هل يمكن أن نصاب مرتين بكورونا، ولماذا يعاني البعض منه فترة طويلة؟ هذا ما يقوله الطب

عربي بوست
تم النشر: 2020/05/25 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/25 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش
مخاوف من عدم التوصل للقاح لكورونا/رويترز

رغم مرور أكثر من 4 أشهر على تفشي جائحة كورونا في العالم فإن العديد من الأسئلة مازالت تشغل أذهان البشر حول هوية هذا الفيروس، وهل يمكن أن يصيب الفرد مرتين فعلاً أم أن مناعة القطيع سوف تحيد هذا الوباء الفتاك، والكثير من الأسئلة التي سنحاول في هذا التقرير الاجابة عليها، نقلاً عن تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

هل من الممكن أن تصاب بفيروس كورونا مرة ثانية؟

لا توجد إجابة واضحة لهذا السؤال بعد. لكن لدينا بعض الدلائل. يقول الدكتور بن كيلينغلي، استشاري طب الحالات الحادة والأمراض المعدية في مستشفى جامعة كوليدج في لندن: "نعرف من الدراسات "التقليدية" لفيروس كورونا التي أجريت في الماضي أنه يمكن أن يصيب الناس بعد حوالي عام من الإصابة الأولى".

اللوم يلقى على تجارة الحيوانات البرية في تفشي كورونا – رويترز

وأضاف الدكتور جوشوا شيفر، خبير الأمراض المعدية في مركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان في الولايات المتحدة، قائلاً إن أي علامات على الإصابة بالفيروس مرة أخرى تتطلب فحصاً دقيقاً.

إذ يقول: "لم أر حتى الآن حالة إصابة ثانية مؤكدة سجلتها المؤلفات العلمية. وإثبات الإصابة مرة أخرى على وجه اليقين، وتمييزها عن التناثر الفيروسي المرتبط بالإصابة الأولى بالفيروس، سيتطلب تتبع تسلسل الحمض النووي الريبوزي للفيروسين الأول والثاني وإثبات أنهما مختلفين وراثياً"، مضيفاً أنه من المهم أيضاً دراسة الأعراض ومدة استمرار الإصابة الثانية.

ماذا حدث في كوريا الجنوبية، حيث كانت نتائج التحليل إيجابية بعد شفاء المرضى من كوفيد-19؟

أثار هذا بعض المخاوف في البداية، حيث خشي الخبراء من أن هذه النتائج قد تشير إلى إصابة المرضى بالفيروس مرة أخرى. إلا أن منظمة الصحة العالمية قالت بعدها إن هذه النتائج كانت في الواقع إيجابية زائفة، نتيجة أن تحليل الإصابة يعتمد على التقاط جزيئات الفيروس داخل خلايا الرئة الميتة، لكن هذا ليس فيروساً نشطاً. ذلك لأن اختبار الإصابة بفيروس (تحليل PCR) يعتمد على الكشف عن مواد الفيروس الوراثية، لكنه لا يكشف وحده ما إذا كان الفيروس نشطاً ومعدياً أم لا.

لماذا يعاني بعض الأشخاص من أعراض طويلة الأمد؟

يعاني بعض الأشخاص المصابين بكوفيد-19 من مضاعفات بعد الإصابة الأولى.

يقول ديفيد هيمان، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة: "بعض الأشخاص يستردون عافيتهم مجدداً، وتقل العلامات والأعراض مثل الحمى، ولكن بعد ذلك يصاب البعض بضيق التنفس ويحتاجون إلى الأوكسجين في المستشفى. ويبدو أنها استجابة مناعية متأخرة أكثر خطورة في بعض الأشخاص وتتفاعل مع الفيروس المتبقي في أعضاء مختلفة في الجسم".

مخاوف من احتكار الشركات للقاح المحتمل لفيروس كورونا/رويترز

وقال أستاذ علم المناعة دانييل ألتمان، من كلية لندن الإمبراطورية، إنه من المهم دراسة مثل هذه الحالات.

وقال: "نحن في بداية وصف ما قد يكون صورة معقدة لمرض مزمن قد ينشأ عن الإصابة الأولى، ويأتي ويذهب على فترات، وأحياناً يشبه نوعاً من متلازمة التعب المزمن".

هل يمكن أن يظل فيروس كورونا كامناً في الجسم، ثم ينشط مجدداً؟

يقول الخبراء إن ذلك مستبعد. إذ يقول ألتمان: "أعرف أن البعض ناقش فكرة "تجدد نشاط" الفيروس، لكنني أرى أن ذلك عديم الفائدة وغير مدعوم بأدلة. إذ أنه مصطلح مستعار من فيروسات أخرى، وخاصة عائلة فيروس الهربس، التي يمكن أن تظل في الجسم في حالة كامنة وتنشط مجدداً بعد سنوات. ولا يوجد أي دليل يثبت أن ذلك يحدث مع فيروس كورونا".

ما طول مدة إمكانية انتقال العدوى من المصابين بكوفيد-19؟

يقول كيلينغلي: "العثور على فيروس في الأنف أو الحلق لمدة تصل إلى أربعة أسابيع بعد الإصابة الأولى أمر مألوف، لكن الفحوص التي تحدد ما إذا كان هذا الفيروس نشطاً ومعدياً أم لا -وليس الكشف عن المواد الجينية فقط- لا تكون نتيجتها إيجابية عادةً لأكثر من أسبوع". وأضاف: "لم أواجه حالات انتكاس تجدد فيها الإصابة الأولى المكتسبة قبل أسابيع نفسها لتصبح حالة معدية".

صراع سيؤدي لإبطاء مكافحة الوباء.. البحث عن لقاح لكورونا يعمّق الخلافات في العالم/ تعبيرية Istock

لكن شيفر يقول: "من وجهة نظري، وجود الحمض النووي الريبوزي لفيروس كورونا بعد عدة أسابيع من الإصابة الأولى قد يمثل تكاثراً مستمراً للفيروس في الخلايا، مما يشير أيضاً إلى  وجود كميات صغيرة من الفيروس "النشط". إلا أن هذه الكميات ضئيلة للغاية وقد تكون بقاياه المحتضرة في الجسم".

يقول ألتمان إنه بغض النظر عن الحالات غير المصحوبة بأعراض، ترتبط العدوى ارتباطاً قوياً  بالأعراض الحادة، التي تستمر عادة لمدة تصل إلى 12 يوماً، وتستمر آثارها لمدة 28 يوماً. وقال: "أعتقد أن الأشخاص الذين يشعرون بتوعك لفترة طويلة بعد ذلك، فقد لا يكون ذلك بسبب الفيروس، وإنما نوع من الاضطراب المناعي أو الالتهابي".

تحميل المزيد