هناك أخطاء شائعة عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، لا ينتبه لها حتى أغلب الناخبين الأمريكيين، وبعض هذه الأساطير كفيلة بتغيير نتيجة الانتخابات.
في هذا التقرير نرصد بعض الأخطاء الشائعة عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، منها ما هو مرتبط بالانتخابات المقبلة.
أخطاء شائعة عن انتخابات الرئاسة الأمريكية.. إليك أبرزها
المرشح الرئاسي يجب أن يكون حزبياً
قد يظن أن الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وبالتالي فوز رئيس غير حزبي أو حتى خارج الحزبين الرئيسيين أمراً غير مسموح، أو مستحيل.
الواقع أنه كل رؤساء الولايات المتحدة منذ أكثر من 230 عاماً كانوا حزبيين، لكن الأول فقط – جورج واشنطن – تم انتخابه كمرشح مستقل.
كما تأهل مرشحون مستقلون أو مرشحو حزب ثالث عدة مرات إلى الانتخابات الرئاسية على المستوى القومي.
ولكن مرة واحدة فقط حصل مرشح حزب ثالث على المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية حدث ذلك في عام 1912، حين حصل الحزب التقدمي، مع الرئيس السابق ثيودور روزفلت كمرشح رئاسي، حيث نال 88 صوتاً انتخابياً وتجاوز الجمهوريين.
في الواقع أدار روزفلت أحد أنجح ترشيحات الحزب الثالث في التاريخ، لكنه هزم من قبل الديمقراطي (وودرو ويلسون) وسرعان ما اختفى الحزب التقدمي بينما استعاد الجمهوريون مكانة الحزب الرئيسي.
المفارقة أن أداء المستقلين في الانتخابات الرئاسية أفضل من أدائهم في انتخابات حكام الولايات، فمنذ عام 1788م تجاوز 14 من أصل 58 (24%) من المرشحين المستقلين عتبة الـ5%، أفضل من السباقات على المناصب الأدنى.
على الرغم من أنه لم يكن لدى أمريكا سوى رئيس مستقل واحد (جورج واشنطن)، فقد رأينا المرشحين يقتربون من 20% (روس بيرو)، ويفوزون بعدة ولايات (جورج والاس) ويلعبون دور المفسد (جون أندرسون). من المؤكد أن الفرص ليست كبيرة في حدوث ذلك في عام 2020 ولكن كما أظهرت السباقات على مستوى الولاية عندما أتيحت الفرصة فإن 35% إلى %45 صوتوا للمستقلين.
هل ترامب وبايدن هما المرشحان فقط للانتخابات الأمريكية؟
المفارقة أنه اعتباراً من 9 أكتوبر/تشرين الأول، قدم حوالي 1216 مرشحاً (من مستويات مختلفة من الجدية) إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية للترشح للرئاسة.
سألت BBC ثلاثة منهم- عازف البيانو الموسيقي والمتحدث التحفيزي، وفني تكنولوجيا المعلومات من الأمريكيين الأصليين، وملياردير التشفير- ما الذي يمثلونه؟ ولماذا يستحقون أصوات الأمريكيين؟
وبينما سيكون المرشحون الجمهوريون والديمقراطيون على بطاقة الاقتراع في جميع الولايات، يجب على المستقلين الوفاء بمجموعة من المواعيد النهائية للولاية ومتطلبات الوصول لكي يصلوا إلى بطاقة الاقتراع على المستوى القومى.
ولكن بعض هؤلاء المرشحين المستقلين سيظهرون في بطاقة الاقتراع في ولايات بعينها.
أعضاء المجتمع الانتخابي عن كل ولاية يدلون بأصواتهم للمرشح الذي نال تأييد الناخبين بها
لكن هذا ليس هو الحال دائمًا، إذ تقوم كل من ولايتي نبراسكا وماين بتقسيم أصوات هيئتها الانتخابية التي تمثلها في المجتمع الانتخابي بما يتناسب مع نسب التصويت الشعبي.
في حين أن جميع الولايات الـ48 الأخرى ومقاطعة كولومبيا تستخدم صيغة الفائز يأخذ كل شيء، فإن أعضاء الهيئة الناخبة ليسوا ملزمين بالتصويت وفقاً لذلك.
في عام 1988، على سبيل المثال، أدلى عضو بالمجمع الانتخابي من ولاية فيرجينيا الغربية بصوته لمفضلته الشخصية، بدلاً من المرشح الذي اختارته ولايته.
