"لم يبق سوى فندق واحد يعمل في هذه المدينة التي تحاصرها تجارة المخدرات، وأنا النزيل الوحيد به. والمالك السابق لفندق Sierra Inn في ولاية غيريرو غربي المكسيك، هو رجل أعمال محلي ومرشح سياسي أزاحه عن الطريق قتلة مأجورون وقتلوه رمياً بالرصاص منذ عامين مضيا. وكان يحلم بتحويل منطقة بايثيتوس لمنطقة جذب للسياحة الاقتصادية، التي تقع داخل وادي شاعري مُشجَّر في سلسلة جبال "سييرا مادري ديلسور" جنوبي المكسيك. وقبل مقتله كان يعمل على العديد من مشروعات التنمية الأخرى، لكن لم يبقَ منها سوى هذا الفندق".
في هذا التقرير، يروي جيريمي كريت، وهو صحفي أمريكي في موقع The Daily Beast الأمريكي، يكتب عن قضايا المخدرات وحقوق الإنسان في المكسيك وكولومبيا وأمريكا الوسطى، حكاية صراع عصابات المخدرات في المكسيك وصعود الجيل الجديد منها، والتي جعلت من هذا العام 2019، الأكثر دموية في تاريخ حرب المخدرات المستمر منذ 12 عاماً.
العصابات حولت البلدات لمدن أشباح
يقول كيرت، مع حلول فصل الخريف، بدأت موسم الأمطار في هذه الجبال. وحين تشتد العواصف لدرجة تمنعني من الخروج، أتجول في الأروقة المهجورة وغرفة الطعام الساكنة، وأنظر كذلك إلى حمام السباحة الفارغ، وأدقق النظر في الرسومات المُعلَّقة لأحصنة رجل الأعمال الراحل. وتعمل زوجة الراحل ووكيل أعماله على الحفاظ على جميع هذه الأشياء في حالة جيدة. وأجهش وكيل أعمال الراحل، الذي كان زميله الدراسي، بالبكاء حين تحدث عنه، في حين لم ترغب زوجته في الحديث الإطلاق.
وقال وكيل الأعمال خوسيه راموس، البالغ من العمر 46 عاماً: "نأمل أن تتحسن الأمور يوماً ما"، بينما كان يفحص ثقوب أحدثتها طلقات نارية في واجهة الفندق في معركة أسلحة نشبت حديثاً.
وأخبرني راموس: "إذا حدث وتوقف القتال، وبدأ الناس يعودون للمنطقة، نريد أن نكون مستعدين لهم. هذا هو حلمنا".
وتكاد تكون الشوارع المحيطة مهجورة بقدر الفندق نفسه. ومثل كثير من قرى المكسيك الصغيرة، أصبحت بايثيتوس مدينة أشباح، بمتاجرها المُهشَّمة ومدارسها التي تملأ حوائطها ثقوب الرصاص والعيادات الفارغة. وانخفض عدد سكان القرية من 6000 شخص منذ سنواتٍ قليلة إلى نحو 700 اليوم. ويقول سكان محليون إنَّ هذا العدد يستمر في الهبوط نتيجة هروبهم من اعتداءات عصابات المخدرات والفقر المتزايد.
تغيرات مُزلزِلة في عالم المخدرات
توصلت دراسة أُجريت العام الحالي إلى أنَّ المكسيك كانت موطناً لـ 1.13 مليون شخص نزحوا بسبب العنف. وتُسهِم غيريرو، التي تُعَد منذ زمن بعيد أخطر الولايات المكسيكية وأكبر منتج للهيروين في البلاد، بأعلى عدد من النازحين الداخليين، إلى جانب أنَّ كثيراً من سكانها يفرون إلى الجارة الشمالية طلباً للجوء. وتُرحِل دوريات حراس الحدود الأمريكية لاجئين من غيريرو أكثر من أي مكان آخر في المكسيك.
ويرجع التدفق الكبير للاجئين من المدن والقرى الصغيرة، مثل بايثيتوس، إلى عاملين أساسيين، وكلاهما له علاقة بتغيرات مُزلَّزِلة في عالم الاتجار بالمخدرات. الأول هو صراع السلطة الذي نشب في أعقاب اعتقال خواكين "إل تشابو" غوزمان وترحيله إلى الولايات المتحدة، أما الثاني فيتعلق بتحول جذري في أحسن زبائن لعصابات المخدرات المكسيكسية؛ وهم متعاطو المخدرات الأمريكيون.
وأسهم هذان العاملان معاً في رفع معدلات جرائم القتل لمستويات غير مسبوقة هذا العام. وشهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري العديد من الصدامات الهائلة، منها واحدة شملت ابن إل تشابو، وأخرى اندلعت الأسبوع الماضي في غيريرو أودت بحياة 15 شخصاً. وبلغت حصيلة قتلى هذه الصدامات نحو 17000 شخص خلال النصف الأول من عام 2019؛ مما جعل هذا العام الأكثر دموية في تاريخ حرب المخدرات المستمر منذ 12 عاماً.
