يبدو أن الصين تسعى إلى منافسة بوينغ وإيرباص في صناعة الطائرات المدنية، ولكن العجلة التي تبديها في مسعاها لتحقيق هذا الإنجاز الكبير قد تكون لها مخاطرها.
وأثارت الطائرات التي صنعتها شركة الطائرات التجارية الصينية "كوماك" الكثير من الانتقادات، إذ إن قلة في الصناعة يعتقدون أن الطائرات الصينية الصنع ستنافس طائرات بوينغ وإيرباص على المدى القريب.
لكن المحللين يقولون إنه بمرور الوقت يمكن لشركة كوماك المدعومة من الدولة -وهي جزء من اندفاع الصين الأوسع نحو التصنيع عالي التقنية- أن تتحدى اللاعبين الراسخين.
يقول شكر يوسف، مؤسس شركة استشارات الطيران Endau Analytics: "لا تقللوا من قدرة الصين على اختراق الأسواق".
ويقول إن المشهد من المرجح أن يتحول من احتكار تصنيعي أوروبي أمريكي مزدوج لاستيعاب طرف ثالث "وربما يكون هذا هو الصينيين"، حسبما ينقل عنه موقع BBC.
ما هي الطائرات التي بنتها كوماك؟
حتى الآن قامت ببناء طائرتين ARJ21 وC919.
1- الطائرة ARJ21 تم تصميمها لتضم 90 مقعداً وبمدى يصل إلى 3700 كيلومتر، وهي تخدم فقط المسارات الإقليمية من مراكز النقل في الصين إلى المدن الأصغر.
وتم تسليم عدد من النسخ للشركات المحلية من هذه الطائراة الإقليمية ذات المحرك التوربيني قصير المدى ومتوسط المدى.
وفي حين أن ARJ21 هي الطائرة الوحيدة في COMAC التي تعمل حالياً تجارياً، فمن المؤكد أنها لا يُنظر إليها على أنها تهديد جديّ لبوينغ وإيرباص.
2- تمتلك Comac طموحات أكبر بالنسبة إلى C919. التي صُممت كأول طائرة ركاب صينية كبيرة تتسع لـ168 شخصاً لتنافس طائرات بوينغ 737 ماكس وطائرة إيرباص A320neo.
لكن وفقاً لرويترز، فإن الطائرة C919، التي لا تزال في مرحلة الاختبار، متأخرة بخمس سنوات على الأقل عن الموعد المحدد، حيث تم تقييد الرحلات التجريبية بسبب الصعوبات الفنية المختلفة.
3- وبالشراكة مع روسيا، تعمل كوماك أيضاً على تطوير CR929، وهي طائرة ذات جسم عريض يصل مداها إلى 12000 كيلومتر، وتتسع لـ280 راكباً.
تم إصدار الغالبية العظمى من طلبات طائرات COMAC من قبل شركات الطيران الصينية، ولم يتم تسليمها بعد.
وتعد كوماك لاعباً صغيراً جداً في السماء الكبيرة، حيث تمتلك حوالي 600 طلب إجمالي لطائرتها الإقليمية وأكثر من 800 من طائراتها الكبيرة، C919، وفقاً لموقعها الرسمي على الإنترنت. في غضون ذلك أضافت شركتا إيرباص وبوينغ طلبيات لأكثر من 20 ألف طائرة على مدار العقد الماضي، لخدمة أكبر الطائرات في كل قارة.
هل باعت الصين طائرات مدنية ومَن يشتريها؟
سلمت شركة كوماك نسخ من طائراتها ARJ21. (طائرة ذات المحرك التوربيني قصير المدى متوسط المدى،) إلى أساطيل الخطوط الجوية الصينية، والخطوط الجوية الشرقية الصينية، وخطوط جنوب الصين الجوية، وفي حين أن الطائرة ستخدم فقط المسارات المحلية للطائرات الكبرى، فإن الشركة متفائلة بشأن مسارها.
وفقاً لـCOMAC، فقد شهد هذا الصيف الدخول الرسمي لطائرة ARJ21 إلى أساطيل شركات الطيران الدولية الرئيسية".
