في ظل تطوّر العالم السريع وتبدّل اتجاهاته خلال السنوات الأخيرة، نشرت صحيفة The Guardian البريطانية عن أكثر التنبؤات ترجيحاً خلال العقد المقبل. واستهلت الكاتبة إيميلي سيغال قائلةً إنّه في بداية كل عام، يخرج علينا المتنبئون بتقارير تتوقّع ما سيحمله لنا المستقبل. وبصفتها واحدةً منهم، فقد قرأت الكاتبة في الغارديان مئات التوقعات خلال الأسابيع القليلة الماضية. فما الذي يعتقد "مضاربو المستقبل المحترفون" أنّ السنوات المقبلة تحمله؟
إليكم في ما يلي عينة من الاتجاهات الكبيرة والمقنعة التي يبدو أنّ المتنبئين على قناعة بأنّها ستحدث خلال الخمس إلى عشر سنوات المقبلة، بحسب مقال الصحيفة البريطانية:
1- سياسات شاملة للعمل من المنزل
كشف العمل عن بُعد بسبب كوفيد-19 عن أوجه قصور الحضور المكتبي الإلزامي من وجهة نظر إيميلي. ومع عمل الناس من المنزل الآن، فلن تعود الأمور إلى سابق عهدها مطلقاً، وستقل المتطلبات الجغرافية المتعلقة بالاستحواذ على المواهب أو ستتجاوز المراكز الحضرية.
2- نهاية عصر المكاتب المفتوحة
إلى جانب كونها صعبةً على التركيز وغير ملائمة للخصوصية، ترى إيميلي أنّ الجائحة التي تنتقل جواً قلّلت جاذبية تكديس مجموعات كبيرة من الأشخاص جنباً إلى جنب داخل غرفةٍ واحدة.
3- هجرة المناخ
أوضحت إيميلي أنّ أزمات المناخ ستُجبر أعداداً ضخمة من السكان على الانتقال بشكلٍ متزايد، مما سيتسبب في ضغوطات على توزيع الموارد، ومشكلات حدودية وثقافية، وتهديد لحياة الملايين.
4- انقلاب القوة في صالح الصين
ستُواصل مكانة الصين كمركزٍ اقتصادي، وسياسي، وثقافي صعودها السريع بحسب المقال. بينما ستستمر الولايات المتحدة في دوامة الهبوط. وبالتالي ستُحدّد أنماط الاستهلاك الصينية اتجاهات العالم.
5- إعادة الطبيعة البرية
تبحث المدن والضواحي عن أماكن لعكس مسار التنمية وإضافة المزيد من المساحات الخضراء الحضرية من أجل تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وخاصةً في حال تحوّل عزل الكربون إلى عمليةٍ ربحية في النهاية، فسوف يكون لذلك أثره على استخدام الأراضي إجمالاً لأنّ امتلاك غابات غير مُطوّرة سيكون أمراً مربحاً. وقد يُشير ذلك من وجهة نظر إيميلي إلى تحوّل بعيداً عن ملكية المنازل وفي اتجاه ملكية الأراضي.
6- انهيار مسارات التعليم التقليدية
مع تعطيل الجائحة لتعليم الملايين، أشارت إيميلي إلى أنّ العلاقات الجديدة بالتعليم الإلكتروني ستواصل الازدهار، بالإضافة إلى ظهور اتجاهات جديدة مثل عدم الالتحاق بالمدارس، والتي ستخترق التركيبة السكانية الجديدة. كما أنّ ثقل ديون الطلاب وتداخل الفصول المتواصل سيُبعد الناس عن مسارات التعليم الجامعي التقليدية.
7- التنقلات الرقمية والتفكير القسري
تقول إيميلي إنّ التقارير تُشير إلى أنّ شركة مايكروسوفت على وشك تقديم ميزة "التنقّل الافتراضي" التي تهدف إلى "خلق سجلات ذهنية ليوم العمل عن بُعد". كما تشاركت مع تطبيق التأمّل Headspace لإضافة "خاصية تسجيل الوصول العاطفي" الجديدة.
8- البلوكتشين
سيُؤثّر التبنّي الأوسع نطاقاً لتقنيات البلوكتشين على طريقة تصوير هويات الأشخاص عبر الإنترنت بحسب Guardian. إذ ستطالب الحركات الاحتجاجية السلطة بمزيدٍ من الشفافية، مما سيؤدي إلى زيادة تبني تقنيات البلوكتشين داخل الأنظمة المحاسبية العامة.
9- الدول الأضعف من الشركات
العلاقة بين الشركات الضخمة التي تتجاوز مواردها بشكلٍ متزايد إمكانات الدول الصغيرة، التي تحتاج إلى تخفيف أعباء الديون، ستُؤدّي إلى خطط تهرب ضريبي وقضايا احتكار دولي معقدة من وجهة نظر إيميلي.
10- التسوّق المباشر خارج الصين
التسوّق المباشر هو ممارسةٌ منتشرة في الصين بالفعل، وفقاً لإيميلي. حيث تعرض الشخصيات المؤثرة المنتجات على الهواء مباشرة عبر الشبكات الاجتماعية، مع عروض وخصومات تدوم فقط طيلة فترة البث المباشر. ويتوقع المتنبئون أن تنتشر هذه الممارسة عالمياً خلال سنوات قليلة.
