يتبادل كل من الذهب والدولار أماكنهما منذ بدء تعاملات الجمعة، تبعاً لما يصدر من مراكز فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
فبينما ينعش تقدُّم المرشح الديمقراطي جو بايدن الذهب على حساب الدولار أملاً بإقرار حزمة تحفيز ضخمة، فإن الدولار يتحرك إثر تقدم الجمهوريين فينتعش على حساب الذهب كلما ظهرت بوادر أمل باستمرار الرئيس الجمهوري دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية، أو حتى تقدم الجمهوريين، الذي بات مؤكداً في مجلس الشيوخ، وبالتالي أصبح الذهب يتبع الديمقراطيين والدولار يتبع الجمهوريين.
كيف كانت حركة الذهب؟
منذ ثلاثة أسابيع، يتحرك الذهب باتجاه صعودي، ووصل، الخميس، إلى ذروة شهر ونصف، مدعوماً بعاملين اثنين:
العامل الأول، تراجع الدولار إلى قاع ثلاثة أسابيع، حيث يقلل ضعف الدولار من كلفة اقتناء المعدن الأصفر على حائزي العملات الأخرى.
أما العامل الثاني، فيكمن بإقبال المستثمرين على شراء الذهب كأداة للتحوط من ارتفاع محتمل للتضخم، إذا فاز بايدن، وهو الأرجح حسب نتائج فرز الأصوات حتى الآن، حيث من المنتظر أن يعمل الديمقراطيون في الأيام الأولى من عهده على إقرار حزمة تحفيز ضخمة لدعم الاقتصاد الذي يئن تحت وطأة موجة جديدة أشد فتكاً من تفشِّي فيروس كورونا.
سيناريو ليس سهلاً
لكن هذا السيناريو لن يكون سهلاً، إذ بات واضحا أن الجمهوريين سيواصلون السيطرة على الأغلبية في مجلس الشيوخ، ما يعطيهم امتياز عرقلة خطط بايدن في سن تشريعات جديدة، بما في ذلك حزمة التحفيز.
وعلى مدى ثلاثة أشهر منذ مطلع أغسطس/آب، فشلت إدارة ترامب في التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين، الذين يسيطرون على مجلس النواب، حول حزمة تحفيز جديدة.
ويقترح الديمقراطيون حزمة ضخمة بمقدار 2200 مليار دولار، بينما يتمسك الجمهوريون بحزمة أقل حجماً بكثير.
مكاسب أسبوعية للذهب
وبحلول الساعة 9:31 ت.غ، استقر الذهب عند 1948.60 دولار للأوقية في العقود الأمريكية الآجلة، مرتفعاً 1.8 دولار أو بنسبة 0.1%ة، فيما استقر في المعاملات الفورية عند 1947.76 دولار للأوقية منخفضاً بنسبة 0.1%.
وفي التعاملات المبكرة، ارتفع الذهب 0.2% في العقود الآجلة، و0.06% في المعاملات الفورية.
ورغم التقلب الذي تشهده تعاملات المعدن النفيس، الجمعة، فإنه يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 3.5%، ليحافظ على مكاسب تتجاوز 25% منذ بداية 2020.
ماذا عن الدولار؟
على عكس الذهب، فإن الدولار يلقى دعماً كلما زادت حظوظ ترامب بالفوز بفترة رئاسية ثانية، أو على الأقل كلما زادت قدرة الجمهوريين على عرقلة أي مشاريع قوانين محتملة لبايدن بسيطرتهم على مجلس الشيوخ.
فمن شأن استمرار سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ عرقلة خطط بايدن في زيادة الضرائب على الشركات وتشديد الرقابة على عملها، وكذلك عرقلة تراجع محتمل عن سياسة ترامب العدائية تجاه الشركاء التجاريين كالصين والاتحاد الأوروبي، وكذلك العودة للاتفاق النووي مع إيران، وكلها، إضافة إلى اتساع جائحة كورونا، أزمات شكلت عوامل دعم للدولار أمام العملات الأخرى خلال ولاية الرئيس الجمهوري.
الذهب والدولار يتحركان باتجاهين متعاكسين
كما أن الدولار والذهب يعتبران بديلين لبعضهما البعض كملاذ آمِن وقت الأزمات، لهذا فهما على الأغلب يتحركان باتجاهين متعاكسين، إلا في حالات نادرة تشهد فيها الأسواق مضاربات نشطة في ذروة الأزمات الأقتصادية.
وبحلول الساعة 9:31 ت.غ، نزل مؤشر الدولار، الذي يقيس سلة من ست عملات رئيسية هي أصلاً عملات أبرز الدول الشريكة تجارياً للولايات المتحدة، بنسبة 0.02% إلى 92.5 نقطة. وفي التعاملات المبكرة، صعد الدولار بنسبة 0.3% إلى 92.8 نقطة.