في 7 نقاط.. لماذا سنحتاج لجرعات مُعزِّزة ضد كورونا؟ ومتى يمكننا الحصول عليها وأي نوع منها؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/08 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/16 الساعة 12:55 بتوقيت غرينتش
لقاحات كورونا/ رويترز

يطرح العلماء الكثير من الأسئلة حول جرعات فيروس كورونا المُعزِّزة، لكن ليس لديهم الكثير من الإجابات حتى الآن، إذ نقلت صحيفة The New York Times الأمريكية عن معاهد الصحة الوطنية الأمريكية إعلانها بدء تجربة سريرية جديدة للأشخاص المُلقَّحين بالكامل -بأي لقاح مُصرَّح به- لمعرفة ما إذا كان تلقي جرعة مُعزِّزة من لقاح "موديرنا" سيزيد من أجسامهم المضادة ويطيل أمد الحماية ضد الإصابة بالفيروس.

1- ما هي الجرعات المعززة؟

تؤثر مُسبِّبات الأمراض المختلفة في جهاز المناعة لدى الإنسان بطرق مختلفة. بالنسبة لبعض الأمراض، مثل الحصبة، تؤدي الإصابة به لمرة واحدة إلى تطوير حماية مدى الحياة من المرض، لكن بالنسبة لمسببات الأمراض الأخرى تتضاءل دفاعاتنا المناعية بمرور الوقت.

في بعض النواحي المهمة، تحاكي اللقاحات العدوى الطبيعية، دون الحاجة إلى أن نمرض بالفعل. فعلى سبيل المثال يمكن أن تنتج لقاحات الحصبة مناعة تستمر مدى الحياة، بينما تُولِّد لقاحات الكزاز (التيتانوس) دفاعات تتلاشى بعد عام، لذا توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالحصول على جرعة مُعزِّزة ضد الكزاز مرة كل عقد.

وأحياناً يمكن للفيروس نفسه أن يتغير؛ ما يستدعي الحاجة إلى مُعزِّز لإنتاج دفاعات جديدة ومخصَّصة؛ فمثلاً فيروسات الإنفلونزا شديدة القابلية للتغيير، لدرجة أنها تتطلب لقاحاً جديداً كل عام.

2- كيف نقارن بين لقاحات كورونا من حيث توفير الحماية؟

تقول صحيفة نيويورك تايمز، إن الإجابة المختصرة هي أننا لا نستطيع أن نكون متأكدين بعد؛ لأنَّ الناس بدأوا في تلقي اللقاح بأعداد كبيرة منذ بضعة أشهر فقط.

وقالت الدكتورة كيرستن ليك، خبيرة اللقاحات في كلية الطب بجامعة ميريلاند وقائدة تجربة معاهد الصحة الوطنية بشأن الجرعات المُعزِّزة: "حتى في التجارب، لن نعرف كيف ستكون الاستجابة المناعية بعد مرور عام".

لكن الدلائل المبكرة مُشجِّعة، وسحب الباحثون عينات دم من المتطوعين في تجارب اللقاح، وعملوا على قياس مستويات الأجسام المضادة والخلايا المناعية التي تستهدف فيروس كورونا المستجد، ووجدوا أنَّ هذه المستويات تنخفض، لكن تدريجياً، ومن المحتمل أنه مع هذا المعدل البطيء للانخفاض ستظل الحماية التي يوفرها اللقاح قوية لفترة طويلة، وقد يتمتع الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالعدوى، ثم تلقوا اللقاح، بحماية أطول.

وقال الدكتور إدوارد بيلونجيا، عالم الأوبئة في معهد أبحاث مارشفيلد كلينيك: "أعتقد أنَّ هناك احتمالاً حقيقياً بأنَّ المناعة يمكن أن تستمر لسنوات ضد السلالة الأصلية". إذا ثبتت صحة هذا الاحتمال فقد لا تكون الجرعات المُعزِّزة ضد "كوفيد-19" مطلوبة لسنوات، لكن يظل هذا احتمالاً بعيداً.