11- النظام الغذائي
ترى إيميلي أنّ زيادة أتباع النظام الغذائي النباتي وتقدّم الطهي المنزلي أثناء الجائحة من الأسباب الرئيسية لزيادة الحماس بشأن هذه الأطعمة كالفطريات متعددة الاستخدامات.
12- الطعام الحريف سيكون معيار اللذة
تقول التوقعات إنّ الناس سيزداد اهتمامهم بالنكهات الحريفة بشدة، مثل تلك الموجودة في الفلفل الحار والصلصات الحريفة وفقاً لإيميلي.
13- التخدير الجماعي
أوضحت إيميلي أنّ فطر السيلوسيبين (الفطر السحري) صار هو الماريغوانا الجديدة، من الناحية التجارية، بالتزامن مع تدافع الشركات للتربح من السيلوسيبين قبل دخوله مرحلة التطبيقات السريرية على نطاقٍ واسع. وتستمر عملية إزالة الوصمة الاجتماعية عن العقاقير المخدرة، مقارنةً بالعقاقير الأخرى. ويرى المتنبئون أنّ انتشارها سيزداد أكثر خلال السنوات المقبلة.
14- الهروب إلى عوالم خيالية
ليس من المستغرب بحسب إيميلي أنّ انعدام اليقين العالمي أحدث طفرة في عقلية الهروب من الواقع، وتُشير جميع الدلائل إلى استمرار هذا الاتجاه بقوة خلال العقد المقبل. وسيأخذ الخيال أشكالاً متعددة تشمل تجارب الألعاب الطويلة، وشعبية مخدر الكيتامين في الترفيه وقبوله مؤخراً بصفته علاجاً سريرياً، وزيادة التركيز التجاري على عوالم أدب البالغين الصغار وانتشاره عبر وسائط الإعلام.
15- الواقع المُعزّز بـ(الفلاتر)
ستنتشر المشاهد الواقعية الغامرة بطراز فلاتر إنستغرام على نطاقٍ واسع بعيداً عن الهواتف، مع تطبيقها بشكلٍ متزايد عبر أنظمة الواقع المُعزز. وقالت إيميلي إنّ ذلك سيُجبر الناس على التساؤل عن العلاقة بين الواقعين المرئي والحقيقي، مما قد يُدمّر الإجماع على ما هو واقعيٌ أكثر.
16- الخروج من المنصات التقنية
ظهرت ردود أفعال المستهلكين على شركات التقنية الكبرى منذ سنوات، لكن التحرّك المحتمل ضدها قد بات مرجحاً مؤخراً وفقاً لإيميلي. والوعي الجمعي باختلال توازن البيانات مع الشركات الكبرى سيجعل المستهلكين أكثر قابلية لدفع المال مقابل خدمات مثل البريد الإلكتروني والشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، بدلاً من السماح لتلك الشركات باستخدام بياناتهم. وزيادة الانتباه لاختلال موازين القوة في هذا النموذج سيدفع الناس إلى تبنّي المزيد من الخدمات والمنصات الأكثر خصوصية.
17- مدفوعات المقاييس الحيوية غير النقدية
تساءلت إيميلي عما إذا كان القراء يعرفون كيف يُمكن لتقنية التعرف على الوجه في آيفون أن تسمح لك بإجراء عملية دفع دون تلامس عبر تطبيق Apple Pay؟ ثم عرضت تصوّراً لوجود هذه التقنية داخل العديد من متاجر التجزئة، وفي مختلف التطبيقات بعيداً عن نظام شركة آبل.
18- ارتفاع شعبية عمليات التجميل
ستستعيد العمليات الجراحية مثل جراحات شد الوجه شعبيتها- لأنّ الناس سئموا من الاستمرار في دفع الأموال باستمرار مقابل حقن الحشو التجميلية، التي تُشبه نموذج الاشتراك وفقاً لإيميلي. ويقول المهتمون بالتجميل إنّ جراحات شد الوجه أرخص على المدى البعيد، ويبدو أنّ المتنبئين يوافقونهم الرأي، كما أنّ قطاع الجراحات التجميلية سيزدهر إجمالاً.
19- الموسيقى بلا ألحان
أشارت إيميلي إلى أنّ موسيقى الراب المجردة من الألحان صارت "مثاليةً" شعبياً لمقاطع الفيديو الأكثر شهرة على تيك توك، وربما ينتشر هذا الاتجاه على نطاقٍ أوسع في العديد من فئات الموسيقى والإعلام.
20- نهاية أنواع الموسيقى
لاقى اتجاه Spotify نحو قوائم التشغيل حسب الحالة المعنوية، بدلاً من تلك القائمة على أنواع الموسيقى، نجاحاً كبيراً لدرجة أنّ أنواع الموسيقى نفسها ستتقادم بشكلٍ متزايد خلال السنوات المقبلة- أو لن تكون ذات أهمية من وجهة نظر إيميلي.