"اغتصاب ونهب للممتلكات وخطف حتى لنواب البرلمان"، أصبح هذا هو الحال في ظل حكم الميليشيات التي تقتسم بنغازي، بعد ست سنوات من سيطرة خليفة حفتر على المدينة التي تعد ثاني كبرى مدن ليبيا.
وباتت الميليشيات التتي تتنوع بين انفصاليين وسلفيين ومطلوبين دوليين، هي الحاكم الفعلي للمدينة تحت غطاء ما يسمى "الجيش العربي الليبي"، من خلال تقسيم المدينة إلى مناطق نفوذ.
من أين جاءت الميليشيات؟ وأي منها يخضع لسيطرة حفتر المباشرة؟
هذه الميليشيات خليط غير متجانس من كتائب ومسلحين، من سلفيين متشددين، وكتائب أمنية ولجان شعبية كانت تابعة لنظام القذافي، وأخرى تضم مسلحين من قبائل الشرق وآخرين من قبائل الغرب، بحسب مصادر متعددة متطابقة.
وبحسب مصدر عسكري تابع لـ"عملية الكرامة" التي أطلقها حفتر -فضَّل عدم ذكر اسمه- أكد عدم سيطرة حفتر على هذه الجماعات باستثناء اللواء 106 مُجَحْفل وكتيبة طارق بن زياد التي أنشأها خليفة حفتر لإيجاد ثقل له داخل بنغازي بعد فقدان سيطرته على بعض الكتائب الأخرى.
إليك خريطة الميليشيات التي تقتسم بنغازي
أوضح المصدر لـ"عربي بوست" أن المدينة قُسمت على النحو التالي:
· كتائب عسكرية موالية للنظام السابق: وهي عبارة عن عسكريين سابقين تابعين لكتائب القذافي ككتيبة الفضيل بوعمر، واللواء 32 معزّز، وكتيبة أمحمد وكتيبة سحبان وهم عسكريون نظاميون مدربون موزعون على بعض الكتائب الموجودة في بنغازي كالكتيبة 36 صاعقة، وكتيبة الصاعقة والقوات الخاصة، والكتيبة 21، والكتيبة 298 دروع.
· اللواء 106 مجحفل بقيادة نجل خليفة حفتر (صدام). عدد مقاتلي اللواء قرابة 6000 مقاتل بين مدنيين وعسكريين، وأغلب منتسبي قياداته من أبناء قبيلة الفرجان التي ينتمي إليها حفتر. وبحسب المصدر يتخذ هذا اللواء معسكر المخابرة بمنطقة قاريونس غرب بنغازي مقراً له، وتتركز مهمته بالمشاركة في المعارك التي يقودها حفتر خارج المدينة، كمنطقة الهلال النفطي وتخوم طرابلس والجفرة، أو في حالات التمرد على القيادة العامة كالتي قام بها ابن قبيلة العواقير "فرج أقعيم" بعد تكليفه وكيلاً لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق. ويحظى هذا اللواء بدعم كامل من ناحية التجهيزات العسكرية والحصانة.
· كتيبة طارق بن زياد بقيادة نجل خليفة حفتر الثاني خالد، وتعتبر هذه الكتيبة إحدى كتائب اللواء 106، ويقدَّر عددها بأكثر من 500 مقاتل، مدعومة بقوة مسانِدة من المدنيين، وتتخذ من مزرعة "بوبكر يونس"، وزير الدفاع السابق بنظام معمر القذافي، مقراً لها.
· الكتيبة 166: بقيادة صهر اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أيوب الفرجاني، وتعتبر هذه الكتيبة أيضاً إحدى كتائب اللواء 106، يقدَّر عدد مقاتليها بنحو 700 مقاتل، مدعومةً بقوة مساندة من المدنيين.
· قوات المهام الخاصة، بقيادة النقيب فرج أقعيم، وتتمركز على امتداد الطريق الساحلي شرق بنغازي، ولديها مقرات عدة في شرق البلاد، أهمها مقر جهاز "قوة المهام الخاصة" بمنطقة بودزيرة القريبة من وسط المدينة.
· كتيبة الصاعقة والمظلات والكتيبة 36 قوات خاصة، بقيادة اللواء ونيس بوخمادة. تمتلك هذه الكتيبة مقراً بمنطقة بوعطني، ويقدَّر عدد منسبيها بأكثر من ألف وخمسمئة مقاتل عسكري بين ضباط وضباط صف وجنود، وانبثق عنها مؤخراً الكتيبة 50، وانضمت إلى كتائب اللواء 106، وهي فصيل من القوات الخاصة الصاعقة، بقيادة محمود الورفلي، مدعوماً بمقاتلين ذوي توجُّه ديني (سلفيين)، بالإضافة إلى عسكريين قدامى محسوبين على النظام السابق، تسيطر على أجزاء مناطق جنوب بنغازي.