3- هل تستمر الحماية التي توفرها بعض لقاحات "كوفيد-19" لفترة أطول من غيرها؟

ربما يكون هذا صحيح. فقد وجد العلماء بالفعل أنَّ اللقاحات تختلف فعاليتها باختلاف التقنيات التي تستخدمها. وتشمل أقوى اللقاحات "موديرنا" و"فايزر-بيونتيك"، وكلاهما يعتمد على جزيئات الحمض النووي الريبوزي. بينما أثبتت اللقاحات التي تعتمد على الفيروسات المُعطَّلة؛ مثل تلك التي تنتجها شركة "سينوفارم" في الصين و"بهارات بيوتيك" في الهند، أنها أقل فاعلية إلى حد ما.

ومن الممكن أن تتلاشى الحماية التي توفرها لقاحات "كوفيد-19" الأقل فاعلية بسرعة أكبر. وقد أظهر لقاح "سينوفارم" بالفعل بعض العلامات على هذا الانخفاض، إذ تشير التجارب السريرية إلى أنَّ فاعليته تبلغ 78%، لكن الإمارات العربية المتحدة والبحرين تقدمان بالفعل جرعات مُعزِّزة للأشخاص الذين تلقوا لقاح "سينوفارم" لتعزيز مناعتهم المتضائلة.

4- كيف نعرف متى تفقد اللقاحات فاعليتها؟

يبحث العلماء عن علامات بيولوجية يمكن أن تكشف متى لا تعد الحماية من اللقاح كافية لكبح فيروس كورونا المستجد، ومن المحتمل أن يمثل مستوى معين من الأجسام المضادة العلامة على الحد الأدنى اللازم من الأجسام المضادة: إذا كان قياس دمك أعلى من هذا المستوى فأنت في حالة جيدة، لكن إذا كنت أقل من ذلك فأنت في خطر أكبر للإصابة بالعدوى.

وتشير بعض الدراسات الأولية إلى أنَّ هذه العلامات -المعروفة باسم "ارتباطات الحماية" موجودة للقاحات "كوفيد-19". والبحث جارٍ للعثور عليها.

ويقول الدكتور كليفورد لين، نائب مدير البحوث السريرية والمشروعات الخاصة في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: "هذا سيعلمنا الكثير".

5- ماذا عن السلالات المتحورة؟

قد تكون هناك حاجة ملحة لجرعات مُعزِّزة لمنع العدوى بالسلالات المتحورة من "كوفيد-19″، لكن لم يتضح هذا بعد.  إذ أدى ظهور المتغيرات في الأشهر الأخيرة إلى تسريع البحث عن مُعزِّزات الحماية، وبعض المتغيرات لها طفرات أدت إلى انتشارها بسرعة، في حين يحمل البعض الآخر طفرات قد تقلل من فاعلية اللقاحات المُصرّح بها، لكن في هذه المرحلة لا يمتلك العلماء سوى القليل من الأدلة حول تأثير اللقاحات الحالية ضد المتغيرات المختلفة.

في الشهر الماضي، على سبيل المثال، نشر باحثون في قطر دراسة عن لقاح "فايزر- بيونتيك"، والذي أُعطِي لأكثر من ربع مليون من سكان الدولة بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار.

وأظهرت التجارب السريرية أنَّ اللقاح كان فعالاً بنسبة 95% ضد النسخة الأصلية من الفيروس، لكن البديل المسمى "ألفا"، الذي رُصِد لأول مرة في بريطانيا، خفّض فاعليته إلى 89.5%. واكتُشِف متغير آخر لأول مرة في جنوب إفريقيا، والمعروف باسم "بيتا"، الذي أدى بدوره إلى خفض فاعلية اللقاح إلى 75%، ومع ذلك كان اللقاح فعالاً بنسبة 100% ضد كلا المتغيرين في الوقاية من الأمراض الشديدة أو الحرجة أو المميتة.

