قلق جمهوري من تسونامي ديمقراطي.. فكيف تخطط حملة ترامب لتكرار مفاجأة 2016؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/12 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/12 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع المرشح جو بايدن وابنه/رويترز

كل شيءٍ الآن في الولايات المتحدة يرتبط بالثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وهو موعد الانتخابات التي يسعى فيها الحزب الجمهوري للاحتفاظ بالبيت الأبيض والأغلبية بمجلس الشيوخ، في حين تشير استطلاعات الرأي إلى تسونامي ديمقراطي محتمل، فكيف تخطط حملة الرئيس دونالد ترامب لتكرار ما حدث في 2016؟

صحيفة Politico الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "حروب ترامب الثقافية نجحت في 2016.. لكنَّ مساعديه قلقون من أن العالم قد تغيَّر"، ألقى الضوء على نقطة الاتفاق الوحيدة بين أعضاء فريق ترامب، وهي أن انفجارات الرئيس الأخيرة وضيقه الذي يعبِّر عنه خارج النص على منصة تويتر يضران بفرص إعادة انتخابه.

يريدونه أن يركز على الاقتصاد فقط

يريد بعض كبار المساعدين أن يركِّز الرئيس على خطط إنعاش الاقتصاد، مجادلين بأن ذلك قد يعزِّز مكانته في استطلاعات الرأي بنسبةٍ تتراوح بين 5 و10%. أما المستشارون غير الرسميين مثل كارل روف، فيدفعون الرئيس علانيةً إلى وضع جدول أعمالٍ لفترةٍ ثانية، مجادلين بأن التركيز على الهجرة والتجارة والطاقة قد يحمِّس الناخبين.

ويريد مستشارون آخرون، مثل رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، أن يتحدَّث ترامب أكثر عن النظام والقانون، قائلين إن ذلك سيجذب الناخبات في الضواحي، وبينما يضرب الرئيس بكلّ هذه الموضوعات عرض الحائط، فقد جذب معظم الانتباه في الأيام الأخيرة، بهجومه المُتعلِّق باتحاد الألعاب الرياضية ورفضه إدانة العلم الكونفدرالي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظهر وهو يرتدي كمامة – رويترز

كان ذلك تكتيكاً استخدمه ترامب ليدفع نفسه إلى البيت الأبيض في 2016، لكن مستشاريه يقولون إن العالم قد تغيَّر منذ أن أحكمت جائحة فيروس كورونا المُستجَد قبضتها على الاقتصاد العالمي، ومنذ اندلاع الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة على الصعيد الوطني، وفي هذا المناخ يخشون ألا يتقبَّل الناخبون بعض القضايا الخلافية المُتعلِّقة بالحرب الثقافية، وخاصةً الناخبين المستقلين، والمواطنين كبار السن، والناخبات في الضواحي، والأمريكيين الأفارقة الذين لابد أن يكسبهم ترامب ليضمن الولايات الحاسمة المُتأرجِحة مثل ويسكونسن وأوهايو أو بنسلفانيا.

قال جمهوري مُقرَّب من البيت الأبيض: "لقد أفسدته نجاحاته، لكنني لست واثقاً بأن المناخ الحالي هو نفسه الذي كان في 2016″، وأضاف: "المشكلة هي أنه رفض إدانة العلم الكونفدرالي. أنا لست هنا للدفاع عن ذلك".

الرئيس لا يستمع لأحد

وقال العديد من الاستراتيجيين الجمهوريين، إن إحياء الحروب الثقافية والإدلاء بإيماءاتٍ غير مُوفَّقة للمتعاطفين الكونفدراليين ليسا طريقةً لتعبئة الناخبين خارج قاعدة ترامب القوية، واستند ترامب بقوةٍ أيضاً إلى الحجج بأن مايكل فلين، أول مستشار للأمن القومي، خُدِعَ من قِبَلِ الدولة العميقة بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي، والمزاعم بأن عائلة جو بايدن، المنافس المحتمل في انتخابات 2020، فاسدة. 

يقول إيد رولينز، رئيس منظمة Great America PAC المؤيِّدة لترامب ومدير الحملة الانتخابية الوطنية الناجحة للرئيس رونالد ريغان عام 1984: "الناس لا يكترثون بمايكل فلين أو بأبناء بايدن"، ويضيف: "هذه القضايا مُعقَّدة. الناس يكترثون بما إذا كان بمقدورك قيادة البلاد عبر أزمتي الجائحة والركود. أعتقد أنه عندما اندلعت الجائحة وتداعى الاقتصاد، قدَّم هذا فرصةً لترامب من أجل إظهار أيِّ نوعٍ من القادة يمكن أن يكون هو نفسه، لكن من المؤكَّد أنه لم يفعل ذلك جيداً". 

ينشأ جزءٌ من المشكلة من إصرار ترامب على أنه يعمل وحده كأفضل مديرٍ للحملات والاتصالات وأنه أفضل استراتيجي على الإطلاق، ويسارع موظَّفو الحملة إلى القول بأن الرئيس يوجِّه الرسالة، وهم ببساطة يتبعون كلماته ويروِّجونها. 

