الكمامات هي الحل لمواجهة فيروس كورونا إذا اقترنت بالإجراءات اللازمة.
كانت هذه الخلاصة التي توصَّلت إليها دراسة بريطانية نُشرت اليوم الأربعاء 10 يونيو/حزيران.
وذكرت الدراسة أن استخدام كمامات الوجه على مستوى السكان قد يقلص الإصابة بمرض "كوفيد-19″، الناجم عن انتقال عدوى فيروس كورونا، إلى مستويات يمكن السيطرة عليها فيما يتعلق بانتشار الوباء، ويمكن أن يَحُول دون موجات ثانية للمرض الوبائي، عندما يقترن ذلك بإجراءات الإغلاق.
العزل لا يكفي، والكمامات هي الحل لمواجهة فيروس كورونا
يشير البحث الذي قام به علماء من جامعتي كامبريدج وغرينويتش في بريطانيا، إلى أن إجراءات العزل وحدها لن تحول دون ظهور موجة جديدة لفيروس كورونا، الذي يُسبب التهابَ الجهاز التنفسي الحاد، لكن الكمامات بما في ذلك المصنوعة في المنزل يمكن أن تُقلل على نحو كبير معدلات انتقال العدوى إذا التزم بها عدد كافٍ من الناس في الأماكن العامة.
وقال ريتشارد ستوت، الذي شارك في قيادة الدراسة في جامعة كامبريدج: "تدعم تحليلاتنا ضرورة التزام الناس الفوري والشامل بوضع الكمامات". وأضاف أن النتائج تشير إلى أن استخدام الكمامات على نطاق واسع، مقروناً بالتباعد الاجتماعي وبعض إجراءات العزل، قد يكون "وسيلة مقبولة للتعامل مع الوباء وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية" قبل فترة طويلة من توافر لقاح فعال.
ونشرت نتائج الدراسة مجلة "أعمال الجمعية الملكية العلمية".
ومنظمة الصحة العالمية كانت تحاربها
كانت منظمة الصحة العالمية قد حذَّرت سابقاً من أن استخدام الكمامات وحدها "غير كافٍ" للتغلب على تفشي وباء "كوفيد-19″، معتبرة أنها تكون مفيدة في الأماكن التي يتعذَّر فيها غسل اليدين والتباعد الاجتماعي.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو في جنيف، في 7 أبريل/نيسان الماضي، إنه "على الدول أن تنظر في مسألة استخدام الأقنعة في المجتمعات التي يصعُب فيها غسل اليدين والتباعد الجسدي بسبب نقص المياه أو الاكتظاظ".
وأشار إلى أن بعض الدول أوصت، أو تنظر في استخدام الكمامات أو الأقنعة الواقية الطبية من قِبل عموم الناس، لمنع انتشار الفيروس. لكنه شدَّد على أن الاستخدام الواسع للكمامات الطبية قد يُفاقم النقص في معدات الوقاية الخاصة بالعاملين في قطاع الصحة.
وأضاف أن "الكمامات يجب ألا تُستخدم إلا في إطار حزمة إجراءات وقائية" أخرى، موضحاً أنه "لا يوجد جواب حاسم، وما من حل سحري، الكمامات وحدها لا يمكنها وقف تفشّي كوفيد-19".
وتابع أنه خارج إطار الطواقم الصحية فإن الأقنعة الواقية الطبية يُوصى بها للأشخاص الذين كانوا مرضى أو الذين يهتمون بهم.
ولكن المنظمة عادت عن هذا الرأي، إذ نشرت يوم 6 يونيو/حزيران 2020، تحديثاً لإرشاداتها، شمل توصية للحكومات بمطالبة الناس بارتداء كمامات الوجه المصنوعة من القماش في الأماكن العامة، للمساعدة في الحدّ من انتشار وباء كوفيد-19.
ومع ذلك، شدّدت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة على أن الكمامات يمكن أن تزيد من المخاطر الصحية إذا قام الناس بتلويثها عن طريق لمسها بأيدٍ متسخة.
وقالت المنظمة في التوجيهات الجديدة المدعومة بنتائج دراسات على أن كمامات الوجه ما هي إلا واحدة من مجموعة من الأدوات التي تُقلل خطر انتشار الفيروس.
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي على الإنترنت: "يمكن للكمامات أن تخلق إحساساً زائفاً بالأمان".
وحذّر من أن الكمامات لا يمكن أن تحل محل نظافة اليدين، والتباعد الجسدي، أو تعقّب المرضى واتصالاتهم الاجتماعية. وقال تيدروس: "لا أستطيع أن أقول هذا بشكل واضح بما فيه الكفاية: الكمامات وحدها لن تحميك من كوفيد-19".