هل يمكننا استخدام الحمامات العامة أثناء جائحة كورونا، وهل هناك إرشادات معينة للوقاية، لحمايتنا من العدوى إذا اضطررنا لاستخدامها.
تقرير لشبكة CNN الأمريكية عرض مدى خطورة استخدام الحمامات العامة أثناء جائحة كورونا، والإرشادات الواجب اتِّباعها للوقاية من العدوى.
استخدام الحمامات العامة أثناء جائحة كورونا.. خيار تجنُّبها أصبح مستحيلاً
عندما قادت ماريل بالابان سيارتها عبر الولايات المتحدة أثناء الجائحة، عَرَفت أنَّ تجنُّب استخدام الحمامات العامة ليس خياراً مطروحاً بالنسبة لصغار أسرتها.
وقالت ماريل، أخصائية التواصل التي انتقلت من سان فرانسيسكو إلى منطقة فيلادلفيا، في بداية شهر أبريل/نيسان: "السفر مع صغيري وأنا حامل في الشهر السابع يعني أننا سنتوقف كثيراً من أجل استخدام دورة المياه"، لكن ماريل كانت قلقةً بشأن العثور على دورات مياه عامة آمنة ونظيفة.
من أجل التخفيف من الخطورة اصطحبت معها أقنعة وجهٍ وقفازات، وعندما كانت تتوقف في محطات البنزين حاولت الأسرة تجنُّب لمس أي شيء إلا للضرورة.
والجميع يُطهّر يديه عندما يعود إلى السيارة، ومسحت ماريل الأسطح المعرَّضة للّمس كثيراً، التي من المحتمل أنها تعجّ بالجراثيم.
ولكن، ما زالت مسألة دورة المياه مثيرة للأعصاب.
هل ينقل البراز فيروس كورونا؟
هناك دراسة جديدة تشدد على الخطر المحتمل، وتوضح كيف أن تدفق الماء في الحمام يمكنه أن يثير الكثير من الجراثيم في الهواء. وبينما تقول منظمة الصحة العالمية إن خطر الإصابة بكوفيد-19 من البراز يبدو منخفضاً، أشارت إلى دراسات تقترح أن فيروس كوفيد-19 يمكن أن يخرج من الجسم مع البراز.
وقال علي نوري، عالم الكائنات الدقيقة ورئيس اتحاد العلماء الأمريكي: "إذا كنت غير مضطر لاستخدام دورات المياه العامة، فلا تستخدمها". وأضاف: "هذا أول ما عليك معرفته".
استقل نوري سيارته، مثل ماريل، في رحلة مدتها 3 ساعات في عطلة نهاية الأسبوع. تجنب الوقوف لاستخدام دورات المياه، ووضع حفاضة لابنه البالغ من العمر 4 سنوات، ولكن في ظل تعايش الأمريكيين مع الجائحة المستمرة، يعلم نوري أن تجنب استخدام الحمامات العامة كلياً ليس ممكناً.
وأقرّ قائلاً: "هذا ليس عملياً على الدوام، في بعض الأحيان عندما تضطر للدخول لا بد أن تدخل".
ما مدى خطورة دورات المياه العامة، وكيف نتعامل مع المراحيض تحديداً؟
ليست خطورة كبيرة. يقول نوري إنه قلق من دورات المياه العامة؛ لأنها غرف صغيرة نسبياً. وهذا يصعب ممارسات التباعد الاجتماعي، التي يتفق العلماء على أنها أساسية لمحاربة الجائحة.
وربما تكون المراحيض العامة أيضاً ذات تهوية سيئة. أوضح نوري: "المراحيض مساحات مغلقة، ولا توجد بها نافذة؛ لذا في بيئة مثل هذه من المتوقع بقاء الفيروس لمدة طويلة".
وهذا يزداد سوءاً مع تدفق المياه في المرحاض، الذي قد يبعث بسُحب من الجزيئات التي يحملها الهواء، تطوف في الهواء.
ملحوظة: ضَع الغطاء دائماً قبل أن تُطلق المياه، إذا كان هناك غطاء!
يمكن أن تُشكِّل المجفّفات الهوائية الساخنة مشكلة أيضاً؛ إذ يمكن لمجفف هوائي شديد القوة أن ينثر الفيروس في الهواء لارتفاع يصل إلى 3 أمتار، وفقاً لورقة بحثية نُشرت في عام 2015 في مجلة Applied Microbiology العلمية.
وأخيراً، الحمامات المشتركة لها نفس أخطار الأسطح الموجودة في أي مكان عام في أثناء الجائحة مثل مقابض الأبواب، وصنابير المياه، والأماكن الأخرى التي ربما تكون تعرّضت للمس من شخص مصاب بكوفيد-19.