ولكن نظراً لأن كوماك تزيد ببطء من حصتها في السوق المحلية، فإن السؤال الأصعب: ما مدى بُعدها عن تحقيق أهداف وشروط الطيران العالمية؟
فلا يزال البعض متشككاً في أن تصل كوماك إلى هدفها في 2021، نظراً للمشاكل التي أحاطت بطائرتها الأولى.
يقول أبوالعافية، من مجموعة تيل، إن هناك "مخاطرة جدية" أنه بحلول الوقت الذي تدخل فيه الطائرة C919 الخدمة، سيكون لدى إيرباص وبوينغ نماذج أفضل بكثير معروضة.
أين يسمح بأن تحلق طائرات كوماك؟
في الوقت الحالي، وحدها الجهة المنظمة للطيران في الصين هي التي تصدق على طيران طائرات كوماك قد تعمل طائراتها أيضاً في أجزاء من آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية التي تعترف بالشهادة الصينية.
ومع ذلك، للتوسع خارج تلك الأسواق، فإنها تحتاج إلى الضوء الأخضر من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)، هذه الموافقات بعيدة كل البعد عن اليقين.
يقول إليس تايلور، المحرر المالي في آسيا في Flight Global: "لا تزال هناك علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كانت ستحصل على شهادة غربية".
ويقول إن كوماك كانت تأمل في أن تحصل لطائراتها ARJ21 على شهادة FAA "ولكن تم تأجيل ذلك إلى أجل غير مسمى".
ومن بين النقاد للشركة محلل الطيران في مجموعة تيل ريتشارد أبو العافية.
يقول إنه بينما تم الترويج للطائرة ARJ21 كدليل على أن الصين ستكون صانع الطائرات الكبير التالي، فقد تحولت إلى "منتج زائد الوزن وعفى عليه الزمن بشكل مذهل، وليس له أي صلة خارج قطاع الطيران الإقليمي الصغير في الصين".
هل يمكن أن تستمر بدون الولايات المتحدة وأوروبا؟
حتى لو ظلت تلك الأبواب مغلقة، فإن كوماك لديها إمكانية الوصول إلى سوق ضخم ومتزايد، إذ أصبح السوق الصيني للطيران أكبر سوق في العالم بعد تراجع الولايات المتحدة، إثر تداعيات جائحة كورونا.
والصين مشتر رئيسي للطائرات الغربية، لكن الأزمة التي تواجه شركة بوينغ قد تولد المزيد من الاهتمام بالبدائل محلية الصنع.
فالصين تشغل أكبر أسطول من طائرات بوينغ 737 ماكس، وكانت أول من أوقف الطائرة بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية 737 ماكس، في مارس/آذار. نفس النموذج كان متورطاً في حادث تحطم طائرة ليون إير، الذي قتل 189 شخصاً قبل أقل من 5 أشهر.
يقول راميش تانجافورو، مستشار الطيران في فروست آند سوليفان، إنه في حال إذا نالت كوماك شهادات غربية، فإن مشاكل بوينغ يمكن أن تغذي نمو C919 في الصين والخارج.
وتعد أخبار المزيد من عمليات تسليم ARJ21 علامة مشجعة للشركة، بينما تكافح طائراتها الأكبر في التطوير. وفقاً لرويترز، تعمل كوماك على تطوير C919 منذ عام 2008، ومن المقرر أن يتم اعتمادها وبدء عمليات التسليم في عام 2021، وفقاً لمسؤولي كوماك. هذا هو نفس المسار الذي سلكه ARJ21 حتى الاكتمال، جدول زمني مدته 14 عاماً تقريباً من التطوير إلى التشغيل التجاري.
"عليكم أن تستقبلوا طائرتنا وإلا"
كما تضع كوماك أنظارها على الأسواق الناشئة في أجزاء من إفريقيا وآسيا. تتميز طائراتها بأسعار معقولة، حيث يبلغ سعر قائمة C919 حوالي 50 مليون دولار (38.8 مليون جنيه إسترليني)، تقريباً نصف سعر إيرباص A320neo.
لكن الاندفاع إلى هذه المناطق يدعم أيضاً أهداف السياسة الخارجية الأوسع لبكين.
