يعمل معهد أبحاث روسي على تسجيل براءة اختراع "شبكة" جديدة للطائرات بدون طيار أو الطائرات المسيرة، مصممة لاكتشاف وتتبع والاستيلاء على طائرات العدو بدون طيار، كوسيلة لتعطيلها من مهاجمة أو تنفيذ مهام المراقبة. ويقول الخبراء إنه تطور مثير للاهتمام قد يشير إلى ابتكار غير مسبوق حتى الآن، يهدف إلى تزويد أسلحة جديدة مضادة للطائرات المسيرة إلى الجيش الروسي.
ما التقنية الروسية الجديدة للاستيلاء على الطائرات المسيرة؟
تقول مجلة National Interest الأمريكية إن تكوين الاختراع الروسي الشبيه بالشبكة قد يهدف إلى تعطيل أو إيقاف أو حتى الاستيلاء الكامل على طائرة بدون طيار هجومية.
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء الروسية تاس، عن مواصفات الطائرة المسيرة الاعتراضية الجديدة، فإنها "تتكون من إطار الهيكل بمحركين على الأقل بزوايا دوران متغيرة موضوعة على طول محيطها. وتكمن الميزة المحددة للطائرة المسيرة الاعتراضية في "الهيكل الديناميكي الهوائي الذي يتكون من شبكة التقاط مدمجة في الفضاء".
والطائرة المسيرة الجديدة، التي تصنعها شركة Rostec التي تديرها الحكومة الروسية، تهدف وفقاً للمقال إلى استكمال دفاعات الطائرات بدون طيار الأخرى مثل الطائرات المسيرة القاتلة، وأنظمة الحرب الإلكترونية. يهدف هذا الابتكار الجديد بشكل أساسي إلى "الإمساك" بطائرة مسيرة معادية واحتجازها.
يشرح تقرير تاس: "يسمح حجم الشبكة بالتقاط الهدف والاحتفاظ به، بينما يتم شد الشبكة عن طريق تدوير اللفاف التلقائي الممتد على طول محيط الشبكة، وبالتالي تتمكن الشبكة من الإمساك بالجسم الذي تم التقاطه بشكل متمكن".
تقنية استخباراتية تمثل نقلة نوعية في اعتراض الطائرات المسيرة
يبدو أن هذا النوع من الطائرات الاعتراضية بدون طيار يوفر فرصة استخباراتية محتملة أيضاً، نظراً لأنه قد يمكّن الشبكة من التقاط أنواع من الطائرات بدون طيار دون الإضرار بها أو إتلافها، ليتمكن العلماء والمهندسون من فحصها. ومن المؤكد أن هذا جزء من الغرض الأساسي المنطقي لبناء الطائرة بدون طيار الجديدة هذه.
أيضاً، قد تكون هذه التكنولوجيا بمثابة تكملة أو مكمل لتقنيات الحرب الإلكترونية الحالية، التي تهدف إلى تشويش أو إحباط أو تعطيل أو حتى "السيطرة" على مسار طيران الطائرات المسيرة الهجومية.
إذ ربما تكون خيارات الحرب الإلكترونية أقل توفراً أو قد أثبتت عدم فاعليتها في موقف تكتيكي معين، ومع ذلك فإن القادة العسكريين ما زالوا يرغبون في إيقاف طائرة مسيرة معادية والتقاطها، دون تفجيرها أو تدميرها.
ستحتاج الطائرة بدون طيار الجديدة، إلى نوع معين من الآلية إطلاق، التي يمكن من خلالها إطلاق شبكة لالتقاط طائرة العدو المسيرة، وبالطبع الاعتماد أيضاً على نوع من أجهزة الاستشعار أو توجيه الاستهداف. لذلك سيكون من المنطقي أن يتم تكوين الطائرة المسيرة الجديدة، إلى حد ما، بطريقة مماثلة للطائرات المسلحة بدون طيار.
التقنية الروسية الجديدة ستثير فرصاً دفاعية جديدة للطائرات المسيرة
قد يقع أسلوب تعامل شبكة الطائرات بدون طيار هذه في نطاق الخيارات غير الحركية أيضاً، والتي يمكن أن تثبت أيضاً أنها مفيدة من الناحية التكتيكية في المناطق الحضرية أو المناطق المأهولة بالسكان، حيث يمكن تفادي الحطام المتفجر أو التشظي إلى أضرار غير مقصودة في مناطق مأهولة.
يمكن أن توفر شبكة الطائرات المسيرة هذه أيضاً فرصاً دفاعية جديدة؛ نظراً لأن روابط بيانات الطائرات المسيرة الحالية يتم تقويتها بشكل متزايد، وهو ظرف يجعل تشويش الطائرات المسيرة أو الاستيلاء عليها أكثر صعوبة.
الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كانت تعمل في السنوات الأخيرة على تقنيات ضمان المعلومات التي تهدف إلى حماية تغذية الطائرات المسيرة، وأنواع مختلفة من تقنيات شبكات المراقبة من القرصنة من قبل العدو، ما يجعلها بالطبع أكثر مرونة. إذا كانت الطائرة بدون طيار المهاجمة أقل "قابلية للاختراق"، فقد تكون شبكة الالتقاط هذه، مفيدة في حالة وجود القدرة على تتبع مسار الرحلة وهندسة استهداف الطائرة المعادية بشكل مناسب وإسقاطها.