رئيس جديد للموساد مع الذكرى 71 لتأسيسه.. هذه أبرز عمليات الجهاز الاستخباراتي الأكثر غموضاً على مدار 50 عاماً

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/17 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/28 الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش
الموساد الإسرائيلي، تعبيرية/ عربي بوست

يملك جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، الذي قرّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تعيين رئيس جديد له -تزامناً مع الذكرى 71 لتأسيسه- تاريخاً حافلاً في الاغتيالات الدموية وتصفية من يعتبرهم "خصوم الدولة"، وبخاصة من قادة المقاومة الفلسطينية.

والرئيس القادم لجهاز الموساد، الذي سيتولى مهام منصبه، في يونيو/حزيران 2021، يعمل حالياً نائباً لرئيس الجهاز يوسي كوهين. ولم تكشف إسرائيل عن هوية الرئيس الجديد، واكتفت بالقول إنه يحمل الرمز "د".

رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين مع الرئيس الإسرائيلي ريفلين ورئيس الوزراء نتنياهو/ Ynet

ما هو جهاز الموساد؟

هو جهاز استخباراتي إسرائيلي، تأسس في 13 ديسمبر/كانون الأول 1949، وهو مكلف بالمهام الخاصة الخارجية المختلفة، من جمع المعلومات الاستخباراتية، وحتى تصفية الخصوم. ويعمل الموساد بصفته مؤسّسة رسمية بتوجيهات من قادة "الدولة"، وفقاً للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسريّة في أداء عمله. 

وتندرج بين المجالات المتنوعة التي يعمل فيها الموساد إقامة علاقات سرية مع الدول، كعقد معاهدتي السلام مع مصر والأردن والإمارات والبحرين، وقضايا الأسرى والمفقودين، بالإضافة إلى مجال التقنيات والأبحاث.

وتورط الموساد في جرائم وعمليات دموية ضد دول عربية وأجنبية، منها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها تل أبيب معادية لها، ولا يزال يقوم الجهاز حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة، والتي تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية معها.

ويعمل "الموساد" كجهاز استخباراتي خارج إسرائيل، فيما يعمل جهاز استخباراتي آخر في الداخل (بالإضافة للضفة الغربية وغزة)، ويحمل اسم "الشاباك".

وغالباً لا تعلن إسرائيل بشكل صريح مسؤوليتها عن معظم عمليات الاغتيال التي طالت قادة فلسطينيين وعرباً على يد الموساد، بالإضافة إلى اتهام طهران للجهاز الإسرائيلي الأكثر سرية بالضلوع في عمليات اغتيال لعلماء إيرانيين.

يعتبر جهاز الموساد "اليد الطولى" لإسرائيل خارج حدود الكيان، أرشيفية

وفيما يلي نرصد أبرز عمليات الاغتيال أو محاولات الاغتيال التي نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي، أو يُعتقد أنه نفذها، وإن لم تعترف إسرائيل بذلك على مدار 50 عاماً.

أولاً: عمليات الموساد منذ عام 2000 وحتى الآن

– العالم الإيراني محسن فخري زادة (27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020)

آخر عمليات الاغتيال التي اتُّهم جهاز "الموساد" بالضلوع فيها نُفذت الشهر الماضي، حيث اتهمت إيران الموساد الإسرائيلي باغتيال العالم محسن فخري زادة، في عملية وُصفت بـ"المعقدة".

– محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس محمد حمدان في صيدا جنوبي لبنان (14 يناير/كانون الثاني 2018).

أعلن الجيش اللبناني في عام 2019 اعتقاله مواطناً لبنانياً بتهمة التعامل مع جهاز "الموساد" الإسرائيلي، بتهمة المشاركة في محاولة اغتيال القيادي في حركة "حماس" الفلسطينية محمد حمدان، بوضع عبوة ناسفة في سيارته بمدينة صيدا جنوبي لبنان.

– العالم الفلسطيني فادي البطش (21 أبريل/نيسان 2018)

ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، في سبتمبر/أيلول من عام 2020، أنّها توصّلت لوثائق من المخابرات الإسرائيلية تؤكد ضلوع الأخيرة في اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش (يتبع لحركة حماس) في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

– محمد الزواري (تونسي الجنسية) (15 ديسمبر/كانون الأول 2016)

قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان رسمي، إن الزواري كان أحد عناصرها، واتهمت إسرائيل باغتياله. وأضافت أن الزواري هو أحد قادتها الذين أشرفوا على مشروع "طائرات الأبابيل"، وهي طائرة صغيرة من دون طيار أعلنت عنها "القسام"، خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014. وبحسب وزارة الداخلية التونسية تم اغتيال الزواري على يد مسلحين مجهولين، بمدينة صفاقس.

– عمر النايف ( 26 فبراير/شباط 2016)

أحد كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقُتل في السفارة الفلسطينية في بلغاريا. واتهمت الجبهة إسرائيل باغتياله، فيما أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية مقتله، في ظروف غامضة، وقرر الرئيس محمود عباس، على خلفية ذلك، تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات مقتله، ولكن دون التوصل إلى شيء حتى الآن.

– اغتيال 4 علماء إيرانيين (بين عامي 2010 و2012)

العلماء النوويون الإيرانيون: داريوش رضائي نجاد، مجيد شهرياري، مسعود علي محمدي، مصطفى أحمدي روشان، اغتيلوا جميعهم في العاصمة الإيرانية طهران بين عامي 2010 و2012.