ولكي نكون فهماً أفضل عن هذه التغيرات، وطبيعة تأثيرها على المجتمعات المكسيكية، بحثت عن رجل غامض يُدعى خوسيه أنجيل كونتريراس، زعيم عشيرة كونتريراس القوية، والسلطة الفعلية في منطقة سييرا الخارجة عن القانون.
وزَعَمَ بعض سكان البلدة الذين تحدثت إليهم أنَّ "كونتريراس يقاتل من أجل الحرية"، ويقاوم بشجاعة توغلات عصابات المخدرات من أجل حماية موطنه. في حين تشير مصادر أخرى إلى أنه زعيم عائلة إجرامية كانت حتى وقت قريب تتمتع باحتكار شبه كامل لإنتاج الهيروين في هذه المناطق، وذلك بفضل دعم مستتر من السلطات المحلية.
وفي الواقع، قد تكون الروايتان صحيحتين؛ إذ إن تغير مشهد عالم الجريمة في المكسيك يضع هذا الحارس القديم للآباء الروحيين لعصابات المخدرات في مواجهة الجيل الجديد من تجار المخدرات المتعطشين للدماء.
الجيل الجديد أكثر دموية بين تجار المخدرات في المكسيك
ويجلس كونتريراس، البالغ من العمر 66 عاماً، على شرفة منزله في وسط المدينة بالقرب من فندق Sierra Inn. وهو معسول الكلام ورصين ويتميز بلباقة شبه بائدة. ويرتدي قبعة رعاة بقر بيضاء وقميصاً بأزرة. ولم يكن يحمل سلاحاً، لكن أبناءه وإخوته وأبناءهم ظلوا يدلفون إلى المنزل ويخرجون منه حاملين بنادق هجومية من طراز G3 وAR15. واتدى أحد الرجال سترة كيفلار الواقية من الرصاص وعليها شارة القوات البحرية المكسيكية.
وبمجرد جلوسنا، بدأت الأمطار تسقط مرة أخرى. وكان صوت انهمارها على سطح الشرفة عالياً جداً لدرجة استحال معها تبادل أطراف الحديث. وبعد أن هدأت العاصفة أخيراً، بدا كونتريراس مستعداً للانخراط في الحديث:
"سمعنا عنهم لأول مرة في 2015. ووقتها اعتقدنا أنهم لا يمثلون شيئاً، بل مجرد مجموعة مغرورة من اللصوص. كانوا يسرقون الناس والماشية. لكن حين قتلوا أخي جيرونيمو في 2017، أدركنا أنهم يمثلون تهديداً حقيقياً. ومن هنا بدأنا نتصدى لهم".
وهذه المجموعة التي يشير إليها كونتريراس هي عصابة من تجار المخدرات ذوي الصلات الواسعة تطلق على نفسها اسم "Cuernudos" أو قرن الماعز، وهو الاسم الذي يُطلَق على بنادق AK47 في تلك المنطقة نسبةً إلى مخزن ذخيرته المحني. وسُميت المجموعة بهذا الاسم بسبب انجذابها لهذا الطراز من البنادق.
أقوى منظمة إجرامية في الدولة
يقول الصحفي كيرت: أخبرني كونتريراس أنَّ عصابة "Cuernudos" هي خلية محلية تابعة للجيل الجديد من تجار المخدرات في ولاية خاليسكو، الذين صعد نجمهم خلال السنوات القليلة الماضية، وباتوا الآن أقوى منظمة إجرامية في الدولة مع انتشارهم في 22 ولاية في المكسيك. وتنشط هذه المنظمة أيضاً في الولايات المتحدة ودول أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
وقبل سقوط تشابو غوزمان، رئيس عصابة ولاية سينالوا للمخدرات، وصلت هيمنته إلى الحد الذي جعله يفرض الوضع المسمى بـ"سلام المافيا"؛ الذي يسيطر خلاله عصابات المخدرات الأصغر. وعقب إلقاء القبض على شابو، حدث انقسام داخل عصابة سينالوا مما تسبب باشتعال قتال وحشي دام لبضع سنوات حول من سيصبح زعيم العصابة الجديد.
