أغنى رجل في العالم تبرّع بـ10 مليارات دولار من ثروته للحفاظ على البيئة، فهل هذا المبلغ كافٍ، وكيف سينفقه؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/20 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/20 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش

بشكل مفاجئ أعلن الملياردير الأمريكي مالك موقع أمازون وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، جيف بيزوس، تبرعه بـ10 مليارات دولار من أجل محاربة تغير المناخ، ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن: هل هذا المبلغ كافٍ للمهمة؟ كيف سيتم إنفاقه؟ بحسب تقرير لشبكة BBC البريطانية.

كيف سيتم إنفاقها؟

تقول الأستاذة الجامعية إليزابيث روبنسون من جامعة ريدينغ إن بعض الحلول معروفة، ولكنها "لم تنفذ بعد".

تشير إليزابيث، الخبيرة في الاقتصاد البيئي، إلى أن هذه الأموال يمكن إنفاقها على إقناع الحكومات بالتوقف عن تمويل الوقود الأحفوري، الذي يُخلِّف ثاني أكسيد الكربون ويرفع حرارة الكوكب.

وقالت: "يتعين علينا بدلاً من ذلك البدء في الاستثمار في الطاقة النظيفة مثل الطاقة المتجددة. وإذا فعلنا، فسنحرز تقدماً كبيراً".

يُشار في هذا الشأن إلى أن حكومة المملكة المتحدة أعلنت عن اتفاق العام الماضي مع صناعة توليد طاقة الرياح حتى توفر طاقة الرياح الساحلية 30% من الكهرباء بحلول عام 2030.

ويتفق سيموز غارفي، خبير تخزين الطاقة في جامعة نوتنغهام، مع أن الطاقة المتجددة مهمة.

ويقول إن هذه التكنولوجيا متوفرة ولكن من الضروري "تقليل" تكلفتها ليتمكن الناس من اقتنائها. وقال: "الأمر يتعلق بالمرونة في الكهرباء".

ويشير سيموز إلى ضرورة المزج بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحيث تكون متوفرة طوال العام.

وقال: "الرياح مقيدة بمواسم محددة وتهب بقوة في الشتاء، مثلما تبين لنا من العاصفة دنيس. والطاقة الشمسية موسمية أيضاً وتشتد أشعة الشمس بدرجة أكبر في الصيف. لذلك نحن بحاجة إلى الموازنة بينهما".

كيف سيؤثر على البيئة ووسائل النقل؟

ثمة الكثير من الحديث حول تأثير السيارات والطائرات على البيئة، لذلك تقترح إليزابيث إنفاق الأموال على تطوير أنظمة النقل.

وتقول إليزابيث: "يتعين علينا البدء في الاستثمار في وسائل النقل العام بتكلفة منخفضة حتى يتجه الناس إلى استخدام القطارات بدلاً من السيارات".

وتضيف أن دعم وسائل النقل لمسافات طويلة لجعلها "قليلة التكلفة وموثوقة" يعني أن الناس قد "تتجنب استخدام الطائرات".

وقالت: "نحن بحاجة إلى بدائل، يمكن للأشخاص الذين يعيشون في أوروبا أن يستقلوا القطار للوصول إلى معظم الأماكن التي يريدون الذهاب إليها".

ويفضل بعض الأشخاص اللجوء إلى ما يسمى تعويض الأثر الكربوني، أو دفع مبالغ إضافية للمساهمة في المشاريع البيئية التي تقلل من كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو.

ويصف سيموز هذا "بأنه شيء جيد من حيث المبدأ، لكنه ليس كافياً من الناحية العملية".

وقال: "إذا أردنا تنفيذ تعويض الأثر الكربوني كما ينبغي، فسندفع الكثير من المال".

تقول إليزابيث إنه رغم أنها "لا تلوم على أي شخص يستقل الطائرة للذهاب في رحلة لقضاء عطلة أو لرؤية العائلة"، فالطريقة الوحيدة لإحداث فرق حقيقي هي "التقليل من استخدام الطائرات".

كيف سيتم الحفاظ على البيئة؟

تقول إليزابيث إن استهداف المجالات الرئيسية المفيدة للبيئة يمكن أن يساعد أيضاً.

وتضيف: "لحماية غاباتنا، يتعين علينا تنفيذ عدة أشياء مثل استعادة الحياة البرية وزراعة الأشجار حيث يكون من المفيد زراعتها".

وهي تعتقد أن الزراعة تحتاج إلى تطوير أيضاً لأنها "تساهم بنسبة كبيرة" من الانبعاثات على مستوى العالم.

وقالت: "الطعام ضروري، لكننا بحاجة إلى إيجاد طرق لتحسين الزراعة وزراعة الغابات".

ووفقاً لإليزابيث، هناك "حلول تكنولوجية" لزراعة المحاصيل من شأنها أن تزيد من "كفاءة" تنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون.

لكن هل يكفي 10 مليارات دولار؟

جيف بيزوس هو رئيس شركة أمازون -واحدة من أكبر الشركات في العالم- وفي عام 2018 بلغ حجم بصمتها الكربونية 44.4 مليون طن متري.

يقول سيموس: "وهذا كثير، كما لو كانت بلداً صغيراً".

وقال: "لا يمكن أن يحل جيف بيزوس مشاكل المناخ بـ10 مليارات دولار فقط. قد يكون مبلغاً كبيراً، لكنه لا يكفي حتى لتغيير مصادر الطاقة في المملكة المتحدة".

يقول سيموس إن هذا المبلغ "يمكن أن يشجع" الشركات الأخرى القادرة على المساعدة، بعد أن قال مؤسس شركة أمازون إنه سيمول جهود علماء ونشطاء ومجموعات أخرى.

تشير إليزابيث إلى أن الشركات الكبرى مثل أمازون لديها "التزام أخلاقي" بالتصدي لتغير المناخ.

وقالت: "هذه الشركات تحقق أرباحاً ضخمة. لذلك لن يكون الأمر صعباً عليها كثيراً".

وأكدت أمازون في بيان لقسم Radio 1 Newsbeat في هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن "رؤيتها" هي أن "تصبح جميع شحنات أمازون خالية من الكربون بالكامل، وأن يصبح 50% من جميع شحناتها خالية من الكربون بالكامل بحلول عام 2030".

وأضافت: "يتبع فريق الاستدامة في شركة أمازون نهجاً علمياً لتطوير البيانات والاستراتيجيات لنتأكد من فرض نهج صارم في نشاط الاستدامة في شركتنا".

وتابعت الشركة في بيانها: "لقد أطلقنا العديد من البرامج الكبرى والفعالة ونعمل بجد لفرض هذا النهج في شركة أمازون بكاملها".

على مستوى العالم

عادة ما تكون مستويات الوقود الأحفوري في الدول غير المتطورة وذات الدخل المنخفض أعلى من غيرها.

تقول إليزابيث إنه من الضروري توظيف هذه الأموال لمساعدة تلك الدول على التطور والتوقف عن استخدام الوقود الضار.

وقالت: "هذه هي الأماكن التي يمكن أن يكون للعشرة مليارات دولار تأثير حقيقي عليها. تلك البلدان تتعرض لضغوط للحد من الفقر ولتنمو اقتصادياً، وتستخدم الطاقة الملوِّثة لفعل ذلك. لذلك سيكون مفيداً إيجاد طريقة للتطوير دون استخدام هذه الطاقة".

وهل الأمر يتعلق بالمال فقط؟

تجيب إليزابيث: "ويتعلق بالالتزام أيضاً".

علامات:
تحميل المزيد