ظهر العديد من الناس حول العالم وهم يرتدون قناع الوجه الطبي المعتاد، في محاولة منهم لاتخاذ سبل الوقاية من فيروس كورونا الجديد. لكن الحقيقة المؤسفة هي أن هذا القناع لن يساعدك على الابتعاد عن الفيروس القاتل. فالخبراء يؤكدون أن قناع الوجه الجراحي التقليدي الذي يشتريه الناس من الصيدليات ومحلات المستلزمات الطبية لا يحمي من فيروس كورونا الجديد.
لماذا القناع العادي غير مناسب؟ القناع الجراحي المعتاد هو مخصص للجراحين، لأن هذه المنتجات تؤدي دوراً جيداً في منع مسببات الأمراض في أنف وفم الطبيب من الدخول إلى الحقل الجراحي، أو المريض الذي يتم إجراء العملية له.
في بعض الدول الآسيوية، مثل اليابان والصين، من المألوف رؤية أشخاص يرتدون أقنعة جراحية في الأماكن العامة للحماية من مسببات الأمراض والتلوث. لكن هذه الأقنعة لا تساعد كثيراً في سياق الفيروسات، إذ إنها ليست مصممة لمنع الجزيئات الفيروسية من الدخول أو الخروج، وهي ليست مثبتة بإحكام حول الأنف والخدين.
يمكن أن تكون هناك فائدة معينة لهذه الأقنعة، لكن التأثير من المحتمل أن يكون متواضعاً. بعض الأشخاص يرتدون أقنعة جراحية لأنهم مصابون بالزكام أو الإنفلونزا ولا يريدون إصابة الآخرين بالمرض. ولكن إذا كنت مريضاً فمن الأفضل عدم الذهاب إلى الأماكن العامة من الأساس.
أما بالنسبة لأصحاب الحيوانات الأليفة الذين يضعون أقنعة الوجه على كلابهم، فليس هناك دليل على أن الكلاب يمكن أن تصاب بفيروس كورونا، لذلك أنت لست بحاجة إلى القيام بذلك.
ما هو القناع المناسب؟ يمكن لقناع أكثر تخصصاً، يُعرف باسم جهاز التنفس N95، أن يحمي من فيروس كورونا الجديد. هذا القناع هو أقرب لجهاز تنفس صناعي أكثر سمكاً من قناع الجراحة، لكن الخبراء لا ينصحون به للاستخدام العام بين الناس، على الأقل ليس في هذه المرحلة.
السبب هو أنه يصعب جزئياً وضع هذه الأقنعة وارتداؤها لفترات طويلة من الزمن. في المقابل، يتلقى الأخصائيون تدريباً سنوياً حول كيفية ارتداء هذا القناع المميز بشكل صحيح حول الأنف والخدين والذقن، مما يضمن لمن يرتديها ألا يأخذ نفساً عبر الحواف.
وعند ارتداء مثل هذا القناع يتبيّن لك صعوبة عملية التنفس نفسها، لأن الهواء يمر بمواد كثيفة للغاية. هذا يزيد من صعوبة عمليات الشهيق والزفير، وهو ما يمكن أن يتسبب في زيادة الحرارة والرطوبة حول المنطقة المغطاة.
لا داعي للقناع السميك وفي حين أنه من الممكن شراء قناع N95 هذا عبر الإنترنت، إلا أن الخبراء ينصحون بعدم فعل هذا الأمر. هناك حالات قليلة جداً من الإصابات بفيروس كورونا في الوطن العربي وبقية العالم في هذه المرحلة. وفي الوقت نفسه، فإن الإنفلونزا التي ستصيب الآلاف حول العالم وتدخلهم المستشفيات، بل وتقتلهم هذا العام، لكن معظم الناس لا يفكرون في اتخاذ نفس الاحتياطات اللازمة لهذا المرض.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من عدم وجود نقص في أجهزة التنفس هذه الآن، فإنه يمكن أن تقل بشكل كبير إذا ما اشتراها الناس بشكل غير ضروري. وبالتالي تصبح الأمور أصعب وقت الحاجة الحقيقية لها.
كيف أحمي نفسي من كورونا؟ من أفضل الطرق لتجنب الإصابة بفيروس كورونا، أولاً وقبل كل شيء، تأجيل أي سفر إلى الصين، حيث منشأ الفيروس.
يمكنك أيضاً غسل يديك جيداً؛ وتجنب لمس عينيك وأنفك وفمك بأيد غير مغسولة، وتجنّب الاتصال الوثيق مع الناس الذين يعانون من المرض، وتطهير الأشياء والأسطح التي تلمسها في كثير من الأحيان، بحسب ما ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.