· كتيبة التوحيد السلفية بقيادة أشرف الميار، تم تغيير تسميتها فيما بعد إلى الكتيبة (210)، وتعتبر من كتائب القوات المسانِدة لقوات اللواء المتقاعد، وجُلُّ منتسبيها من التيار السلفي. تتخذ هذه الكتيبة من المؤسسات الحكومية مقراً لها، وتسيطر على أجزاء مناطق الليثي والقوارشة والهواري غرب مدينة بنغازي، بالإضافة إلى بعض المزارع التي تعود لأهالي منتسبي مجلس شورى ثوار المدينة بعد أن صادرتها. وتحظى هذه الكتيبة بدعم كامل من اللواء المتقاعد خليفة حفتر من ناحية العُدة والعتاد والحصانة.

· كتائب قبائل المنطقة الشرقية: أغلب قبائل شرق ليبيا التي كانت تنادي بنظام الفيدرالية في ليبيا، شاركت مع قوات حفتر في الحرب ضد مجلس شورى ثوار بنغازي، كقبائل العبيدات التي ينتمي إليها رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، وقبائل العواقير وقبائل أخرى.
غير أن النفوذ الأكبر حصلت عليه قبيلة العواقير، بسبب أن الانتشار السكاني لهذه القبيلة، التي تشكل طوقاً حول بنغازي أو ما يسمى "الحزام الأخضر"، حيث ينتمي الأفراد المسلحون لهذه القبيلة إلى خليط من الأجهزة الأمنية والعسكرية في بنغازي.
هذه التشكيلات المسلحة تدين بولائها للقبيلة، وتوجد بمناطق الحزام الأخضر، وهي:
1. الأبيار
2. النواقية
3. الطلحية
4. برسس
5. الرجمة
6. سلوق
7. قمينس
8. توكرة
9. بنينا
· كتيبة أولياء الدم: هذه الكتيبة عبارة عن تشكيل من عناصر مدنية وعسكرية مسلحة، انضم إليها كل من قُتل له قريب (أخ-أب-ابن) وغيره في معارك بنغازي ضد مجلس شورى ثوار بنغازي. يقود هذه الكتيبة شخص مدني كان قد عمل محرراً للعقود في بنغازي يدعى (عياد الفسي)، وتسيطر هذه الكتيبة على مناطق شرق مدينة بنغازي.
كل من يريد القتال نظم كتيبته بعد سيطرة خليفة حفتر على بنغازي
وما إن تنفَّس سكان مدينة بنغازي الصعداء بعد إعلان حفتر انتهاء العمليات العسكرية بالمدينة، حتى اكتشفوا أن مدينتهم أصبحت مجزَّأة إلى مناطق نفوذ بين ميليشيات مختلفة التوجهات، لا تمتلك القيادة العامة السيطرة عليها؛ بل أصبحت عائقاً أمنياً جديداً.
ولأنَّ توجُّه حفتر في تأسيس ما يسمى "القوات المسلحة العربية الليبية" كان بدعم وتسليح كل من لديه استعداد للقتال في ذاك الوقت، وهو الأمر الذي أنشأ زعامات محلية ومناطقية في ظروف من الفوضى، ومن كان يستطيع أن يجمع حوله عدداً من المقاتلين يصبح زعيماً عليهم في منطقته، ويحصل على الموارد من المال والسلاح والتغطية الإعلامية.
مطلوب دولي متورط بإعدامات جماعية يقود أبرز الميليشيات، وتسجيل صوتي يكشف تمرده
هويات مستقلة ومنفصلة ظهرت لتلك الجماعات المسلحة، لينكشف مشهد جديد في مدينة بنغازي، برز أولها متمثلاً في فصيل من القوات الخاصة الصاعقة، بقيادة الرائد "محمود الورفلي" المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، بقرار من مجلس الأمن الدولي، في قضية الإعدامات التي ينفذها علناً ضد من سمّاهم الإرهابيين في بنغازي.
تسجيل لمكالمة صوتية انتشر عام 2016، على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر خلافاً بين الرائد محمود الورفلي واللواء عون الفرجاني مدير مكتب خليفة حفتر؛ على خلفية مذكرة القبض التي أصدرتها محكمة الجنايات الدولية، حيث أثبت التسجيل خروج الورفلي عن سيطرة ما يسمى القيادة العامة، بتهديده حفتر والناطق باسم القيادة العميد أحمد المسماري ورئيس أركان المنطقة الشرقية عبدالرازق الناظوري.
