نتائجها غير محسومة.. إليك كل ما تحتاج معرفته عن الانتخابات التشريعية الكندية التي ستحدد مصير الحكومة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/10/21 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/21 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء المنتهية ولايته جاستن ترودو في حملته الانتخابية وسط أنصاره/ AFP

يدلي الكنديون بأصواتهم الإثنين 21 أكتوبر/تشرين الثاني 2019، في انتخابات تشريعية ساد حملاتها الكثير من التوتر، ستحسم نتيجتها من سيتولى رئاسة الحكومة، رئيس الوزراء المنتهية ولايته جاستن ترودو المنهك بعد أربع سنوات في الحكم أو المحافظ الشاب أندرو شير.

متى سيبدأ الاقتراع؟

ستفتح مراكز الاقتراع الأولى في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور (شرق) عند الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (11,00 ت غ). وفي بلد يمتدّ على ستّ مناطق زمنية، يدلي آخر الناخبين بأصواتهم في مقاطعة كولومبيا البريطانية (شرق) حتى الساعة 02,00 ت غ (الثلاثاء) لكن يُتوقّع صدور النتائج الأولية الإثنين بدءاً من الساعة 23,00 ت غ.

كم عدد الناخبين؟

دُعي حوالي 27,4 مليون كندي لانتخاب 338 نائباً عقب حملة انتخابية غالباً ما شهدت توترات. وإذا صدقت استطلاعات الرأي، يُفترض أن يضع الكنديون حداً للأكثرية المطلقة التي كان يتمتع بها رئيس الوزراء المنتهية ولايته منذ انتصاره المفاجئ عام 2015.

ماذا تقول استطلاعات الرأي؟

الحملة الانتخابية انتهت كما بدأت منذ أربعين يوماً: تعادل شبه كامل في نوايا التصويت بين الحزبين الكبيرين اللذين يتعاقبان على الحكم منذ 1867. وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ عقود، بحسب مراقبين.

وتعطي استطلاعات الرأي الأخيرة الحزب الليبرالي (وسط) بزعامة ترودو بين 31 و34% من نوايا التصويت فيما تمنح المحافظين (يمين) بين 32 و33%. وبحسب التوقعات، هذه الأرقام لن تسمح لأي من الحزبين بتجاوز عتبة الـ170 مقعداً التي تضمن الأكثرية المطلقة.

زعيم الحزب المحافظ الكندي أندرو شير خلال مناظرة انتخابية في كيبك في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2019
زعيم الحزب المحافظ الكندي أندرو شير خلال مناظرة انتخابية في كيبك في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2019

ووجّه ترودو الأحد دعوة أخيرة لانتخابه لولاية ثانية، وقد بُحّ صوته بسبب مشاركته في عشرات التجمعات العامة. وقال خلال لقاء في منطقة فانكوفر "نحتاج إلى حكومة تقدمية قوية توحّد الكنديين وتكافح التغيّر المناخي، ليس لمعارضة تقدمية".

ما خارطة الأحزاب المتنافسة؟

إلى جانب الحزبين السابقين يخوض الانتخابات الحزب الديمقراطي بزعامة جاجميت سينغ، والحزب الأخضر، إضافة إلى المرشحين المستقلين، وطرحت تلك الأحزاب برامجها الانتخابية المختلفة وعلى ضوئها يتم التصويت من قبل الناخبين، بمن فيهم الناخبون الكنديون العرب والمسلمون.

في حال تشكيل حكومة أقلية، ينبغي على رئيس الوزراء إن كان ليبرالياً أو محافظاً، أن يعتمد على دعم أصغر الأحزاب للحصول على أكثرية في مجلس العموم.

ومن بين أبرز هذه الأحزاب، الحزب الديمقراطي الجديد (يسار) بزعامة سينغ الذي حصل على 20% من نوايا التصويت أو حزب "الكتلة الكيبكية" الاستقلالي بزعامة إيف فرانسوا بلانشي الذي تمكن من وضع المشاكل الكبيرة لمقاطعة كيبك في صلب النقاش الفدرالي.