تضخ الصين، من خلال مبادرة الحزام والطريق، ما يصل إلى تريليون دولار في مشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء العالم. يقول يوسف، من شركة Endau Analytics، إن دخول الصين في تصنيع الطائرات هو جزء من هذا الدافع.
ويقول إن بعض الدول في إفريقيا قد تلقت قروضاً لبناء مطارات مصممة لتلبية متطلبات الطائرةARJ21.
يقول يوسف إن مساعدة البلدان الفقيرة في تطوير البنية التحتية طريقة أخرى لبناء قاعدة عملاء كوماك، ويضيف: "لا يمكننا التقليل من قدرة الصينيين على الدخول في الأسواق واقتحام مكان لا تهتم به شركتا إيرباص وبوينغ [مثل] إفريقيا أو آسيا الوسطى".
مشروع الصين الكبير يواجه تحدياً خطيراً
تم تصميم C919 للتنافس مع طائرات بوينغ وإيرباص الكبيرة ذات الممر الواحد، ويمكن أن تدرج C919 للاستخدام التجاري في وقت غير مناسب إلى حد كبير، مع توقع أن يتلاشى الطلب على الطائرات التجارية هذا العام.
ولكنها بدأت تواجه مشاكل قبل أن تدخل الاستخدام التجاري.
إذ سيؤدي انخفاض الطلب إلى فقدان الطلبيات التي ستظهر لأول مرة خلال العامين المقبلين، ولكن نظراً إلى موقع كوماك كمؤسسة مملوكة للدولة، فمن المرجح أن تظل الشركة تؤمّن الطلبيات مع الطائرات الصينية.
ولكن الطائرة التي تمثل مشروعاً مهماً في مسعى الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الاستراتيجية، تواجه خطراً أكبر من تراجع الطلب.
فلسوء حظ كوماك، فإن طائرة الشركة CR929 طويلة المدى ذات البدن العريض، وهي الأكبر بين طائراتها، تتعرض لانتكاسات أيضاً.
فقد أفاد موقع Simple Flying الخاص بأخبار الطيران، بأن المشروع الصيني الروسي المشترك لن يكون جاهزاً للتسليم حتى عام 2028 على أقرب تقدير، حيث أشار الجانب الروسي إلى مشاكل الاتصال، بسبب التأخير. كان من المقرر أن تطير الطائرة في عام 2025 وتبدأ عمليات التسليم في عام 2027.
هل يوقف ترامب المشروع؟
هناك صدمة أخرى لدى الكثيرين في مجتمع الطيران حول كوماك، وهي اعتماد الشركة على المكونات الأجنبية. وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، يقول خبراء الطيران إن جمهورية الصين الشعبية قادرة على تصنيع معظم المكونات الفردية للطائرات النفاثة المتقدمة، لكن دمج التقنيات والأنظمة المختلفة للمحركات وإلكترونيات الطيران هو التحدي الأكبر.
تستخدم كوماك محرك طائرة تم إنتاجه جزئياً بواسطة شركة جنرال إلكتريك الأمريكية. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، في فبراير/شباط، أن إدارة ترامب تدرس وقف بيع هذا المحرك للصين، ومع ذلك، يبدو أنه تم إلغاء الفكرة منذ ذلك الحين. ولكن بالنظر إلى العلاقة المضطربة بين البلدين، يمكن أن تنشأ محادثات بشأن حظر مستقبلي.
نظراً إلى سوق الطيران التجاري الضخم في الصين والدعم الحكومي، فإن كوماك لديها القدرة على التنافس مع بوينغ وإيرباص يوماً ما. ومع ذلك، فإن الوقت المستغرق لتطوير معدات فضائية رائدة في الصناعة قد يكون أطول بكثير مما كان متوقعاً.
من أين جاء التأخير؟
قال عشرات الأشخاص المطلعين على البرنامج لـ"رويترز"، إن تطوير الطائرة الصينية ذات الممر الواحد C919، والتي تأخرت بالفعل عن موعدها بخمس سنوات على الأقل، يسير بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً، وذلك وفقاً لشركة الطائرات التجارية المملوكة للدولة (كوماك)، التي تواجه مجموعة من المشكلات الفنية التي قيدت بشدةٍ الرحلات التجريبية.