6- هل نحتاج إلى مُعزِّزات حماية مخصوصة لكل سلالة متحوّرة؟

لم يتضح ذلك بعد. يشك بعض العلماء في أنَّ الاستجابة المناعية العالية ضد النسخة الأصلية من الفيروس التاجي ستوفر حماية كافية ضد المتحورات أيضاً، لكن من الممكن أيضاً أن يكون اللقاح المُصمَّم لإحباط متحور بعينه أكثر فاعلية.

بدأت شركة "فايزر" تجربة لاختبار كلا الخيارين، سيحصل بعض المتطوعين الذين تلقوا بالفعل جرعتين من لقاحهم على جرعة ثالثة من نفس اللقاح بوصفها جرعة مُعزِّزة، وضمن نفس التجربة سيعطي الباحثون متطوعين آخرين مُعزِّزاً تجريبياً مُصمَّماً للحماية من متحور "بيتا".

وتقول جيريكا بيتس، مديرة العلاقات الإعلامية العالمية لشركة فايزر: "بناءً على ما علمناه حتى الآن، نعتقد حالياً أنه لكي نشهد انخفاضاً في دورة انتشار "سارس-كوف-2" ومرض "كوفيد-19″، نعتقد أنه قد تكون هناك حاجة لجرعة ثالثة مُعزِّزة من لقاحنا، بعد 12 شهراً من إعطاء اللقاح، للمساعدة في توفير الحماية ضد كوفيد -19".

7- هل يمكن تغيير نوع اللقاح في الجرعة المُعزِّزة؟

نعم، هذا ممكن. في الواقع تقترح الكثير من الأبحاث الخاصة بأمراض أخرى أنَّ تغيير اللقاحات يمكن أن يعزز الاستجابة المناعية، وتقول الدكتورة كيرستن ليك، خبيرة اللقاحات في كلية الطب بجامعة ميريلاند، "هذا مفهوم حقيقي ومُجرَّب من قبل أزمة كوفيد-19".

من المحتمل أنَّ فاعلية اللقاحات الأخرى التي لا تزال في مرحلة التجارب السريرية ستكون أعلى عند استخدامها مُعزِّزات ضد الفيروس. شركتا نوفافاكس وسانوفي، على سبيل المثال، تجريان تجارب إكلينيكية في الولايات المتحدة على لقاحات تتكون من بروتينات فيروسية. وصمَّمت الدكتورة كيرستن ليك وزملاؤها دراستهم، بحيث يمكنهم إضافة المزيد من هذه اللقاحات إلى المزيج لاحقاً.

وقالت كيرستن: "خلف الكواليس نعمل على اتفاقيات أخرى حتى نتمكن من إضافة مُعزِّزات أخرى إلى التجارب". قد تتضمن هذه المُعزِّزات الإضافية جرعات مُصمَّمة خصيصاً للمتغيرات، مثل تلك التي طورتها شركة فايزر-بيونتيك.

إضافة إلى ذلك، تُجرَى تجارب أخرى على التعزيز المختلط. ففي بريطانيا، يمنح العلماء متطوعين خليطَ جرعاتٍ مُعزِّزة من لقاحات من استرازينيكا وكيورفاك وجونسون آند جونسون وموديرنا ونوفافاكس وفايز-بيونتيك وفالنيفا. وتعمل شركة ImmunityBio على اختبار لقاحها في جنوب إفريقيا ليكون مُعزِّزاً للقاح جونسون آند جونسون، بينما تستعد شركة سانوفي لاختبار إمكانية استخدام لقاحها مُعزِّزاً لتلك اللقاحات التي طرحتها العديد من الشركات الأخرى.

وتقول الدكتور كريستن ليك: "بالنسبة لنا الحصول على إجابة في أسرع وقت ممكن أمرٌ بالغ الأهمية، نحن لا نمتلك رفاهية الوقت".

تحميل المزيد