أثار الإعلان عن فاعلية لقاح شركة فايزر و"بيونتيك" ارتياحاً عالمياً، ولكن توقيت الإعلان عن لقاح فايزر أثار تساؤلات حول علاقته بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما تثار تساؤلات حول موعد وصوله للعالم الثالث، ومتى يصل لقاح فايزر للدول العربية تحديداً.
وتم الإعلان عن لقاح فايزر مباشرة عقب إعلان جو بايدن فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية بنحو يوم أو يومين.
حملة ترامب تحاول الاستفادة من اللقاح ولكن الشركة تحرج نائب الرئيس
وبدا أن حملة الرئيس ترامب تحاول أن تنسب الفضل له في هذا اللقاح.
فقد غرد ترامب قائلاً: "سوق الأسهم يصل كبير، لقاح قريباً. تقرير فعال بنسبة 90%. هذه الأخبار العظيمة!"، لاحقاً، أخذ مايك بنس الأمور خطوة إلى الأمام، فقال "أخبار عظيمة: بفضل الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي أقامها الرئيس، أعلنت الشركة أن لقاح فيروس كورونا الجديد فعال، ما يمنع إصابة 90% من متطوعيها بالعدوى".
ولكن شركة فايزر ردَّت على نائب الرئيس، حيث قالت الدكتورة كاثرين يانسن، نائبة الرئيس الأولى ورئيسة أبحاث اللقاحات وتطويرها في الشركة، لصحيفة نيويورك تايمز: "لم نكن أبداً جزءاً من Warp Speed"، (المنعطف السريع) في إشارة إلى جهود إدارة ترامب لتطوير لقاح. "لم نأخذ أي أموال من حكومة الولايات المتحدة، أو من أي شخص".
كما لفتت صحيفة واشنطن بوست إلى أنه في يوليو/تموز الماضي وافقت شركة الأدوية على الشراكة مع الحكومة لتوزيع لقاح، "للاستفادة مما سيكون جهداً ضخماً ومعقداً تديره الحكومة الفيدرالية لضمان تحصين أكبر عدد ممكن من الأشخاص. "لكن الجهود التنموية الفعلية لا علاقة لها بإدارة ترامب".
ثم غردت إيفانكا ترامب قائلة: "بفضل العمل الدؤوب لعملية Warp Speed والشراكة التي أبرمتها مع Pfizer و HHS والجيش في يوليو لدعم التوزيع والخدمات اللوجستية، يمكن لشركة Pfizer توسيع نطاق الإنتاج على نطاق واسع وتسليم أكثر من 100 مليون جرعة من اللقاح على الصعيد الوطني".
ابن الرئيس يعتبر توقيت الإعلان عن لقاح فايزر مؤامرة
وألمح ابن دونالد ترامب إلى وجود مؤامرة وراء توقيت الإعلان عن اللقاح بعد الانتخابات للتأثير على إرادة الناخبين حتى لا ينسب الفضل لترامب قائلاً: "توقيت هذا مذهل جداً. لا شيء شائناً بشأن توقيت هذا على الإطلاق أليس كذلك؟".
وقالت الدكتورة كاثرين يانسن لصحيفة نيويورك تايمز،: "لقد علمت بنتائج تجارب الأدوية من لجنة خبراء خارجية بعد الواحدة ظهراً، يوم الأحد، (بايدن أعلن فوزه السبت) توقيت لم يكن له أي علاقة على الإطلاق بالانتخابات".
وقال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر للأدوية، في مقابلة لـCNN، إن الإعلان عن لقاح ضد فيروس كورونا المستجد لا علاقة له بموعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، مؤكداً أن "العلم أحضره لنا في هذا الوقت تحديداً"، ومشيراً إلى "أن الانتخابات بالنسبة لنا هي جدول زمني مصطنع".
وتابع: "كنت أتوقع أن يحدث هذا (الإعلان) قبل نهاية أكتوبر.. وفي النهاية حدث ذلك بعد أسبوع".
كم جرعة ستكون جاهزة هذا العام؟
هناك خطا تصنيع: أحدهما في الولايات المتحدة، ويتم التصنيع فيه للأمريكيين بشكل رئيسي.. والثاني في ألمانيا وبلجيكا وسينتج لآسيا وأوروبا، وبقية دول العالم"، حسب الرئيس التنفيذي لشركة فايزر للأدوية.
ويعني هذا أن العالم العربي سيكون في الأغلب عليه الحصول على اللقاح من مصانع الشركة في أوروبا.
وقال بورلا في مقابلة مع كبير المراسلين الطبيين في CNN، إنه يعتقد أن يكون هذا الإنجاز أكبر تقدم طبي منذ 100 عام.
وأضاف: "نعتقد أننا في وضع جيد ليكون لدينا ما يصل إلى 50 مليون جرعة هذا العام عالمياً.. و ليكون لدينا 1.3 مليار جرعة عالمياً مجدداً في العام المقبل".
متى يصل لقاح فايزر للدول العربية، وما هي أول بلد ستحصل عليه بالمنطقة؟
تفيد تقارير إعلامية متعددة بأن الكويت ستكون أول دولة عربية تحصل على لقاح فايزر.