التأخير شائع في برامج الفضاء المعقدة، لكن التقدم البطيء بشكل خاص يمثل إحراجاً محتملاً للصين، التي استثمرت بكثافة في أول محاولة جادة لها لكسر سيطرة بوينغ وإيرباص على سوق الطائرات العالمية.
جاءت أحدث مشكلة بسبب خطأ رياضي، وفقاً لما قاله لوكالة Reuters أربعة أشخاص على دراية بالموضوع.
وقال أربعة أشخاص مطلعين على الأمر، إن مهندسي كوماك أخطأوا في تقدير القوى التي ستوضع على المحركين التوأمين للطائرة أثناء الرحلة- والمعروفان في الصناعة باسم الأحمال- وأرسلوا بيانات غير دقيقة إلى شركة تصنيع المحركات (CFM International). نتيجة لذلك، قد يتعين تعزيز قوة المحرك، كما قال الأشخاص، على الأرجح، على حساب كوماك، رغم أن مصدراً آخر نفى أي تعديل.
كان هذا، إضافة إلى مواطن الخلل الفنية والهيكلية الأخرى، يعني أنه بحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول، وبعد أكثر من عامين ونصف العام من اختبارات الطيران، أكملت كوماك أقل من خُمس ساعات الطيران البالغ عددها 4200 ساعة والتي تحتاجها للحصول على الموافقة النهائية من إدارة الطيران المدني في الصين، حسبما قال شخصان مقربان من المشروع لـ"رويترز".
نادراً ما تكشف كوماك، التي تعمل على تطوير C919 سراً إلى حد كبير منذ عام 2008، عن أهدافها.
صرح يانغ يانغ، المسؤول في الشركة، لوسائل الإعلام الحكومية الصينية، في سبتمبر/أيلول، بأنه يتوقع الحصول على شهادة من المنظمين بالبلاد في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى. كان الهدف المعلن السابق للشركة هو نهاية عام 2020. قال مسؤولو كوماك الآخرون، إنهم يهدفون إلى الحصول على الشهادات والتسليم في عام 2021.
ولم تردَّ كوماك على طلبات رويترز للتعليق على هذه القصة. ورفضت سي إف إم، وهي مشروع مشترك بين جنرال إلكتريك وسافران الفرنسية لإنتاج المحركات، التعليق.
وقال أشخاص قريبون من البرنامج، لـ"رويترز"، إنه بالنظر إلى حالة عدم اليقين، لا يوجد ضمان بأن كوماك ستلبي هدف يانغ 2021-2022.
وقال أحد المصادر المطلعة على قضية المحرك: "الأمور لا تسير دائماً كما هو مخطط لها، لكنني آمل أن تتباطأ كوماك قليلاً وتحاول ألا تتعجل الأمور، وإلا فسيكون هناك الكثير من المشكلات لاحقاً".
ضغط الوقت يؤدي إلى مخاطر
لا يعكس سوء تقدير المحرك نقصاً في الفهم النظري، فقد ظلت الصين تضع الناس في الفضاء منذ ما يقرب من عقدين. لكنه يوضح افتقار الشركة المصنِّعة للطيران الوطني إلى الخبرة في تصميم وبناء الطائرات التجارية.
لم تقتصر المشاكل على لوحة الرسم. قال مصدران إن كوماك عثرت على شقوق في المثبتات الأفقية لبعض الطائرات القليلة الأولى التي تم تصنيعها، على الرغم من أنه تم حل هذه المشكلة الآن. وقال ثلاثة مصادر لـ"رويترز"، إنها وجدت أيضاً أن علبة التروس المرفقة بالمحرك كانت عرضة للتشقق، مما تسبب في إيقاف تشغيل المحرك أثناء رحلة تجريبية، وهي مشكلة من المحتمل أن تؤثر على جميع الطائرات الست من طراز C919 في الرحلات التجريبية.
وقالوا إن عمليات التفتيش المنتظمة لعلبة التروس للتحقق من وجود شقوق وتسرب زيت، قلصت من برنامج اختبار الطيران الخاص بـCOMAC.