أهم شيء هو الوقاية من انتقال العدوى من شخص لآخر
أشار نوري إلى أنه من بين كل المخاطر المحتملة، الاقتراب من الآخرين هو الأخطر. إذ تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إن اتصال الشخص بالآخر هو الطريقة الرئيسية لانتقال فيروس كورونا المستجد.
يعني ذلك أنه من الأفضل استخدام الحمامات العامة التي تحتوي على حمام واحد، وبالتالي لا تضطر لمشاركة المساحة مع شخص آخر.
ويمكن للمسؤولين عن صيانة الحمامات تشجيع الممارسات الصحيحة عن طريق إغلاق بعض الأحواض أو المراحيض، لكيلا يكون هناك حوضان ملاصقان، لضمان المساحة للزائرين. لكن إذا نظرت من الباب خلسة ووجدت غرفة مزدحمة فهذه مشكلة.
يقول نوري: "إذا كان بإمكانك الانتظار حتى ينتهي الآخرون ويغادروا، فعليك الانتظار. إنك تقلل من خطر استنشاق جزيئات يحملها الهواء من هؤلاء الناس".
وعليك ارتداء الكمامات
حتى لو لم يكن هذا ممكناً، أشار نوري إلى أن ارتداء أقنعة وجه واتباع قواعد التباعد الاجتماعي يمكنها التخفيف من بعض أخطار استخدام المراحيض العامة.
وقال: "أقنعة الوجه هي واحدة من أكثر الطرق الفعالة في تقليل العدوى من شخص لآخر.
إذا كان من يستخدمون دورة المياه لا يرتدون أقنعة وجه، فكِّر مرة أخرى في قرار الدخول". فمن خلال ارتداء قناع الوجه أنت تحمي الآخرين أكثر مما تحمي نفسك، والآخرون يحمونك عندما يرتدونها.
ارتدِ قفازات أو حتى كيساً بلاستيكياً
حتى إن كنت ترتدي قناعاً وتتبع توصيات التباعد الاجتماعي، فلا يزال عليك الحذر في غسيل اليدين واتباع خطوات نظافة جيدة.
يقول نوري: "هذا فيروس ليس لديك أدوات دوائية لقتاله، ليس لدينا سوى هذه العلاجات البدائية، وعلينا التمسك بما لدينا من أسلحة".
إذا كان لديك زوج من القفازات البلاستيكية، يقترح نوري ارتداءهما وأنت في دورة المياه، ثم إلقاءها في القمامة بمجرد الخروج. يمكنك حتى أن تضع كيساً بلاستيكياً نظيفاً على يديك.
الصابون أفضل من المطهرات، والمناديل الورقية أكثر أماناً من المجففات الهوائية
عليك أن تغسل يديك لمدة 20 ثانية على الأقل بالصابون والماء الساخن بعد استخدام المرحاض. تعمل مطهرات اليد أيضاً، لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقول إن الصابون هو الخيار الأفضل.
بعد ذلك، جفِّف يديك باستخدام مناديل ورقية. هذا ليس فقط لأن المجففات الهوائية قد تنشر الجزيئات حول الغرفة، لكن أيضاً اتَّضح أن المناديل الورقية يمكنها إزالة أي فيروسات متبقية بكفاءة أكثر من الهواء.
لا تعبث بيديك النظيفتين وتلمس مقبض الصنبور المحمّل بالبكتيريا. استخدِم منديلاً ورقياً لإغلاق المياه، وافتح به باب الحمام، وتخلّص منه عندما تخرج.
الملخص المفيد في مسألة دورات المياه
يقول نوري: "من المهم التفكير في الأخطار النسبية". التجول مع العوام أثناء الجائحة يصحبه ارتفاع في نسبة خطورة الإصابة بالعدوى، لكن ارتداء أقنعة الوجه، واتباع قواعد التباعد الاجتماعي، والنظافة الجيدة يمكنها المساعدة كثيراً.
بينما تستمر الجائحة يقلّ قلق نوري بشأن دورات المياه العامة على وجه الخصوص، ويزداد قلقه من شعور الناس بالطمأنينة.
وقال: "إننا ننسى عادة أن هناك المزيد من الفيروسات بالخارج اليوم أكثر مما كان عندما كنا في حجر صحي". وأضاف: "علينا أن نتذكر أن العالم أخطر هذه الأيام، أكثر مما كان في منتصف مارس/آذار".
ونظراً لذلك، يأمل نوري أن يبقى الناس حذرين.
عندما تحتاج لزيارة المرحاض العام، أشار نوري إلى أننا جميعاً علينا اتباع أفضل قواعد الاستخدام ثم نتحرك سريعاً. وأضاف: "لا يجب أن تجلس وتقرأ القصص المصورة".