هل يحصل ترامب على جائزة نوبل للسلام؟ كانت هذه الجائزة دوماً مثيرة للجدل، واليوم من الناحية الرسمية أصبح الرئيس الأمريكي مرشحاً لنيلها.
وجاء هذا الترشيح بسبب دور ترامب في إقامة علاقات بين صربيا وكوسوفو والذي صاحبه إعلان البلدين عزمهما افتتاح سفارتين لهما لدى إسرائيل في القدس، وهو القرار المخالف للإجماع الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر القدس مدينة محتلة من قبل إسرائيل.
من رشح ترامب؟
رشح عضو البرلمان السويدي ماغنوس جاكوبسون ترامب وحكومتي كوسوفو وصربيا للجائزة المرموقة، مشيداً بكيفية تطبيع العلاقات الاقتصادية بعد المناقشات التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
إذ غرد جاكوبسون: "لقد رشحت حكومة الولايات المتحدة وحكومتي كوسوفو وصربيا لجائزة نوبل للسلام لعملهما المشترك من أجل السلام والتنمية الاقتصادية، من خلال اتفاقية التعاون الموقعة في البيت الأبيض".
وحسب قواعد جائزة نوبل للسلام، يمكن لأي عضو في البرلمان الوطني السويدي ترشيح مرشح للجائزة.
كان هذا ثاني ترشيح لترامب لجائزة نوبل لهذا الأسبوع. يوم الأربعاء، رشح السياسي النرويجي اليميني كريستيان تايبرينغ-جيددي ترامب أيضاً لجائزة محادثات السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وأثار ترشيحات ترامب المزدوجة حفيظة البعض. وطالب مقال رأي نشرته صحيفة أتلانتيك، والذي أفاد بأن ترامب قد أهان قدامى المحاربين الأمريكيين في الحرب العالمية الأولى، بإنهاء الجائزة.
ورفض الرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة ووزير خارجية صربيا السابق، فوك ييريميتش، الحديث عن وجود صفقة بين صربيا وكوسوفو التي أدت إلى ترشيح الرئيس دونالد ترامب للمرة الثانية لجائزة نوبل ووصفها بأنها مجرد "فرصة لالتقاط الصور".
وقال رئيس وزراء كوسوفو، عبدالله حوتي، على فيسبوك وتويتر إنه "ممتن للغاية" للترشيح.
أنا أحق من أوباما
يوم الجمعة الماضي، غرد ترامب: "يوم عظيم آخر للسلام مع الشرق الأوسط – وافقت كوسوفو ذات الغالبية المسلمة وإسرائيل على تطبيع العلاقات وإقامة علاقات دبلوماسية. أحسنت! سيتبع ذلك المزيد من الدول الإسلامية والعربية قريباً!".
ويبدو أن ترامب أحق بأوباما بنوبل، إذ اعتبر، أن سلفه باراك أوباما، لا يعرف بالضبط سبب حصوله على جائزة نوبل للسلام.
وقال ترامب، خلال كلمة ألقاها لمؤيديه في نيفادا: "أوباما فور وصوله إلى السلطة حصل على جائزة نوبل للسلام، على الفور عملياً. في الواقع، هو لا يعرف حتى سبب حصوله على الجائزة. وهو على حق في هذا، لأنه لا أحد يعرف سبب منحه هذه الجائزة".
وأضاف ترامب: "لقد فعلنا الكثير من الأمور. تم ترشيحنا قبل يومين لنيل الجائزة".
وقال مستشار البيت الأبيض لاري كودلو للصحفيين يوم السبت "أنا فخور جداً وفخور جداً بالرئيس ترامب لترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
هل يحصل ترامب على جائزة نوبل للسلام؟
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل وكوسوفو اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية وأن كوسوفو، إلى جانب بلغراد، ستفتتحان سفارات في القدس.
قال ييريميتش، الذي كان وزير خارجية صربيا بين عامي 2007 و2012، لمجلة نيوزويك في بيان إن ترشيح ترامب الأخير لجائزة نوبل "لا ينبغي النظر إليه خارج سياق الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية.