هل يستمع ترامب لمستشاريه؟ / رويترز

قليل من المستشارين أو الموظفين بالبيت الأبيض حول الرئيس هم فقط الذين يقدِّمون أخباراً سيئة، بصرف النظر عن حفنةٍ من الحلفاء، مثل السيناتور ليندسي غراهام (ولاية كارولينا الجنوبية)، أو زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي (ولاية كاليفورنيا). 

وفي كثيرٍ من الأحيان، تُقدَّم المشورة إلى ترامب من قِبَل الأصدقاء أو الوكلاء على شاشات التلفزيون، وهو الوسيط الذي يراقبه الرئيس عن كثب لدرجة أن التغطيات التي تُبَث تدفع ردود فعله، وكان على التلفزيون مؤخَّراً أن خَرَجَ حاكم ولاية نيوجيرسي السابق وصديق ترامب منذ فترةٍ طويلة كريس كريستي، ليحثه على تغيير نبرته ونهجه بشكلٍ كبير في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

استطلاعات الرأي

وتُظهر الاستطلاعات الوطنية الأخيرة باستمرار، أن ترامب يتخلَّف عن بايدن بهامشٍ كبيرٍ على نحوٍ متزايد، رغم أن مسؤولي حملة ترامب يسارعون إلى القول إن هذه الاستطلاعات معيبة وإنهم يركِّزون أكثر على الاستطلاع في ولاياتٍ أخرى لا تشهد صراعات، غير أن هذه الاستطلاعات أيضاً تشير إلى صورةٍ كئيبة للرئيس أيضاً. 

وتوقَّع تقرير "كوك" السياسي غير الحزبي، يوم الأربعاء 9 يوليو/تموز، أن "تسونامي" ديمقراطي سوف ينطلق باستطلاعات الرأي في نوفمبر/تشرين الثاني، مع بروز كارولينا الشمالية وفلوريدا في الطليعة، وميل ويسكونسن وبنسلفانيا نحو الحزب الديمقراطي. 

التركيز على أصوات النساء

وأخبرت مستشارة الرئيس، كيليان كونواي، الصحفيين في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء 7 يوليو/تموز، أن الرسالة من إعادة انتخاب ترامب يجب أن تتوقَّف على طريقة تعامل الرئيس مع الاقتصاد ووطنيته وعمله في مجال الرعاية الصحية، والتي رأت أن أصداء ذلك تتردَّد لدى النساء. 

لكن مستشارين عديدين يعتقدون أن الرئيس لابد أن يطلق رسالةً لدعم الشرطة وإنفاذ القانون، خاصةً أن مدناً مثل أتلانتا وشيكاغو ونيويورك قد شهدت ارتفاعاً في عنف الأسلحة، وضمن ذلك موجات من إطلاق النار بيوم العطلة في 4 يوليو/تموز، وهم يرون أن مثل هذه النداءات أكثر فاعلية من الهجمات المُحدَّدة على الأمريكيين من أصل إفريقي مثل بوبا والاس، والتي اعتبرها الجمهوريون كارثية. 

ويريد بعض المُتبرِّعين والمستشارين أن يواصل ترامب حملته من أجل حماية التماثيل والنُصُب التذكارية المثيرة للجدل. وهم يرون خطاً دقيقاً بين هذه الدفعة، التي يقولون إنها تلقى صدى لدى العديد من الأمريكيين، والتغريدات حول العلم الكونفدرالي، التي يقولون إنها قضية خاسرة. 

المقاعد الخالية في تولسا وضعت ترامب في موقف محرج / رويترز

ويرى جيسون ميللر، المستشار الكبير لحملة ترامب، أن الحملة لا يمكن أن تستقر على رسائلها، قائلاً إن كلَّ موضوعٍ له صدى مع كتل مختلفة من الناخبين: "شيَّد ترامب أعظم اقتصادٍ في تاريخ العالم، وهو يفعل ذلك مرةً أخرى، وبالنسبة لكثير من الناخبين، هذا هو السبب الأقوى لتأييدهم الرئيس ترامب في إعادة الانتخاب". وأضاف ميلر: "بالنسبة لكثير من الناخبين، فإن تعهُّد الرئيس ترامب بفتح المدارس هذا الخريف يخاطب بشكلٍ أكبر، أسرهم ووضعهم، وبالنسبة للناخبين الآخرين، يُعَدُّ التزام ترامب بالدفع ضد حشدٍ يساري مُتطرِّف واحداً من أقوى نقاطه". 

وقال نيوت جينغريتش، حليف ترامب ومُتحدِّث سابق باسم مجلس النواب، إن مستشاري ترامب السياسيين "ليسوا متسقين مع بعضهم" على الرسائل المُراد توجيهها. وأضاف: "إنه عملٌ جارٍ، لكننا أصبحنا في يوليو/تموز. سيَصلون إلى ذلك بحلول الوقت الذي يَصلون فيه إلى المؤتمر". وتابع جينغريتش: "التحدي الآن يكمن في العثور على الانضباط بالتمسُّك بالرسائل والاستمرار في العودة إليها والتطرُّق إليها".

وقال جمهوريٌّ آخر مُقرَّب إلى البيت الأبيض: "هؤلاء الناخبون المتأرجحون يريدون أن يعرفوا (كيف سأستعيد حياتي الطبيعية؟ وماذا لابد أن يحدث من أجل ذلك؟)".

تحميل المزيد