تجارب مهمة للدول التي طعَّمت معظم سكانها.. ماذا حدث لمتلقي اللقاح؟ وهل عادت الحياة لطبيعتها؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/07 الساعة 21:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/07 الساعة 21:52 بتوقيت غرينتش
دراسة مقلقة حول فيروس كورونا/رويترز

في وقت يبدو المواطنون في مصر، أكبر دولة عربية، إضافة إلى مواطنين بدول عربية أخرى مترددين في تلقي لقاحات كورونا، فإن دولة عربية أخرى قاربت على تطعيم ثلثي سكانها، فيما طعَّمت إسرائيل كل سكانها تقريباً.

ومن المهم للدول التي ما زالت حملات اللقاح بها في بدايتها، ويقلق سكانها من آثار اللقاح، أن يعرفوا ماذا حدث في الدول الأكثر تقدماً في حملات التطعيم.

وإسرائيل حققت أعلى نسبة التطعيم في العالم تقريباً، فلقد تم إعطاء 99.88 جرعة لكل 100 شخص، حتى يوم 6 مارس/آذار 2021 (هذا الرقم يتضمن المواطنين الذين تلقوا جرعتين أو جرعة واحدة علماً بأن أغلب اللقاحات تتطلب جرعتين، مع احتمال أن توفر جرعة واحد قدراً من الحصانة).

في حين أن الدولة الثانية هي الإمارات العربية المتحدة التي أعطت 63.35 جرعة لكل 100 شخص.

في المملكة المتحدة الدولة التي تحتل المركز  الثالث تم إعطاء 33.71 جرعة لكل 100 مقيم، وفقاً لما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية عن موقع ourworldindata.org..

ماذا حدث في إسرائيل مع وصول لقاحات كورونا لمعظم السكان؟  

أقرت إسرائيل بأن هناك انخفاضاً ملحوظاً في في أعداد الحالات الحرجة، ووقاية من الوفيات بنسبة 99%، حسب تقرير لـ"بي بي سي".

عانى متلقو اللقاحات من بعض  الأعراض مثل ارتفاع في الحرارة وتعب عام في الجسد، كما عانى نصف متلقي اللقاحات في إسرائيل من أوجاع موضعية مكان التطعيم، تذهب بمرور الوقت.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية نهاية الشهر الماضي إن خطر الإصابة بمرض Covid-19 انخفض بنسبة 95.8% بين الأشخاص الذين تلقوا  لقاح فايزر.

وقلل لقاح BioNTech / Pfizer  من حالات الأعراض ذاتها بمقدار 94% بعد أسبوع من الجرعة الثانية، ومنع المرض الشديد بنسبة 92%، حسب تقرير يستند إلى بيانات من خدمات الصحة الشاملة (CHS)، وهي الأكبر من بين أربع منظمات رعاية صحية متكاملة في إسرائيل، نُشر في مجلة نيو إنجلاند الطبية.

البيانات المستخدمة في التقرير تم جمعها من مليون و163 ألف متلقي لقاح في إسرائيل، من 20 ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى 1 فبراير/شباط 2021، بحسب التقرير.

منحت إسرائيل للمتلقين كارتاً أخضر، بحيث لا يفرض عليهم  الحجر الصحي حتى وإن خالطوا مصابين.

بريطانيا: أكبر تراجع للحالات منذ سبتمبر/أيلول

أبلغت المملكة المتحدة عن 82 حالة وفاة أخرى الأحد 7 مارس/آذار2021 هذا بالمقارنة مع 144 يوم الأحد الماضي، وهي المرة الأولى التي تنخفض فيها الوفيات إلى أقل من ثلاثة أرقام منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020.

فيما كان عدد الإصابات هو هو الأدنى منذ سبتمبر/أيلول 2020، حسب  الغارديان.

ويُظهر المتوسط المتداول لسبعة أيام أن الوفيات انخفضت بنسبة 34.8% مقارنة بالأسبوع السابق (22 – 28 فبراير/شباط 2021).

الإمارات: اللقاحات تؤتي ثمارها

وفي الإمارات العربية المتحدة، يعتقد أن اللقاحات بدأت تؤتي ثمارها بالفعل، فوفقاً لإحصاءات صدرت نهاية الشهر الماضي، تراجعت حالات كوفيد 19 النشطة في البلاد إلى ما دون علامة 8000، بفضل اللقاحات.

يعتقد 76% من السكان أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في غضون عام.

الولايات المتحدة: تحذير من تخفيف القيود

أعطت الولايات المتحدة 90 مليوناً و351 ألف جرعة لقاح بما في ذلك الجرعتان الأولى والثانية من لقاحي موديرنا وفايزر وفقاً لرويترز.