يرى أن ما حدث هو أن الحلفاء اليمينيين الفرديين للرئيس ترامب في أوروبا كتبوا رسائل إلى لجنة نوبل لغرض وحيد هو نشرها في وسائل الإعلام الأمريكية".
وقال يريميتش: "الورقتان غير الملزمتين اللتان وقعتهما بلغراد وبريشتينا بشكل منفصل في البيت الأبيض ليستا تاريخيتين ولا مستدامتين".
لقد كانت فرصة لالتقاط الصور لمرة واحدة للرئيس ترامب ولحظة علاقات عامة جيدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أتيحت له فرصة الإعلان عن افتتاح سفارتين أوروبيتين في القدس. أقول لحظة، لأنني لا أعتقد أن بلغراد أو بريشتينا تخططان للقيام بذلك فعلياً في المستقبل، حسب يريميتش، الذي كان رئيساً للجمعية العامة للأمم المتحدة في عامي 2012 و2013.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة وغواتيمالا هما الدولتان الوحيدتان اللتان افتتحتا سفارتين لهما في القدس، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي الذي يؤيد أغلبه مطلب الفلسطينيين في جعل القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، عاصمة لهم.
إهانة لنوبل
واعتبرت صحف بريطانية أن "ترشيح ترامب لجائزة نوبل إهانة لتاريخها".
ونشرت الإندبندنت أونلاين مقالاً لأستاذة العلوم الإنسانية في جامعة مانشستر بيكي أليكسيس مارتن بعنوان "ترشيح دونالد ترامب لجائزة نوبل إهانة لتاريخها".
تفول بيكي إن "الفوز بجائزة نوبل يعتبر أعظم تكريم موجود في العالم لأي داعية سلام أو منظمة حقوقية. وأتشرف شخصياً بكوني مشاركة في هيئات دولية تحض على التوافق بدلاً من الصراع والدبلوماسية على الحروب والديمقراطية على الديكتاتورية".
وتضيف بيكي أن جائزة نوبل تمثل الطموح البشري في عالم أفضل وتقدير أدوار هؤلاء الذين يقدمون جهدهم للكفاح من أجل إقرار السلام، ومن هنا نبعت القيمة الرمزية لها خاصة في زمن طغت فيه الشعبوية على الساحة السياسية الدولية.
وتوضح أنه حتى الآن "فاز بجائزة نوبل للسلام 134 شخصاً وجهة منذ بدايتها عام 1901 بينهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والحملة الدولية لمكافحة انتشار الأسلحة النووية، ونادية مراد الناشطة الحقوقية والكاتبة العراقية. لذلك يبدو ترشيح دونالد ترامب ليكون بين هؤلاء ويحصل على الجائزة لعام 2021 أمراً صادماً".
وتقول "ترامب غير مناسب للترشح للجائزة حتى أن مجرد ترشيحه يعتبر إهانة وسخرية من قيمة الجائزة المرموقة ولا يقتصر السبب في ذلك على تغريداته اللاذعة على حسابه على موقع تويتر وتهديداته بشن حرب نووية، لكن أيضاً لأنه لم يحاول حل انعدام المساواة المنهجي والمستمر في الولايات المتحدة. كما رفض بإصرار المساعدة في مواجهة الأزمة المناخية العالمية، بالإضافة إلى هذا العدد الكبير من الوفيات بسبب تفشي وباء كورونا في ظل إدارته. وهذا بالطبع لايمكن اعتباره سلاماً على الإطلاق".
وتنقل بيكي عن الكاتب والأديب الفائز بالجائزة نفسها عام 2017 تيم رايت قوله "من الصعب تخيل أي إنسان آخر أقل جدارة واستحقاقاً لجائزة نوبل للسلام. لقد شجع ( ترامب) على استخدام العنف ضد مواطنيه وانتهك اتفاقات منع انتشار الأسلحة المستقرة منذ فترات طويلة، وانتقد التعددية والتنوع في كل مناسبة. كما أن مبادراته الدبلوماسية القليلة مثل ما فعل مع زعيم كوريا الشمالية كانت أقرب لجلسات تصوير منها إلى مساع لتحقيق إنجاز حقيقي".