والآن مع اتضاح حقيقة الأوضاع بعد الهدوء النسبي الذي حلَّ، تبين أنَّ عصابة تشابو القديمة ضعفت إلى حد كبير -وهو ما انعكس في سهولة العثور على ابن زعيمها واحتجازه مؤقتاً قبل أيام قليلة- بينما برز الجيل الجديد الوحشي على أنه المنتصر. فتحت قيادة الزعيم الوحشي نميسيو أوسغويرا ثربانتس، المُلقَّب بـ"إل منتشو"، تفوقت عصابة "الجيل الجديد في خاليسكو" على عصابة سينالوا، ويبدو أنها عازمة على اجتياح الدولة بأكملها.
يقول روبرت بونكر، أستاذ في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لـ The U.S. Army War College، في رسالة إلكترونية إلى موقع The Daily Beast الأمريكي: "اعتلاء إل منتشو حالياً القمة في حرب المخدرات المكسيكية التي باتت تشبه صراع العروش يرجع إلى مزيج من الحظ، والوحشية، والتوقيت المناسب، والمهارات التنظيمية، فضلاً عن تقديم رشاوى سخية للمسؤولين الفيدراليين المناسبين".
صراع العروش
فخلال الأسبوع الماضي وحده، أظهرت مجموعة من عصابة إل منتشو، في ولاية ميتشواكان المجاورة، إلى أي مدى يمكن أن تصل وحشيتها وقدراتها التنظيمية بالتربص بضباط شرطة وقتل 14 منهم، على ما يبدو لأنَّ رجال الشرطة رفضوا الامتثال لأوامر العصابة.
ويوضح بونكر أنَّ عصابة إل منتشو "حققت هيمنتها من خلال كونها تنظيماً خطيراً وحاداً ومربحاً للغاية.. وبنت هذا الكيان بالسيطرة على خلايا إجرامية وعصابات مخدرات محلية بينما كانت تتوسع في عملياتها في أنحاء المكسيك".
وتضطر الفصائل الإقليمية، مثل عائلة كونتريراس، للتنافس مع النهج التنافسي والتوسعي لعصابة الجيل الجديد في خاليسكو، الذي يتضمن تزويد العصابات الصغيرة، مثل "كويرنودوس"، بالأموال والأسلحة مقابل ولائها. ويمكن القول إنَّ هذا الوضع يشبه المتاجر الضخمة للشركات التي تكتسح المتاجر العائلية الصغيرة في الولايات المتحدة.
ويصف كونتريراس نفسه بأنه زعيم لميليشيا تدافع عن نفسها، وليس تاجر مخدرات. إضافة إلى ذلك، يعتبره الكثير من السكان المحليين الذين قابلتهم بأنه يشبه روبن هود الذي يساعد الفقراء ويقمع بقوة الجريمة في المنطقة. لكن عشيرته عجزت عن منع عصابة كويرنودوس من قتل المواطنين ومضايقتهم في قرية بايثيتوس والمناطق المحيطة. وتعد هذه الدموية سبباً رئيسياً لفرار الكثير من السكان.
ويقول كونتريراس: "أصبحوا غاية في القوة الآن. ما زلنا مسيطرين على وسط المدينة، لكنهم يسيطرون على جميع الأراضي خارجها. إلى جانب أنهم يمتلكون الطرق؛ لذا لا يمكننا مغادرة بايثيتوس، ولا يمكننا بيع بضاعتنا. يبدو أنهم يخنقوننا". وحتى مع انضمام عائلته الضخمة بأكملها لهذا القتال، يبدو أنَّ قدرتهم القتالية لا تضاهي أعداد القتلة المأجورين الذين يمكن أن تجندهم كويرنودوس ضدهم.
وأضاف كونتريراس: "لم أتصور قط أن يكبر أطفالي ليصبحوا سجناء في بلدتهم". استسلم وستموت
وإضافة إلى استراتيجية الخلايا المستأجرة، ساهم عامل آخر في صعود عصابة "الجيل الجديد في خاليسكو"، وتفوقها، وهو يتمثل في قدرتها على الاستفادة من التحول المفاجئ في اقتصاد المخدرات في المكسيك.
آلاف المزارعين يعتاشون على خشخاش الأفيون
ترجع سلطة رؤوس المدرسة القديمة التي كانت متبعة منذ الحقبة الاستعمارية، عندما نما نفوذ عائلاتهم في ولاية غيريرو من خلال تربية الماشية والخيول، وأحياناً سرقتها. ثم حدثت فورة الاتجار في الهيرويين في السبعينيات، التي حسبما قال عالم الأنثروبولوجيا بجامعة ألاباما في برمنغهام كريس كايل، "زادت من قوة" رؤوس المدرسة القديمة. ويصف كايل الجبال حول بايثيتوس بـ"الغرب المتوحش" المكسيكي.
وفي حديث هاتفي، قال كايل إنَّ الوضع في غيريرو كان أشبه بـ"الإقطاعية"، ولهذا كانت مناسبة لإنتاج الأفيون، مضيفاً أنَّ "المجرمين المحليين كانوا حاضرين دائماً، لكن مركزية تجارة المخدرات كانت شديدة الندرة".
