يمثل إنتاج لقاح شركة جونسون آند جونسون الأمريكية نقلة نوعية مهمة في محاربة جائحة كورونا، ويُنظر له باهتمام في الولايات المتحدة، رغم أنه أقل فاعلية من لقاحي شركتي فايزر وموديرنا المستخدمين هناك.
في الأسبوع الماضي، أعلنت شركة Johnson & Johnson أن لقاح الفيروس التاجي أحادي الطلقة "حقق نقاط النهاية الأولية في التحليل المؤقت للمرحلة الثالثة من تجربة ENSEMBLE. وهذا يعني أن اللقاح الذي طوّرته شركة الأدوية العملاقة منذ أوائل العام الماضي، من المرجح أن يحصل على ترخيص لاستخدام الطوارئ في وقت ما من هذا الشهر، فبراير/شباط 2020، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
ميزة لقاح شركة جونسون آند جونسون
وفي حالة الموافقة على لقاح شركة جونسون آند جونسون سيصبح اللقاح الثالث المستخدم في الولايات المتحدة، إلى جانب هذين اللذين طورتهما شركتا فايزر وموديرنا.
وأعلنت الشركة عن نسبة فاعلية أقل من تلك الخاصة باللقاحين الآخرين، وكلاهما كانت نسبة فاعليته في التسعينيات، لكن الخبراء يقولون إن اللقاح سيظل يُحدث فرقاً كبيراً في هزيمة الوباء.
وذلك لأن إنتاج لقاح J&J ربما يكون أقل تكلفة، ولا يتطلّب تخزيناً عميقاً للتجميد بالطريقة التي يتطلبها لقاح فايزر، كما أنه لا يتطلب سوى إعطاء جرعة واحدة، ما يجعل التوزيع أسهل بكثير. بمجرد أن يتم توفير اللقاح وتوزيعه تكون لديه القدرة على تحسين معدلات التطعيم بشكل كبير، والتي ظلت بطيئة.
وقالت جونسون آند جونسون إن اللقاح كان "فعالاً بنسبة 72% في الولايات المتحدة، و66% بشكل عام في الوقاية من COVID-19 المعتدل إلى الشديد، بعد 28 يوماً من التطعيم"، بناءً على اللقطة الواحدة. ومع ذلك، ارتفع هذا العدد الإجمالي إلى 85% بشكل عام، عندما يتعلق الأمر بـ"الوقاية من المرض الشديد"، و"أظهر الحماية الكاملة ضد الاستشفاء والوفاة المرتبطة بـ COVID-19 اعتباراً من اليوم الـ28".
قد تكون هذه نسبة أقل بشكل ملحوظ من لقاحي موديرنا وفايزر، ولكنه معدل فعال قريب من لقاح شركة AstraZeneca المسمى لقاح أكسفورد، الذي تبلغ فاعليته 70% في المتوسط.
ولا تزال هذه النسب جيدة جداً، وتكافئ الحماية التي يوفرها لقاح الإنفلونزا في عام جيد.
وفقاً لـNature، فإن لقاح شركة جونسون آند جونسون يعمل بشكل مختلف عن لقاحَيْ موديرنا وفايزر.
"اللقاح يعمل بطريقة مشابهة لتلك التي أنتجتها شركة AstraZeneca من كامبريدج بالمملكة المتحدة وجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، فهو يستخدم فيروساً غير ضار لنقل الشفرة الجينية لبروتين فيروس كورونا إلى الخلايا البشرية".
ويحفز لقاحا Pfizer وAstraZeneca المناعة، ولكن بطرق مختلفة. كلاهما يقدم تعليمات حول كيفية تعرف نظام المناعة لدينا على بروتين السنبلة الخاص بالفيروس.
يقوم لقاح Pfizer بتعبئة التعليمات في قطرة من الدهون، بينما يقوم لقاح AstraZeneca بتعبئة التعليمات في غلاف فيروس غير ضار (فيروس غدي).
ولكن ميزة لقاح جونسون آند جونسون الذي جاء متأخراً قليلاً، تأتي من أنه يقوم على إعطاء المتلقي جرعة واحدة.
إن هذا يساعد بشكل كبير على الحد من عبء المرض الشديد، من خلال توفير لقاح فعال وجيد التحمل مع جرعة واحدة فقط، هو عنصر حاسم في استجابة الصحة العامة العالمية، لأنه يقلل الضغط على المرافق الطبية، مقارنة بأغلب اللقاحات الموجودة في العالم، والتي تتضمن جرعتين.
كما أن اللقاحات التي تعتمد على جرعتين معرضة لظاهرة التسرب من الجرعة الثانية والخلافات على موعدها وغيرها من المشكلات.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن اللقاح أحادي الطلقة هو الخيار الأفضل في ظروف الجائحة، ما يُعزز الوصول والتوزيع والامتثال. كما أنه يوفر الأمل في المساعدة في تخفيف العبء الهائل الملقى على عاتق أنظمة الرعاية الصحية والمجتمعات، حسب بيان للمسؤول العلمي للشركة.