إسرائيل بدورها لم تعترف باغتيالهم، لكن السلطات الإيرانية حمّلت "الموساد" المسؤولية عن ذلك، وقامت بعدد من الاعتقالات لمتهمين بالتخابر والتعاون مع إسرائيل لتنفيذ هذه الاغتيالات، وقد أعدمت السلطات الإيرانية المتهم باغتيال مسعود محمدي في عام 2012، وقالت إنه نفذ الاغتيال مقابل 120 ألف دولار تلقاها من الموساد.

– محمود المبحوح (19 يناير/كانون الثاني من عام 2010)

أحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، وتتهم إسرائيل المبحوح بالمسؤولية عن خطف وقتل جنديين إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والمسؤولية عن تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة.

وأعلنت شرطة دبي في دولة الإمارات عن اغتياله في غرفته بأحد الفنادق بدبي، (صعقاً بالكهرباء ثم تم خنقه) في عملية من تدبير إسرائيل، وأثارت حينها غضباً دبلوماسياً إماراتياً.

– عز الدين الشيخ خليل (26 سبتمبر/أيلول 2004)

أحد كوادر حركة (حماس)، وقُتل في انفجار سيارته في دمشق، فيما حَمّل مسؤولو الحركة إسرائيل مسؤولية اغتياله. وقالت حماس إن "الشيخ خليل" هو أحد القادة المؤسسين لكتائب القسام.

ثانياً: عمليات الموساد ما بين 1990-2000

– فتحي الشقاقي (26 أكتوبر/تشرين الأول 1995)

تم إطلاق النار على مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وأمينها العام فتحي الشقاقي، في جزيرة مالطا (جنوبي إيطاليا)، أثناء عودته من ليبيا، في زيارة قيل إنها "سرية".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد نشرت في ملحقها الأسبوعي، 8 يونيو/حزيران 2007، فصلاً من كتاب "نقطة اللاعودة"، للصحفي رونين برغمان، كشف عن وقوف "الموساد" وراء حادثة الشقاقي.

وجاء في الكتاب أنَّ رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت إسحاق رابين، أمر في يناير/كانون الثاني باغتيال الشقاقي "في أعقاب تنفيذ الجهاد الإسلامي عملية قُتل فيها 22 إسرائيلياً، وجُرح 108 آخرون.

– عاطف بسيسو: (8 يونيو/حزيران 1992)

تتهم حركة "فتح" الموساد الإسرائيلي باغتيال مسؤول الأجهزة الأمنية لمنظمة التحرير الفلسطينية عاطف بسيسو، في العاصمة الفرنسية باريس. وتقول إسرائيل إن بسيسو شارك في عملية احتجاز الرياضيين الإسرائيليين في دورة ميونيخ الأولمبية عام 1972.

ثالثاً: عمليات الموساد ما بين 1980-1990

– خليل الوزير (16 أبريل/نيسان 1988)

تم اغتيال خليل الوزير، الرجل الثاني في حركة التحرير "فتح" في منزله في العاصمة التونسية. وحسب الرواية الإسرائيلية فإنه تم في ليلة الاغتيال إنزال 24 عنصراً مدرّباً من الموساد الإسرائيلي، قرابة الشواطئ التونسية، وتسللوا إلى منزله وقاموا بقتله.

رابعاً: عمليات الموساد ما بين 1970-1980

– غسان كنفاني: (8 يوليو/تموز 1972)

تم اغتيال غسان كنفاني، وهو كاتب وأديب فلسطيني معروف، وقيادي في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في العاصمة اللبنانية بيروت بتفجير سيارته بواسطة عبوة ناسفة.

– محمود همشري: (8 ديسمبر/كانون الأول 1972)

تم اغتيال محمود همشري، وهو ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، حيث تم قتله من خلال قنبلة في باريس.

– حسين البشير: (24 يناير/كانون الثاني 1973)

تم اغتيال حسين البشير، وهو ممثل لمنظمة فتح في قبرص، من خلال زرع قنبلة في غرفته في فندق في نيقوسيا.

– محمد النجار وكمال عدوان وكمال ناصر: (10 أبريل/نيسان 1973)

نفذت وحدة تابعة للموساد، في العاصمة اللبنانية بيروت، عملية اغتيال ثلاثة من قادة حركة فتح ومنظمة التحرير، وهم محمد يوسف النجار، وكمال عدوان عضو اللجنة المركزية للحركة، وكمال ناصر، المتحدث الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية.

– حسن علي سلامة: (22 يناير/كانون الثاني 1979)

تم اغتيال علي حسن سلامة، القيادي البارز في حركة فتح، عن طريق تفجير سيارة في بيروت.

خامساً: المحاولات الفاشلة للموساد

– محاولة اغتيال خالد مشعل: (25 سبتمبر/أيلول 1997)

تعتبر محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من أشهر محاولات الموساد الإسرائيلي التي فشل في تنفيذها. ففي 25 سبتمبر/أيلول 1997، استهدف الموساد الإسرائيلي وبتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشعل من خلال 10 عناصر من جهاز الموساد قاموا بالدخول إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة، وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع وصفي التل في عمّان.

واكتشفت السلطات الأردنية محاولة الاغتيال، وقامت بإلقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين في العملية.

وطلب العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي المصل المضاد للمادة السامة التي حُقن بها خالد مشعل، وإلا سيتم إلغاء اتفاقية السلام (وادي عربة)، ليتم بعدها تسليم المصل المضاد لعمان على الفور، وتم إنقاذ مشعل.

بالإضافة لذلك، أطلق الأردن سراح عملاء الموساد، مقابل إطلاق سراح الشيخ الراحل أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، والذي كان محكوماً بالسجون الإسرائيلية مدى الحياة. 

تحميل المزيد