محاولة اغتيال زعيم قبلي اختلف مع حفتر
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، نشبت خلافات حادة بين اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وابن قبيلة العواقير (فرج أقعيم)؛ على خلفية إصدار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، قراراً يقضي بتكليف الأخير وكيلاً لوزارة الداخلية بحكومته، بمباركة قبيلة العواقير التي ينتمي إليها، من خلال بيان صدر عن المجلس الأعلى للقبيلة، في سبتمبر/أيلول 2017.
وهو الأمر الذي زاد من حدَّة الخلافات بين أقعيم واللواء المتقاعد خليفة حفتر، فأصدر الأخير قراراً يقضي بمنع أي أعمال لأي مسؤول في حكومة الوفاق الوطني بالمناطق الخاضعة لسيطرته، وعدم تنفيذ تعليماته أو التعاون معه.

مصادر محلية متطابقة أكدت تعرُّض أقعيم لمحاولتي اغتيال فاشلتين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إثر استهدافه بسيارة مفخخة في منطقة سيدي خليفة شرق مدينة بنغازي، والثانية من جراء استهداف مقر "قوة المهام الخاصة"، بمنطقة بودزيرة، بعدة قذائف هاون.
وعقب هذه العمليات، خرج فرج أقعيم عن صمته، واتهم في مداخلة تلفزيونية، اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالوقوف وراء محاولة اغتياله. كما أنه اتهم أيضاً حفتر وأعوانه بقيامهم بعمليات خطف وقتل وسرقة المصارف واختلاس أموال بالعملة الصعبة في بنغازي.
وفي اليوم التالي من هذه التصريحات اللاذعة لفرج أقعيم ضد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اقتحمت قوات اللواء 106 وكتيبة طارق بن زياد بقيادة نجلي خليفة حفتر "صدام وخالد"، مقر "جهاز قوة المهام الخاصة" التابع لأقعيم، في منطقة بودزيرة شرق بنغازي، واستولت على مواقع قوات أقعيم كافة بالمدينة.
وواصلت قوات نجلَي حفتر زحفها إلى منطقة برسس شرقاً حيث مسقط رأس فرج أقعيم، وهو ما أجبر الأخير على الانسحاب من ساحة المواجهة والاختفاء في مكان مجهول إلى أن قُبض عليه وأُودع السجن. وبعد قرابة العام وبتفاهمات قبلية بين قبيلة العواقير واللواء المتقاعد خليفة حفتر، أُفرج عن فرج أقعيم ومُنح منصب رئيس جهاز مكافحة الظواهر السلبية.
الورفلي يستولي على قطعة أرض للعائلة، والكتائب الأمنية يقودها أبناء حفتر وأقاربه
خلافات بدت تظهر على السطح بين حلفاء حفتر في بنغازي، غلب عليها الطابع القبلي، كان آخرها اجتماع لعائلة الخفيفي التي تعد إحدى مكونات قبلية العواقير، على خلفية استيلاء الرائد محمود الورفلي على قطعة أرض مملوكة للعائلة، وهو الأمر الذي اضطر آمر القوات الخاصة، ونيس بوخمادة، إلى الخروج في تسجيل فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يتبرأ فيه من الأعمال التي يقوم بها الورفلي.
وزير الدفاع المفوض السابق بحكومة الوفاق الوطني، العميد "المهدي البرغثي"، أكد لـ"عربي بوست"، عدم انضمامه إلى "عملية الكرامة"، عندما كان آمراً لمعسكر 204 مدرعات ببنغازي، وأنه التزم الحياد حتى تعرّضت قواته لهجوم مما يسمى تنظيم "أنصار الشريعة" في بنغازي، منتصف أكتوبر/تشرين الأول عام 2014، أفضى إلى اشتباكات كانت في مصلحة خليفة حفتر.
وأضاف البرغثي أن ما يسمى "القوات المسلحة العربية الليبية"، الموجودة بالمنطقة الشرقية، عبارة عن كتائب أمنية يترأسها نجلا حفتر وأبناء عمومتهما وصهره، وهم افراد مدنيون حصلوا على رتب عسكرية دون الانخراط في دورات.
وأوضح البرغثي أن الخطوات التي يتخذها حفتر في بناء الجيش خطوات فاشلة لن تبني جيشاً، وأن المسمى الوحيد لهذه التشكيلات هو "جيش العائلة"، حسب وصفه.
