فوجئ تجار مصريون بقيام شركة ميديا الصينية بالإعلان عن منتجاتها الكهربائية الجديدة، التي بدأت بطرحها في السوق المصري وتتبع العلامة التجارية "توشيبا".
حالة الاستغراب نتجت من أن توشيبا، مانحة توكيلها في مصر إلى مجموعة العربي منذ نحو 50 عاماً، حتى ارتبط اسم الشركتين ببعضهما، ما أثار تساؤلات حول قرار الشركة الجديد، ومن هي "ميديا" التي استحوذت على توكيل "توشيبا" بدلاً من العربي؟
كيف أزيح العربي عن "توشيبا"؟
مصادر أكدت لـ"عربي بوست" أن توكيل توشيبا لم يُسحب بشكل كامل من "العربي"، ولكن تم إنهاء تعاقد الأخير مع الشركة الصينية، فتوشيبا انقسمت داخلياً إلى شق ياباني (لا يزال يحتفظ بتعاقده مع الشركة المصرية)، وآخر صيني باسم ميديا (سحب من العربي توكيلاته).
ففي عام 2016، استحوذت ميديا الصينية على 80% من شركة "توشيبا اليابانية" مقابل 473 مليون دولار، فيما ستحتفظ توشيبا بنسبة 19.9% من الحصة الباقية.
وأصبحت الآن توشيبا منقسمة إلى إدارتين: واحدة مسؤولة عن إنتاج الشاشات، وهي التي لا تزال تتبع اليابان ولم تسحب توكيلها من شركة "العربي" حتى اللحظة، وإدارة مسؤولة عن بقية المنتجات، وهي تلك التي استحوذت عليها الشركة الصينية والتي أطلقت منتجاتها في السوق قبل انتهاء التعاقد بشكل رسمي مع العربي، والذي من المقرر أنه ينتهي وفق مصادر "عربي بوست" بنهاية العام الجاري 2020، ما دفع الأخير لإصدار بيان ينفي فيه صلته بالمنتجات الصينية، ما فاقم الأزمة بين الجانبين.
لاقت الأزمة بين توشيبا الصينية والعربي دعماً من التجار للأخير، وحملة وصف فيها حساب على فيسبوك بعنوان "تجار مصر" ما حدث للعربي بأنه "الخروج الكبير"، وقد دشن مجموعة من التجار، وأكبر الموزعين للشركة صفحة على فيسبوك لدعم "مجموعة العربي"، تحت عنوان وشعار "لولا العربي ما كنا نحن"، ودعموا قرارات الشركة.
ما علاقة ميديا الصينية بميديا المصرية؟
وفور طرح الشركة الصينية منتجاتها في السوق المصري أثيرت حالة من اللغط بين التجار، حول علاقتها بالشركة التي تحمل نفس الاسم "ميديا"، والتي تتبع المخابرات المصرية، وتعمل في مجال الإعلام، وتمتلك راديو 90 90 وقنوات DMC إضافة لعملها في مجال الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية.
وزاد من حالة اللغط في السوق المصري عدم إصدار الشركة التابعة للمخابرات أي تصريح ينفي أو يؤكد علاقتها بالشركة الصينية، تاركة الباب مفتوحاً أمام التساؤلات التي يتناقلها الموزعون والتجار.
لاسيما أن إطلاق "ميديا الصينية" حملات إعلانية لها في مصر، تزامن مع زيارة قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أبريل/نيسان 2019 للصين، رافقه فيها وفد رفيع المستوى لحضور فعاليات الدورة الثانية لمبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي، المنعقدة بالعاصمة الصينية بكين، كان من بين الحضور شركة ميديا الصينية.
من جانبنا في "عربي بوست" خاطبنا الشركة الصينية لنتساءل عما إذا كانت قد منحت توكيلها في مصر للشركة المصرية، أم أنها ستدخل السوق بنفسها دون وكلاء، ولكن لم تصلنا إجابة حتى نشر التقرير.
"العربي" لم تتأثر إلا بعد قرار الصينية سحب التوكيل
لم تتأثر شركة "العربي" بهذه التغيرات في شركة توشيبا واستحواذ "ميديا الصينية" على النسبة الأكبر من حصة الشركة منذ عام 2016، وظل يحمل العلامة والتوكيل، لكن الأزمة بدأت منذ عام بعد قرار الشركة الصينية سحب توكيلاتها منه.
حينها كانت مجموعات إلكترونية تشن حملة على صفحات فيسبوك لتشويه صورة منتجات العربي، ووصل الأمر إلى عمل حملات تدعو إلى مقاطعة منتجاته.
وفي شهر مايو/أيار الماضي بدأت الشركة الصينية حملة إعلانات، تروج لمنتجاتها، استعداداً للنزول في السوق المحلي، تحت عنوان "توشيبا بنفسها جاءت مصر!"، وبدأت بالفعل طرح منتجات مثل الثلاجات والغسالات التي تحمل نفس علامة توشيبا.
موقف العربي في أزمة كورونا خلق دعماً له
صعد نجم العربي مؤخراً بعد تصريح إبراهيم العربي، رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، ونجل محمود العربي (صاحب المجموعة)، بأن شركته لن تتخلى عن موظفيها في أزمة كورونا، وستمنحهم إجازة مدفوعة الأجر لمواجهة الأزمة الحالية.
ودعا حينها رجال الأعمال المصريين وأصحاب المصانع لمنح إجازة مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين لعمال المصانع، ما خلق حالة دعم كبيرة للرجل بين رواد التواصل الاجتماعي، والتجار الذين رأوا في تصرفاً موقفاً إنسانياً يُحتذى به.
خصَّص العربي أيضاً مستشفى تابعاً له لعزل مرضى كورونا، وتحدثت صفحات السوشيال ميديا عن أعماله الخيرية وقت الجائحة، ممارسات أسفرت عن دعم كبير له من التجار، دفع بعضهم للدعوة إلى مقاطعة الشركة الصينية، التي بدأت في طرح منتجاتها في السوق، من قبل حتى نهاية تعاقدها معه.
تنويه: ورد في نسخة سابقة من هذا الموضوع أن المخابرات المصرية أزاحت “العربي” من عرش توشيبا، والصحيح أن شركة ميديا الصينية اشترت نحو 80٪ من أسهم توشيبا اليابانية، وأثار دخولها السوق المصري بمنتجات توشيبا عام 2019 حالة من اللغط بين التجار حول تبعيتها للمخابرات لأنها تحمل ذات الاسم، للشركة المالكة للعديد من المنصات الإعلامية التي تشرف عليها المخابرات المصرية، لذلك وجب التنويه.