هناك قائمة طويلة من المؤهلات الرئاسية
رئيس أمريكا هو أهم منصب في العالم، ولكن المفارقة أن مؤهلات المنصب محدودة وبسيطة.
في حين أنه قد يبدو أن كل رئيس ومرشح رئاسي حاصل على شهادة جامعية في القانون أو تلقى التعليم في مؤسسة مرموقة، ولكن الواقع الأمر يحتاج فقط إلى استيفاء ثلاثة معايير بسيطة لتنتخب رئيساً. وفقاً لدستور الولايات المتحدة، لكي يتم تعيينك رئيساً أو نائباً للرئيس يجب أن تكون مواطناً أمريكياً بالولادة، وعمرك 35 عاماً أو أكبر، وأقمت في الولايات المتحدة لمدة 14 عاماً على الأقل.
الجمهوريون لونهم الأحمر، والديمقراطيون الأزرق
اليوم، الولايات "الحمراء" هي تلك التي تتمتع بأغلبية جمهورية، بينما الولايات "الزرقاء" هي تلك التي تفضل الديمقراطيين.
لكن الأمر لم يكن دائماً على هذا النحو. في الواقع ، انقلبت ألوان الانتخابات لسنوات عديدة.
في انتخابات 1980، على سبيل المثال، كانت الولايات التي فاز بها المرشح الجمهوري (رونالد ريغان) باللون الأزرق، بينما استخدم اللون الأحمر لتعيين انتصارات للديمقراطي جيمي كارتر. ولكن ظل نظام الترميز اللوني الحالي ثابتاً منذ انتخابات عام 2000.
المجرمون لا يمكنهم التصويت
هذا غير صحيح، إذ تسمح ثلاث عشرة ولاية وواشنطن العاصمة للمجرمين المدانين بالتصويت بمجرد إطلاق سراحهم من السجن، ويسمح عدد أكبر من الولايات للمخالفين السابقين بالتصويت بمجرد الانتهاء من عقوبتهم الكاملة، بما في ذلك فترة المراقبة والإفراج المشروط.
الأغرب أن ولايتين هما مين وفيرمونت، تسمحان للمجرمين بالتصويت وهم لا يزالون خلف القضبان.
الرئيس من حقه تولي المنصب لولايتين مجموعهما ثماني سنوات فقط
تبدو هذه المسألة مثيرة للارتباك في التاريخ الأمريكي، وزاد ترامب من هذا الارتباك.
فقد سبق أن غرد قائلاً إن أنصاره قد يطالبونه بعدم ترك منصبه بعد فترتين فقط، في حال فوزه في انتخابات 2020. وهو ما يطرح سؤالاً مثيراً للاهتمام: هل يمكن لرئيس أمريكي أن يخدم فترة ولاية ثالثة وهل مدته ثماني سنوات فقط؟
يقتصر عمل الرؤساء على ولايتين كل منهما مدتها أربع سنوات في البيت الأبيض، أي ثماني سنوات.
ولكن هناك استثناء، إذ يمكن أن يخدموا عامين إضافيين إذا أصبح الفرد رئيساً من خلال ترتيب الخلافة- تولي المنصب بعد وفاة الرئيس السابق أو استقالته أو عزله.
لذا، فإن 10 سنوات هي أطول فترة يمكن لأي رئيس أن يخدمها.
واقتصار فترة الرئيس على ولايتين، بدأ كعرف عندما أبدى جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة استعداده للتقاعد بعد ولايتين، وأصبحت الخدمة لفترتين قاعدة غير مكتوبة تبعها خلفاؤه.
ولكن هذه القاعدة غير المكتوبة تم اختراقها.
إذ كان في السابق يمكن للرئيس أن يبقى أكثر من ذلك قبل أن يقر الكونغرس تعديلاً بشأن حدود الولاية، إذ ينص التعديل الثاني والعشرون لدستور الولايات المتحدة على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين".
قبل التعديل الثاني والعشرين للدستور، الذي تم التصديق عليه في عام 1951، كان يمكن للرئيس أن يخدم عدداً غير محدود من الفترات.
وكان فرانكلين روزفلت هو الرئيس الوحيد الذي خدم أكثر من فترتين، حيث تم انتخابه أربع مرات وخدم من عام 1932 إلى عام 1945.