وقال المهدي البرغثي إن الميليشيات التابعة لحفتر كميليشيا محمود الورفلي وميليشيات قبلية من العواقير والفرجان ومسلحي المناطق المدنيين، يستخدمون أجهزة الدولة التي تدار من خلال عناصرهم أو موالين لهم، خلال السنوات الماضية، بغية شرعنة عمليات النهب والاستيلاء والسرقات المنظَّمة والمبرمجة لأموال وممتلكات المواطنين، خصوصاً كل من كانت له صلة -ولو بسيطة- بمجلس شورى ثوار بنغازي.
حملة لإزالة الحواجز العسكرية
ومع تغيُّر المعادلة العسكرية في مدينة بنغازي لمصلحة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، شهدت المدينة تحولات كبيرة على الصعيد الأمني، توحي بتوجهات تهدف إلى استعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية والمستقرة التي افتقدتها بنغازي منذ 2014.
"محمد"، البالغ من العمر 45 عاماً والعامل بوزارة الثقافة والمجتمع المدني في بنغازي، قال: "منذ سيطرة قوات حفتر على مدينة بنغازي وضواحيها بالكامل بعد سنوات من الاشتباكات المسلحة، بدأت حملة كبيرة ومنظَّمة لإزالة عشرات الحواجز ونقاط التفتيش، التي باتت سمة مميزة لشوارع بنغازي، وشملت تلك الحملة عدداً من القوات المساندة لقوات حفتر، كقوة حماية الماجوري وقوة حماية بوهديمة وغيرهما من التشكيلات المسلحة التي استُحدثت بعد الحرب في 2014، فقد بدأت القيادة العامة في حلّها، وتوقَّف التطوع فيها، لينضم مقاتلوها إلى صفوف الجيش النظامي"، حسب قوله.
وفي السياق ذاته، قال مصدر أمني بمدينة بنغازي: "إن بنغازي وقعت في شِراك العصابات الإجرامية التي تمتهن السطو المسلح، بعد أن تخلصت من المجموعات المتطرفة، حيث بلغت ذروة الجرأة لدى عصابات الحرابة والمخدرات، حد مهاجمة مقرات القضاء، ومراكز الشرطة بهدف إخراج عدد من السجناء منها".
وأضاف المصدر أن ارتفاع معدل جرائم السطو والحرابة في بنغازي يمثل تحدياً جديداً للحكومة المؤقتة، حيث بات الملف الأمني يطرح نفسه كأولوية قصوى للتصدي للخروقات الأمنية، وأن جرائم جنائية وعمليات سطو مسلح شهدتها مدينة بنغازي في الفترة الماضية، ارتفعت خصوصاً في أحياء شرق بنغازي.
وفي الوقت نفسه أكد المصدر أن وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة التابعة لحفتر اتخذت حزمة من الإجراءات الأمنية، بسبب تردي الأوضاع الأمنية وارتفاع مؤشر الجريمة بمدينة بنغازي، وأن المؤسسات والأجهزة القضائية في بنغازي قد بدأت بالعودة تدريجياً إلى سابق عهدها؛ لتقدّم واجبها للمواطنين، وتمارس عملها في استعادة الأمن مجدداً بالمدينة.
عصابات الجريمة المنظَّمة هي عصب قوات حفتر، وأحياء كاملة ممنوعة على الشرطة
في المقابل، يقول ناصر الهواري رئيس منظمة "ضحايا" لحقوق الإنسان: "إن الأوضاع الأمنية في بنغازي متردّية للغاية"، ويعزو ذلك إلى "وجود مجموعات مسلحة بما تسمى القوات المسانِدة أو عصابات الجريمة، المنتشرة بعدة مناطق في بنغازي، أو المجموعات الأخرى التي تُعتبر عصب (الكرامة) واليد الضاربة لخليفة حفتر والتي يقوم عن طريقها بتصفية كل خصومه، كاللواء 106 وكتيبة طارق بن زياد ومجموعة الكتيبة 50 صاعقة بقيادة محمود الورفلي والتي قد تكون متهمة بتنفيذ عمليات تصفية لشخصيات عامة داخل مدينة بنغازي، مثل أحد مشايخ قبيلة العواقير (بريك اللواطي)، بإيعاز مباشر من نجلَي حفتر خالد وصدام، ومدير مكتبه عون الفرجاني".
وأضاف الهواري أن وزارة الداخلية التابعة للحكومة المؤقتة سعت للقضاء على تشكيلات الجريمة المنظَّمة لكنها لم تستطع ذلك، موضحاً أن هناك مناطق داخل مدينة بنغازي لم تستطع أي قوة من الجيش أو الشرطة الدخول إليها، بسبب ارتباط هذه المجموعات الوثيق بـ"عملية الكرامة" وقادتها، ومشاركة هذه المجموعات في عديد من الجرائم والأعمال القذرة بأوامر من القيادة.
