لطالما احتلت الغواصات موقعاً مهماً بشكل فريد داخل البحرية السوفييتية، حيث تضم ساقاً قوية من الثالوث النووي لموسكو وتقود الخطط السوفييتية لمواجهة مجموعات حاملات طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو). سقطت قطاعات كبيرة من الغواصات السوفييتية الضخمة في حالة سيئة في العقود التي أعقبت الانهيار السوفييتي، لكن روسيا بوتين التزمت منذ ذلك الحين بتحديث قوة الغواصات السوفييتية الموروثة بتعديلات عميقة وتصميمات جديدة.
وفيما يلي خمس من أكثر الغواصات السوفييتية والروسية إثارة للإعجاب، بحسب تقرير لمجلة national interest الأمريكية
غواصة "مشروع 661".. براعة الهندسة البحرية السوفييتية
نادراً ما يكون هناك توضيح أفضل للبراعة الهندسية البحرية السوفييتية من مشروع 661 أو "السمكة الذهبية "، وهي الغواصة التي تحتفظ بلقب أسرع غواصة في العالم، رغم أنها صممت في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. كانت "Golden Fish" أيضاً أول غواصة يتم بناؤها من التيتانيوم، ما يوفر سرعة قصوى محتملة بالإضافة إلى مزايا المتانة والصيانة.
كما أن هذه الغواصة كانت مدعومة بمفاعلين نوويين يعملان بضغط الماء VM-5m، قادرين على توليد ما يقرب من ضعف الطاقة السابقة لـVM-4. وارتفعت غواصة 661 إلى فئة أداء خاصة بها بسرعة قصوى تزيد عن 44.7 عقدة أو 50 ميلاً في الساعة. بتوليد ضوضاء عند مستوى 100 ديسيبل وبتكلفة تصل إلى 1% من إجمالي الناتج المحلي للاتحاد السوفييتي لعام 1968، لكن لم تكن السمكة الذهبية مجدية كغواصة منتجة بشكل متسلسل.
غواصات فئة أكولا Akula Class
الغواصة الاستراتيجية ذات شهرة "أكتوبر الأحمر"، من فئة أكولا كلاس (يطلق عليها الناتو لقب "تايفون") هي من بين أكثر السفن السوفييتية أو الروسية شهرة، صممت بتكليف من الأسطول الشمالي لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية في عام 1981، وتظل غواصة أكولا ديمتري دونسكوي التي تعمل بالطاقة النووية من فئة أكولا أكبر غواصة في العالم.
كما أنها كانت مسلحة بما يصل إلى 20 صاروخاً من نوع R-39 Rif SLBM ثقيل للغاية. وبالإضافة إلى زمرة من الطوربيدات وصواريخ كروز، تفاخرت فئة أكولا بدرجة مذهلة من القوة النارية ذات القدرة النووية لمنافسة الغواصات الأمريكية المقابلة لها من فئة أوهايو.
ومع إلغاء برنامج التحديث المرتقب، والشائعات عن تحويل الغواصة إلى حاملة صواريخ كروز، من المحتمل أن تكون "تايفون" قد وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي، ليحل محلها فئة "بوري" القادمة.
غواصات فئة كيلو Kilo-class
وهي سفينة سوفييتية أخرى غزيرة الإنتاج وقاتلة، وفئة Kilo هي عبارة عن خط من الغواصات الهجومية التي تعمل بالديزل والكهرباء والتي تهدف إلى حد كبير إلى عمليات الحرب المضادة للغواصات (ASW) في المياه الساحلية. وتضم سفن Kilo ما يصل إلى ثمانية عشر طوربيداً منتشرة عبر 6 أنابيب طوربيد، فصلاً عن صاروخ كاليبر كروز، كما أنها سفينة مضغوطة نسبياً وهادئة بشكل مثير للإعجاب. وتمتعت فئة Kilo بعمر خدمة طويل بشكل ملحوظ، ما أدى إلى جهود تحديث كبيرة -يطلق عليها اسم- 636.6 لتستمر حتى منتصف عام 2020.
غواصات فئة بوري Borei-Class
وبما أن العديد من المشاريع البحرية الروسية تتضمن تجديدات للسفن السوفييتية القديمة، فإن غواصة فئة Borei هي تصميم جديد تماماً لما بعد الاتحاد السوفييتي. والمفهوم الأساسي البسيط لها، هو أن البحرية الروسية تريد غواصة استراتيجية أصغر حجماً وأخف وزناً، لكنها يمكن أن توفر حمولة أكبر تدميراً.
وتعد غواصة بوري أقصر وأسرع بشكل ملحوظ، والأهم من ذلك أنها تحمل الصاروخ RSM-56 Bulava المُحسَّن بشكل كبير، وهو مشتق من الصاروخ الباليستي العابر للقارات Topol-M الروسي.
مع وجود ثلاث غواصات Borei في الخدمة الفعلية بحلول عام 2006، أعلنت البحرية الروسية في عام 2008 أن بقية سفن Borei السبع المخطط لها حتى عام 2024 ستكون جزءاً من مراجعة Borei II الجديدة (المعروفة أيضاً باسم Project 955A)، والتي تتميز بمستويات ضوضاء أقل، وقوة في الاتصالات، وأماكن معيشة فريدة للطاقم.
غواصة Yasen-M
تعد غواصة Yasen-M الجيل المقبل من الغواصات الروسية الهجوم، وتضم فئتها مجموعة الضوابط الرقمية جديدة، كما أنها تمتلك بدناً أقصر، وهي الأقل ضوضائية. ويمكن لغواصة Yasen من فئتها الأولى Severodvinsk، إطلاق صواريخ كروز Kalibr-M الروسية الجديدة بمدى مذهل يبلغ 4500 كيلومتر. ومن المتوقع أن تقدم فئة Yasen-M أداءً مشابهاً للغواصات الأمريكية من فئة فرجينيا، على الرغم من أن التكلفة المتوقعة لكل طراز يقارب الـ1.6 مليار دولار.
وفي تقرير صدر في أغسطس/آب 2009 من المكتب الأمريكي للمخابرات البحرية، تم ذكر أن الغواصات من نوع ياسن هي أهدأ غواصات نووية روسية معاصرة، أو الأقل قابلية للرصد، ولكنها ليست في هدوء معاصراتها من غواصات البحرية الأمريكية (كفئات سي وولف Seawolf وفيرجينيا Virginia).