فقد قال وزير الصحة الكويتى الشيخ الدكتور باسل الصباح إنه من المتوقع وصول أولى دفعات لقاح شركتي (فايزر) الأمريكية، و(بايونتيك) الألمانية المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والتي تقدر بنحو مليون جرعة إلى الكويت خلال شهري فبراير وأبريل المقبلين.
وأضاف الشيخ باسل الصباح أنه سيتم الانتهاء من تطعيم المواطنين في 6 أشهر، على أن تكون الأولوية لكبار السن، والعاملين في الصفوف الأمامية، على أن يتم تغطية باقي المقيمين في الكويت خلال فترة مماثلة، مؤكداً أن إعطاء اللقاح سيكون اختيارياً.
وأشار إلى أن عملية التطعيم ستكون أكبر من العملية الانتخابية، لاسيما أن الشخص سيأخذ التطعيم مرتين خلال شهر، وعن الآلية المقترحة للتطعيم في الكويت، لافتاً إلى أن الحكومة الكويتية شكلت لجنة لحصر المواطنين وفق المحافظات والمناطق لوضع تلك الآلية، موضحاً أن المرحلة الأولى ستشهد الاستعانة بصالات الأندية الرياضة، مع إعطاء شهادة لكل من أتم تطعيمه.
وتابع أن اللجنتين اتفقتا على اختيار شركات (موديرنا)، و(فايزر) وشريكتها (بايونتيك)، بالإضافة إلى (أسترازينيكا)، التي تتعاون مع جامعة أكسفورد، للتعاقد معها على اللقاح، لافتاً إلى أن تلك الشركات من ضمن الـ 9 التي تنال دعماً من منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن أنها بين قائمة الاتحاد الدولي للتطعيم.
ونقلت صحيفة "القبس" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن وزارة الصحة الكويتية عقدت اتفاقاً مبدئياً مع شركة "فايزر" الألمانية بشأن استيراد نحو مليون جرعة من لقاحها ضد كورونا إذا اعتمد رسمياً.
كما نقلت الصحيفة عن المصادر أن "الكويت لها أولوية في التوريد السريع للقاح، بعد موافقة الجهات الرقابية على تعاقد وزارة الصحة بشكل مباشر مع فايزر، وبكلفة تصل إلى 7.6 مليون دينار تقريباً (نحو 24.85 مليون دولار)".
وأوضحت المصادر أن وزارة الصحة الكويتية لن تكون ملزمة باستيراد هذا اللقاح في حال عدم حصوله على الضوء الأخضر من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، الذي يرجح أن يتم في نهاية الشهر الحالي.
وقالت المصادر إنه إذا توفر اللقاح بكميات كبيرة خلال العام المقبل "فإنه سيشمل جميع شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين" في الكويت، مع الإشارة إلى أن وزارة الصحة بالبلاد "تستهدف استيراد 4 ملايين جرعة من لقاحات كورونا، لاسيما أن اللقاح لا ينصح بمنحه لمن هم دون الـ 18 عاماً".
وفي لبنان، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، أن لبنان سيكون بين الدول الأولى التي ستستفيد من لقاح "فايزر"، وفي مقابلة تلفزيونية له قال حسن: "بالتنسيق مع وزير المال غازي وزني، تم تأمين المراسلات الضرورية لتحويل الدفعة الأولى من كلفة اللقاح، بعدما كان التواصل المسبق الذي أجراه مع "فايزر" قبل أسبوعين أدى إلى حجز كمية من اللقاح لـ15% من اللبنانيين، ولو لم يحصل ذلك لكان لبنان أضاع هذه الفرصة".
وفي مصر قالت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد إن وزارتها بادرت بحجز 20% من احتياجات مصر للقاح فايزر، و30% من لقاح أكسفورد.
وأضافت الوزيرة في كلمتها خلال حضورها المؤتمر العلمي عن دور المعامل المركزية ضمن خطة الوزارة للتصدي لفيروس كورونا، اليوم الثلاثاء، أن هناك 11 لقاحاً في المراحل النهائية ومصر شاركت في التجارب السريرية للقاحين.
وقال: "وزارة الصحة العامة حجزت كذلك من منصة "كوفاكس" (التجمع العالمي للقاحات كورونا) كمية إضافية من اللقاح المنتظر لـ20% من اللبنانيين، وتم تحويل مبلغ أربعة ملايين و367 ألف دولار لذلك".
وقالت زايد إن بعض الدول بدأت استخدام لقاحات فيروس كورونا تحت بند الاستخدام الطارئ، إلا أن مصر ستنتظر اللقاحات دولياً ومن منظمة الصحة العالمية.
أما في السعودية، فقالت صحيفة الجزيرة إن لقاح كورونا "السعودي – الصيني" دخل المرحلة الثالثة من التجربة السريرية في أروقة هيئة الغذاء والدواء وفي انتظار الموافقة النهائية مطلع نوفمبر الجاري. والمشروع السعودي يطلق عليه لقاح "كيمارك" بعد توقيع اتفاقية بين مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية مع شركة "سينوفاك" الصينية.