تجري إسرائيل انتخاباتها العامة الرابعة خلال عامين، اليوم الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، بعد انهيار الحكومة الائتلافية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث سيختار الإسرائيليون من يمثلهم بالكنيست المكون من 120 مقعداً، والذي سيفرز بالطبع الحكومة القادمة.
ولا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود يتمتعان بشعبية، ومع ذلك تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه من غير المرجح أن توفر الانتخابات للبلاد الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه، وأن نتيجتها لا تزال غير متوقعة.
وفي هذا التقرير سنحاول الإجابة عن كل ما تحتاج معرفته عن الانتخابات الإسرائيلية الرابعة، بالأرقام والإحصائيات، وحتى آخر نتائج الاستطلاعات.
كم عدد المقترعين في الانتخابات الإسرائيلية وما الفئات التي ينتمون إليها؟
بحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، فإن أعداد أصحاب حق الاقتراع تقدر بنحو 6.5 مليون إسرائيلي، ولكن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية قدَّرت أعداد أصحاب حق الاقتراع المقيمين في إسرائيل فعلاً بـ6 ملايين، 17% منهم من المواطنين العرب.
ويُقدّر عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر، ولديهم الحق في التصويت والذين يعيشون في إسرائيل اليوم بحوالي 6 ملايين شخص. وتقول اللجنة إنه "منذ الانتخابات الأخيرة للكنيست الـ23 التي أجريت في مارس/آذار 2020، ازداد عدد الناخبين المؤهلين في إسرائيل بنسبة 7.1%، أي حوالي 102 ألف نسمة".
ولفتت دائرة الإحصاء المركزية إلى أن "78% من الناخبين المؤهلين الذين يعيشون في إسرائيل هم من اليهود، 11% منهم من المتدينين، و17% من العرب، و5% من المسيحيين غير العرب، معظمهم من المهاجرين.
ويقترب عدد أصحاب الاقتراع من العرب من المليون نسمة. وقالت دائرة الإحصاء إن "حوالي 997 ألف شخص من الناخبين المؤهلين هم من العرب، مسلمون ومسيحيون ودروز".
ونوهت إلى أن هذه الأرقام لا تشمل المواطنين الفلسطينيين بالقدس الشرقية، والدروز في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، الذين يرفضون بغالبيتهم العظمى الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وينقسم المواطنون الإسرائيليون أصحاب حق الاقتراع ما بين أشخاص دون سن الـ40 عاماً ومن هم أكبر من هذا العمر. وقالت دائرة الإحصاء المركزية حوالي 13% من الناخبين المؤهلين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاماً، وحوالي 29% الذين تتراوح أعمارهم بين 25-39 عاماً، و32% الذين تتراوح أعمارهم بين 40-59 عاماً، فيما تبلغ نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً حوالي 26%.
كم عدد مراكز الاقتراع وكم ستحتاج النتائج حتى تصدر؟
ستجري الانتخابات في 12127 مركز اقتراع، بحسب لجنة الانتخابات المركزية. وأشارت اللجنة إلى وجود 818 مركز اقتراع للمصابين بفيروس كورونا.
وتفتح صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحاً، وتغلق في الساعة الثامنة مساءً. واستناداً إلى القانون الإسرائيلي فإن يوم الانتخابات هو يوم عطلة، لتمكين المواطنين من الإدلاء بأصواتهم.
وبحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية فإن النتائج الرسمية والنهائية ستنشر بعد 8 أيام من الانتخابات، أي يوم 31 مارس/آذار الجاري، لكن تظهر النتائج الأولية بعد ساعات قليلة من انتهاء الفرز في مختلف المناطق.
كم عدد القوائم الانتخابية التي تتنافس على مقاعد الكنيست؟
تتنافس 39 قائمة على 120 مقعداً، هو عدد مقاعد الكنيست، وفقاً لقائمة نشرتها لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، ولكن استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تشير إلى فرص 13 منها فقط بالفوز بالانتخابات وكسر العتبة الانتخابية.
واستناداً إلى الاستطلاعات فإن حزب "الليكود" اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما زال يحافظ على موقع الصدارة بالأحزاب الإسرائيلية، يليه حزب "هناك مستقبل" المعارض برئاسة يائير لابيد. كما يرجح أن تواصل أحزاب اليمين هيمنتها على الكنيست القادم.
وبينما يتقدم حزب الليكود بشكل طفيف في استطلاعات الرأي، يواجه نتنياهو ديناميكية لم تكن موجودة خلال الانتخابات السابقة. لقد تغير المشهد السياسي في إسرائيل، ويمكن أن يجعل الفوز في الانتخابات أمراً صعباً للغاية بالنسبة للزعيم القديم.
ويقول محللون إسرائيليون إن استطلاعات الرأي في إسرائيل تعتبر دقيقة إلى حد كبير، لذا فمن المنطقي الاعتقاد بأن حوالي نصف الناخبين يؤيدون تحالفاً يقوده نتنياهو، وحوالي النصف لا يؤيدونه.