زعيم الحزب الديموقراطي الجديد جاغميت سينغ خلال حملته الانتخابية في فانكوفر في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2019
زعيم الحزب الديموقراطي الجديد جاغميت سينغ خلال حملته الانتخابية في فانكوفر في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2019

ولا يقدّم هذا الحزب مرشحين إلا في المقاطعة الناطقة بالفرنسية التي تمثّل لوحدها قرابة ربع النواب (78 مقعداً) في البرلمان الكندي حيث يمكن أن يضع حزب الكتلة عقبات أمام الليبراليين.

وآخر حزب كبير يخوض المنافسة هو حزب الخضر بزعامة إليزابيث ماي الذي واجه صعوبات لإيصال رسالته المتعلقة بحال الطوارئ المناخية، رغم أن مسألة البيئة كانت من بين المواضيع الأساسية في المناظرات.

ميزة صغر السنّ، كيف يستفيد منها المرشحون؟

لم يعد يتمتع ترودو البالغ 47 عاماً بميزة صغر السنّ إذ إن شير وسينغ يبلغان 40 عاماً، ولا بميزة الحداثة التي ساهمت في وصوله إلى السلطة عام 2015 أمام المحافظ ستيفن هاربر، الأمر الذي فاجأ الجميع.

ينهي الليبرالي ولايته بعد أن أضعفتها فضائح عدة. فقد تراجعت شعبيته إثر قضية تدخل سياسي في آلية قضائية وأساءت إلى سمعته صور نُشرت في خضمّ الحملة الانتخابية، تُظهره متنكراً بشكل رجل أسود.

وسادت الحملات الانتخابية الكثير من التوتر بين المرشحين، إذ اتهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته، الأربعاء، خصومه المحافظين بـ"القيام بواحدة من أقذر الحملات" في تاريخ البلاد عبر نشر الأخبار المضللة خصوصاً عبر الإنترنت. ومنذ بضعة أيام، أُرغم ترودو على ارتداء سترة مضادة للرصاص في أحد التجمعات الانتخابية بعد تلقيه تهديدات.

ماذا بقي بيد ترودو؟

طوال مدة الحملة الانتخابية، دافع ترودو عن إنجازاته: تحقيق اقتصاد متين وتشريع الحشيشة وفرض ضريبة على الكربون واستقبال عشرات آلاف اللاجئين السوريين وتوقيع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.

اتهم ترودو خصومه بـ
اتهم ترودو خصومه بـ"القيام بواحدة من أقذر الحملات" في تاريخ البلاد/ AFP

في المقابل، يعد شير بإعادة التوازن في الميزانية وبخفض الضرائب مع هدف بسيط: "إعادة المال إلى جيوب الكنديين".

وحاول المحافظ الشاب، وهو أب لخمسة أطفال، تعويض صورته القاتمة بعض الشيء بهجمات مباشرة ضد ترودو.

إلا أنه نال نصيبه من الجدالات: معارضة شخصية للإجهاض والكشف المتأخر عن جنسيته المزدوجة الكندية والأميركية وشبهات برعاية حملة تشويه ضد خصمه ماكسيم بيرنييه.

وقبل ساعات من نتائج الانتخابات التشريعية، يبدو التشويق في أوجه. وينصّ النظام الانتخابي الكندي على أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته يمكن أن يبقى في منصبه حتى لو لم يحصل حزبه على أكثرية المقاعد، على أن يجمع أكثرية الأصوات خلال تصويت الثقة في مجلس العموم.

وانتقد شير استباقياً هذا الاحتمال متهماً ترودو بالتفاوض في الكواليس مع الحزب الديموقراطي الجديد للبقاء في الحكم حتى لو خسر حزبه في الانتخابات.

تحميل المزيد