جرائم اغتصاب وقتل وخطف معلنة منها نائبة بالبرلمان
وأوضح الهواري أن إلغاء الحواجز من الشوارع أو مداهمة تجار المخدرات الصغار لا يعني استتباب الأمن بالمدينة؛ بل إن هناك جرائم اغتصاب وقتلٍ نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مقاطع واضحة، لعديد من المطلوبين والمجرمين، وعلى رأسهم محمود الورفلي، ولم تتخذ الوزارة ضدهم أي إجراء.
وأكد ناصر الهواري أن من أشهر عمليات خطف التي استهدفت بعض الشخصيات العامة عملية اختطاف النائبة سهام سرقيوه دون الإعلان عن الجهة الخاطفة، وقبلها عملية خطف نقيب المحامين "بوبكر السهولي" والسجون التي تعج بالمئات من الأبرياء في بنغازي.
وقال إن سجن قرنادة بمدينة البيضاء يعطي مؤشرا واضحا بأن الأوضاع صارت تتجه للأسوأ بعد ستة سنوات من سيطرة حفتر على بنغازي.
هل تخرج بنغازي عن سيطرة حفتر؟
وأشار الهواري إلى أن هناك احتقانا كبيرا داخل مدينة بنغازي بسبب عودة النعوش والجرحى والمبتورين وزيادة اعداد الارامل والثكالى والأيتام في الحرب التي يشنها خليفة حفتر على طرابلس والتي يعتبرها الشارع في البنغازي حرب غير مبررة وكان أولى على القيادة إعادة اعمار بنغازي بدل الدخول في متاهة الحرب ودهاليزها.
وأضاف الهواري ان هناك استياء كبيرا لدى كثير من العائلات في بنغازي جراء عمليات الخطف والقبض التي يقوم بها محمود الورفلي وبعض عصابات الجريمة المنظمة للحصول على تنازلات تخص عقارات واراضي تمتلكها تلك العائلات ناهيك عن انتشار مسلحين تابعين لتلك المجموعات في الشوارع يقومون بعمليات تحرش ومضايقة للمدنيين اضافة الى انتشار تجار المخدرات المحسوبين على الجيش والشرطة مؤكدا أن عديد من النشطاء في مدينة بنغازي حاولوا تصحيح الوضع إلا أنهم تعرضوا للاعتقال والتهديد ومنعوا من السفر من قبل تلك العصابات.
ويرى مراقبون أن مدينة بنغازي ربما ستشهد نزاع مسلح بين مجموعات مختلفة التوجهات لكن هذا الصراع مؤجل حتى تنتهي الحرب على طرابلس، وبين هذا الرأي ورأي أخر ينافي، يراقب سكان بنغازي الوضع بتخوف بعد أن باتت مدينتهم شاهداً على شدة المعارك داخل أزقتها وحواريها.
لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
توافق « عربي بوست » أحياناً على عدم التعريف بأسماء مصادر تقدم معلومات حساسة لقرائنا. وبموجب إرشادات الموقع، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر وذات مصداقية، وأننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، وبعضهم يتساءلون ما إذا كانت هذه المصادر موجودة أصلاً. لكن لدينا قواعد وإجراءات لمحاولة معالجة هذه المخاوف.
فبالإضافة إلى المراسل، يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر. ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم أو من ينوب عنه قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. وعندما تكون القصة مبنية على معلومة مركزية من مصدر مجهول، فيجب الموافقة عليها بشكل عام من قبل رئيس التحرير.
نحن نتفهم حذر القراء، ولكن لا يمكن أبداً الحصول على المعلومات حول العديد من القصص المهمة في مجالات حساسة، مثل السياسة والأمن القومي والأعمال، إذا استبعدنا المصادر غير المعرّفة. فالمصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية. حتى في بعض الأحيان من أجل سلامتها.
يعتقد بعض القراء أن المصادر تكون أكثر صدقاً إذا تم نشر أسمائها، ومن غير المرجح أن يكذبوا إذا تم الكشف عن هويتهم. إلا أن المراسلين في العديد من المناطق يعرفون أن العكس هو الصحيح. فالمصادر في المناصب الحساسة غالباً ما سيتحدثون ببساطة بحسب التوجهات الرسمية. وسيكونون صريحين فقط إذا كانوا يعرفون أن أسماءهم لن يتم الكشف عنها.