وقال مصدران لـ"رويترز"، إن مشكلة علبة التروس، التي اكتُشفت في 2018 ولم يتم الإبلاغ عنها من قبل، كانت بسبب اهتزازات غير متوقعة. وقالت المصادر إن المهندسين في البرنامج وجدوا طرقاً لتقليل المخاطر.
الاهتزاز غير المرغوب فيه، والذي في أسوأ الحالات يمكن أن يمزق الأجزاء داخل المحرك، يمثل مشكلة تواجهها الشركات المصنعة لصناعة الطيران منذ فترة طويلة.
الطائرة حلَّقت قبل أن يتم طلاؤها
فإنَّ تراكم المشاكل جعل كوماك تتأخر بشكل كبير عن الجدول الزمني، الأمر الذي قد يكون مكلفاً.
تم تصميم C919 للتنافس مع عائلات Boeing 737 MAX وAirbus 320neo. بعد أن أبرمت شركتا Boeing و Airbus صفقات للاستحواذ على إنتاج الطائرات المنافسة التي صنَّعتها شركة Embraer وBombardier، وأصبحت COMAC الصينية الآن الخيار الثالث في السوق للطائرات التي تضم أكثر من 100 مقعد.
يتوقع معظم المتنبئين بالصناعة الآن أن يتلاشى الازدهار الدوري المطول في الطلب على الطائرات التجارية هذا العام، حيث تتضاءل ثقة الأعمال وسط التوترات الجيوسياسية، مما يعني أن الطائرة التي ستُطرح لأول مرة في عام 2021 أو 2022 من المحتمل أن تفقد الطلبات لسنوات قادمة.
كوماك تدرك ضغط الوقت. وقالت مصادر لـ"رويترز"، إن آخر ثلاث طائرات تجريبية من أصل ست طائرات C919 وُضعت بالهواء في أول رحلة لها، قبل اكتمال مهمة الطلاء.
جعلت بكين C919 جزءاً لا يتجزأ من مبادرتها "صُنع في الصين 2025″، المصمَّمة للحاق بالتقنيات المتطورة ومساعدة البلاد على الاكتفاء الذاتي.
اجتذب هذا الجهد انتباه المدَّعين الفيدراليين الأمريكيين، الذين اتهموا في عام 2018 مجموعة من ضباط المخابرات الصينيين والمتسللين والمطلعين في الشركة باختراق شبكات 13 مصنعاً للطائرات حول العالم، وضمن ذلك شركة يتطابق وصفها مع CFM لسرقة البيانات الحساسة التي قد تساعد الصين في بناء محرك نفاث. ونفت الصين أي تورط لها في القرصنة.
الصين تسعى إلى منافسة بوينغ وإيرباص في صناعة الطائرات المدنية.. فهل تنجح؟
قد لا تشعر بكين بخيبة أمل كاملة إذا فشلت الطائرة C919 في المنافسة فوراً في الأسواق الدولية، كما يقول بعض المحللين، حيث يمكن للحكومة الصينية توجيه شركات الطيران الخاصة بها لشراء الطائرة.
وتمثل شركات النقل والتأجير الصينية المملوكة للدولة الغالبية العظمى من 815 طلباً مؤقتاً، تقول كوماك إنها تلقتها من أجل C919. والمشتري الخارجي الوحيد حتى الآن هو شركة التأجير GECAS المملوكة لشركة جنرال إلكتريك. وتم الانتهاء من عدد قليل من الطلبات.
وقال جان فرانسوا دوفور، كبير المحللين في DCA Chine-Analyze: "تتمثل المهمة الحقيقية لـC919 في غزو السوق المحلية التي يهيمن عليها منافسان أجنبيان". "بعد 10 إلى 15 عاماً من الآن، قد يصبح الجيل التالي C919، أو النماذج الأخرى التي طورتها كوماك، منافسين حقيقيين على الساحة العالمية".
ويضيف: "من غير المرجح أن يستمر الاحتكار الثنائي بين إيرباص وبوينغ إلى الأبد. بشكل عام، نرى الصين باعتبارها المنافس الرئيسي التالي، على الرغم من أنه في غضون 10 إلى 20 عاماً من الآن".