ما "نسبة الحسم" التي تؤهل الكتل للفوز ودخول الكنيست؟
مع انطلاق العملية الانتخابية، فإن الشغل الشاغل للأحزاب الصغيرة هو عبارة واحدة "نسبة الحسم" أو عتبة الفوز الانتخابي؛ إذ يجب على الأحزاب التي تسعى لعضوية الكنيست أن تتجاوز نسبة الحسم البالغة 3.25%.
وتقول لجنة الانتخابات إن عدد المقاعد التي تحصل عليها كل قائمة في الكنيست يتوافق بشكل نسبي مع عدد المصوتين لصالحها، العائق الوحيد هو نسبة الحسم التي تصل اليوم إلى 3.2%.
وبحسب اللجنة، تحصل القوائم التي اجتازت نسبة الحسم على عدد مقاعد يتناسب مع قوتها الانتخابية، يتم ذلك من خلال تقسيم مجموع الأصوات الصحيحة التي حظيت بها القوائم التي اجتازت نسبة الحسم على 120 مقعداً، وبذلك يتم تحديد عدد الأصوات التي تساوي مقعداً برلمانياً واحداً في الكنيست.
لماذا تعقد الانتخابات للمرة الرابعة في إسرائيل خلال عامين؟
بحسب القانون الإسرائيلي، فإن انتخابات الكنيست تجري مرة كل أربع سنوات، ولكن يمكن للكنيست أو رئيس الحكومة اتخاذ القرار بإجرائها في وقت أبكر. لكن وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، تشهد 4 عمليات انتخابية متتالية في غضون عامين.
فقد جرت انتخابات في أبريل/نيسان 2019، لم يتمكن على إثرها أي مرشح من تشكيل حكومة، فأتبعت بانتخابات انتهت إلى المصير ذاته في سبتمبر/أيلول من نفس العام.
وعلى إثر ذلك، جرت انتخابات ثالثة في مارس/آذار 2020، ولكنّ الحكومة التي تشكلت في مايو/أيار ما لبثت أن وصلت إلى طريق مسدود، وتم حلّ الكنيست والدعوة الى الانتخابات التي ستجري اليوم الثلاثاء.
وجرت أول انتخابات كنيست في إسرائيل، في 25 يناير/كانون الثاني 1949، ولمرة واحدة، جرى تأخيرها عن موعدها المحدد وذلك عام 1973، إذ تقررت في 30 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن بسبب حرب أكتوبر مع مصر، تأجلت حتى 31 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.
لماذا يعتبر نتنياهو على المحك هذه المرة؟
يعد نتنياهو أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في الحكم، إذ إن مجموع عدد السنوات التي قضاها كرئيس وزراء لإسرائيل في أكثر من حكومة وعلى سنوات متفرقة يصل إلى 15 عاماً، بما نسبته نحو 20% من سنوات تاريخ الكيان الإسرائيلي الذي أنشئ عام 1948.
ويواجه نتنياهو هذه المرة انقسامات داخل حزبه، بس انسحاب صديقه السابق وخصمه اللاحق جدعون ساعر من الليكود، والذي من المتوقع أن يحسب بحزبه "الأمل الجديد" الكثير من أصوات اليمين.
ويقول محللون إن ساعر لديه القدرة على الإخلال بتوازن القوى في التصويت؛ لأنه لا يمكن تمييز برنامجه عن الليكود، ومن المتوقع بحسب استطلاعات الرأي أن يصبح ثالث أقوى حزب في الكنيست، وهو توقع سيكلف نتنياهو حتماً الكثير من الأصوات.
في أسوأ السيناريوهات بالنسبة لنتنياهو، قد يجعل وصول حزب ساعر من المستحيل على نتنياهو تشكيل أغلبية في كتلة الأحزاب اليمينية والدينية بدون حزب ساعر "الأمل الجديد"، ولا سيما أن نفتالي بينيت، الزعيم اليميني الآخر، أعلن أن كتلته لن تكون أيضاً جزءاً من الحكومة التي يقودها نتنياهو.
وتلاحق نتنياهو تهم فساد ورشوة منذ عامين، وبعد التصويت، ستستمر محاكمته بتهمة الفساد المزعوم. وكرئيس للوزراء، قد تكون لديه خيارات لتأجيل المحاكمة أو محاولة الحصول على حصانة برلمانية للمرة الثانية. وإذا فاز نتنياهو، فإن أولوياته ستكون واضحة للجميع، وهي تجنب المحاكمة والسجن.
في السياق، ينافس زعيم المعارضة الإسرائيلية والإعلامي سابقاً، يائير لابيد، نتنياهو على رئاسة الوزراء، إذ تقول استطلاعات الرأي إن حزبه "يتش عتيد" سيحل بالمركز الثاني في الانتخابات بعد الليكود. ولا يخفي لابيد رغبته بأن يصبح رئيس الوزراء القادم، وذلك بعد تعهده بالإطاحة بخصمه اللدود نتنياهو.