وتلقى 30 مليون شخص الجرعة الثانية حتى اليوم الأحد، حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ولكن حذر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فوتشي، من أنه من السابق لأوانه إنهاء قيود Covid-19، على الرغم من أن تكساس وميسيسيبي رفعتا القيود التي تتضمن فرض ارتداء الكمامات هذا الأسبوع.

فرنسا تتراجع عن موقفها بشأن لقاح أكسفورد بعدما كان ماكرون قد هاجمه

قررت الحكومة الفرنسية السماح لكبار السن الذين يعانون من مشكلات صحية سابقة بالحصول على لقاح أسترازينيكا (لقاح أكسفورد)، وذلك في تراجع عن موقفها السابق بشأن هذه المسألة، بعد أن كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد هاجمه بنفسه.

ويتم استخدام لقاح أسترازينيكا على نطاق واسع في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، لكن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي لا تزال تقصر استخدامه على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن سن 65 عاماً، بما في ذلك ألمانيا.

 وأظهرت دراسات أن لقاح أسترازينيكا آمن وفعال، حسب "بي بي سي".

كان هناك تحفظ على لقاح أكسفورد في بعض الدول الأوروبية/رويترز
كان هناك تحفظ على لقاح أكسفورد في بعض الدول الأوروبية/رويترز

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يناير/كانون الثاني الماضي إن لقاح أسترازينيكا "غير فعال تقريباً" بالنسبة إلى الفئات العمرية الأكبر سناً. لكن مسؤولين وعلماء بريطانيين رفضوا آنذاك هذا الادعاء.

وبعد ظهور مزيد من البيانات، حاول مسؤولون صحيون فرنسيون إقناع الناس بأن هذا اللقاح آمن وفعال مثل لقاحات كوفيد-19 الأخرى.

ورفض بعض الأطباء الفرنسيين اللقاح باعتبار أن له آثاراً جانبية عند بعض الناس، وأن بيانات الاختبارات أشارت إلى أنه يوفر حماية محدودة ضد الحالات الخفيفة من سلالة كوفيد الجديدة الجنوب إفريقية، وفقاً لـ"بي بي سي".

وتصدت نقابة الأطباء في فرنسا لهذه الاتهامات الموجهة للقاح أسترازينيكا، وانتقدت عدم استخدام العديد من الجرعات المتاحة. وأيد المسؤول عن عملية التلقيح في فرنسا أيضاً لقاح أسترازينيكا، قائلاً إنه تعرض بشكل غير عادل لـ"دعاية سيئة".

اللقاحات الصينية

هناك مخاوف بشأن لقاح كورونافاك الذي طورته شركة سينوفاك الصينية بعد أن أظهرت التجارب السريرية في البرازيل أن فاعليته لا تتجاوز نسبة 50.4% وهي نسبة أقل بكثير من النسبة التي تم الترويج لها سابقاً، حسب ما ورد  في تقرير آخر لموقع "بي بي سي".

وخضع العقار للتجربة في كل من تركيا وإندونيسيا، وكانت النتائج متابينة. إذ أظهرت البيانات المرحلية من تجربة في تركيا نُشرت في ديسمبر/كانون الأول، أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 91.25%. كما أعلنت إندونيسيا أن معدل فاعليته يصل إلى 65.3% بناءً على البيانات المرحلية من تجاربها.

وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة  الصحة المصرية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، إن لقاح سينوفارم (وهو لقاح  صيني آخر مختلف عن  الذي جُرب في البرازيل وتركيا)، أثبت فاعليته بنسبة 86% في الوقاية من فيروس كورونا المستجد، و99% في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس، و100% في الوقاية من الحالات المتوسطة والشديدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الحد الأدنى المطلوب لفاعلية أي لقاح ضد كورونا يجب ألا تقل عن نسبة 50%.

إليك نسب فاعلية أشهر اللقاحات، حسب ما وردت في تقرير "بي بي سي":

  • فايزر 95%.
  • موديرنا 94%.
  • لقاح سبوتنيك الروسي فاعليته 90%.
  • لقاح أسترازينيكا أوكسفورد تتراوح فاعليته ما بين 62 إلى 90%.

ورغم أنه من الواضح أن لقاحي مودرنا وفايزر أعلى في  الفاعلية كثيراً، إلا أن اللقاحات الصينية ولقاح أكسفورد-أسترازينيكا مفيدة أكثر بالنسبة إلى البلدان النامية والتي قد لا يكون في مقدورها تخزين كميات كبيرة من اللقاح في درجة حرارة منخفضة.

كما أن انخفاض فاعلية اللقاحات لا يعني أنها أكثر خطورة من حيث  الأضرار والأعراض الجانبية، ولكن يعني أنها توفر نسبة حماية أقل من مرض كورونا المستجد.

تحميل المزيد