع فاعلية اللقاحات في ظل السلالات الجديدة بدأ الحديث يدور حول محاولات ابتكار عقارات لعلاج فيروس كورونا.

فلقد أعلن مسؤولون أمريكيون في مجال الصحة الأسبوع الماضي عن خطة تنطوي على إنفاق 3.2 مليار دولار لتطوير عقارات لعلاج فيروس كورونا والفيروسات الأخرى التي يحتمل أن تتسبب في جائحة، حسبما ورد في تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية. 

وقال أنتوني فاوتشي، المستشار الطبي للرئيس الأمريكي جو بايدن المعني بالجائحة، إن تطوير عقارات لعلاج فيروس كورونا يركز على ضرورة تناولها بالمنزل بعد إصابة الشخص بالفعل، موضحاً أنه يمكن مقارنتها بعقار تاميفلو المضاد للإنفلونزا.

ويُعد عقار التاميفلو أحد أكثر العقاقير المضادة للفيروسات المعترف بها في العالم، وقد انتشر بدرجة كبيرة عام 2009 أثناء جائحة إنفلونزا الخنازير التي كانت أخف وطأة. لكن الدواء لم يعد رائجاً بعد أن أدرك مقدموه أن فوائده لمعظم المرضى باتت محدودة، إلى جانب ظهور حالات من الفيروس طورت مقاومة ضد العقار.

ويحذر الخبراء من أن مضادات الفيروسات المستقبلية المعنية بكوفيد-19 قد تقع في الفخ نفسه، الأمر الذي يجعل خيار تطوير عقارات لعلاج فيروس كورونا ليس مضمون النتائج.

وتطور تاميفلو، المعروف أيضاً باسم أوسيلتانيفير، في شركة هوفمان لا روش السويسرية، وقد تمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة عام 1999، وصار متاحاً كعقار غير محدود الملكية منذ عام 2016. 

وقال روش إن الجهات المنظمة بما فيها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على العقار بناءً على مراجعة صارمة لتجاربها، وتوصي منظمة الصحة العالمية وغيرها من السلطات العامة به ضمن إرشاداتها لعلاج الإنفلونزا والوقاية منه.

كيف سيستفيد المرضى من ابتكار عقارات لعلاج فيروس كورونا؟ 

تستهدف مضادات الفيروس مثل التاميفلو تكاثر الفيروس، مما يعني أنها يمكن أن تمنع الفيروس من التكاثر أكثر ولكن لا يمكنها علاج العدوى الموجودة بالفعل في الجسم. ونتيجة لذلك، يجب تناول العقاقير في أسرع وقت ممكن، إذ يجب تناول التاميفلو خلال الـ48 ساعة الأولى من الإصابة على سبيل المثال.

وتفيد تقارير بأن العديد من الأدوية المضادة للفيروسات تعمل عن طريق منع الآلية الجينية التي تستخدمها الفيروسات لتكرار نفسها، ولذلك فإن هذه الأدوية يمكن أن توفر تغطية واسعة النطاق ضد المتغيرات الناشئة لكوفيد-١٩ ذات الطفرات المتعددة.

تقول ستيفاني ديويت أور، عالمة فيروسات في جامعة ويلفريد لوريه في واترفيلد بأونتاريو: "يشبه الأمر محاولة الوقوف في وجه قطار جامح. بإمكانك الصعود على متنه وإبطاؤه، لكن من الصعب للغاية إيقافه تماماً عن مساره".

يجب تناولها مبكراً، وإليك تجربة معالجة الإيدز

إذا تناول المريض عقار تاميفلو مبكراً، سيتمكن من تقليل مدة الإصابة من يوم ليومين. وربما يشكل هذا أمراً بالغ الأهمية للمرضى المعرضين لمخاطر عالية لكنه قد لا يكون بهذا القدر من الأهمية للمريض العادي، وذلك وفقاً لويليام شافنر، أحد الخبراء في الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت.

ومع ذلك، يمكن أن تفيد مضادات الفيروس الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة مثل أولئك الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء أو بعض مرضى السرطان الذين قد تجدي اللقاحات معهم.

عقارات لعلاج فيروس كورونا
مضادات الفيروسات تعمل على إبطاء تكاثرها/رويترز

حققت تركيبات الأدوية المضادة للفيروسات نجاحاً كبيراً في كبح جماح فيروس العوز المناعي البشري الذي يسبب الإيدز. 

ويبدو أن بعض العلاجات المضادة لفيروس الكورونا، مثل الأجسام المضادة أحادية النسيلة وعقار ريمديسفير الذي أنتجته شركة غيلياد ساينس، أثبتت فاعليتها ولكن يجب تناولها عن طريق الوريد.

ويأمل العلماء تطوير بديل أرخص عن طريق الفم لعلاج الكورونا، ومع ذلك لن تحل مضادات الفيروسات محل اللقاحات أبداً وفقاً لما قاله شافنر.

وأردف شافنر: "إن عقارات لعلاج فيروس كورونا مهما بلغت فائدتها، تظل غير كاملة". وقالت ريبيكا تورنس: "لمَ المخاطرة مع أنه بإمكانك منع المرض من المراحل الأولى؟".

تحميل المزيد