ولم يمثل هذا النهج الخارج عن القانون مشكلة حين كانت أسعار الهيروين مرتفعة، إذ كانت عصابات سينالوا أو بلتران-ليفا تدفع للموردين ما يصل إلى 20 ألف بيزو (1040 دولاراً أمريكياً) للكيلوغرام الواحد من صمغ الأفيون -المُكوِّن الرئيسي في الهيرويين.
لكن ذلك تغير بعد التراجع الحاد في الطلب على الهيرويين من الولايات المتحدة، مع تحول المتعاطين للمواد الأفيونية الصناعية مثل الفنتانيل. ونتيجة لهذا التراجع، شهدت أسعار الأفيون في غيريرو وبقية ولايات المكسيك انخفاضاً مطرداً، وصل في بعض الأحيان إلى 90%. وقد أدى الانخفاض المفاجئ إلى تقويض تدفقات إيرادات التجار الصغار، وفي الوقت نفسه القضاء على مصدر رزق الآلاف من المزارعين الذين يعتاشون على خشخاش الأفيون.
ويصف بونكر التحول من تعاطي النباتات المخدرة الطبيعية إلى المخدرات الصناعية بأنه "مدمر للغاية" للمجتمعات الريفية؛ إذ دفع ذلك العديد من العائلات التي تعتمد على زراعة خشخاش الأفيون "إلى الهجرة إلى حيث يمكن العثور على عمل".
أرباح هائلة
من ناحية أخرى، تمكنت عصابة "الجيل الجديد في خاليسكو" والخلايا التابعة لها من الاستفادة من هذه التغييرات في السوق السوداء. إذ يقول بونكر إنه بسبب "وفورات الحجم وشبكات العلاقات الواسعة تتمتع عصابة المخدرات المكسيكية الجديدة بفرصة أفضل لاستغلال سوق الفنتانيل مقارنة بالعصابات الصغيرة".
وتتحكم العصابة اليوم بالعديد من موانئ المحيط الهادئ المهمة التي تستخدمها لتوصيل مكونات الفنتانيل وقبله مكونات الهيرويين من آسيا. ثم تنقل المواد الكيميائية إلى مختبراتها في جبال ميتشواكان وغيريرو حيث يمكن معالجتها أو مزجها مع الهيرويين رخيص الثمن.
ويتيح هذا للعصابة تحقيق أرباح هائلة، بينما يُترَك منافسوها للجوع. ويتميز الفنتانيل بأنه أسرع إنتاجاً وتأثيره أكثر قوة –ومميت– بكثير من الهيرويين. ويسهل كذلك شحنه وتهريبه عبر الحدود الأمريكية، ويستطيع تجار المخدرات جني أرباح أعلى من بيعه، وحتى إخفائه مثل العقاقير المشابهة للأفيون، ومنها الأوكسكونتين.
وقال بونكر إنَّ هذه الممارسات الجديدة "قد تجبر اللاعبين الأصغر على ممارسة أنشطة أخرى غير مشروعة مثل الابتزاز والاختطاف والمقامرة والدعارة أو حتى التجارة بالأعضاء البشرية". وقد تؤدي كذلك للنزوح القسري الذي يشل المجتمعات الريفية، مثل بايثيتوس.
ويمضي بونكر في وصف مشكلة النازحين الداخليين الآخذة في التزايد ومدن الأشباح بأنَّها دليلٌ على "فشل سلطات الولايات" المكسيكية في مواجهة "التمرد الإجرامي" من قبل عصابة "الجيل الجديد في خاليسكو".
لا تزال شبكة إل منتشو تشكل تهديداً وجودياً لخوسيه أنخيل كونتريراس، سواء كان زعيم مافيا أو تحول لشيخ حارس. في آخر مرة أراه فيها، كان يقف هو ورجاله على تل يطل على الطريق الرئيسي في المدينة، مستفيداً من توقف الأمطار لإقامة حصن دفاعي تحسباً للهجوم التالي الذي تشنه عصابة كويرنودوس الموالية لعصابة "الجيل الجديد في خاليسكو".
يقول كونتريراس: "لن نتخلى عن بيوتنا؛ فقد بذلنا الدماء في سبيل حماية أرضنا". لكن صوته كان متعباً مثل أي شخص في السادسة والستين من عمره. وبالإضافة إلى شقيقه، لقي ما لا يقل عن ثمانية أفراد من أسرته حتفهم في حرب المخدرات الجارية، وكذلك اثنان آخران خلال الشهر الجاري. ويعرف كونتريراس صاحب فندق Sierra Inn، وكان مؤيداً لترشحه لمنصب رئيس البلدية قبل مقتله.
وأضاف كونتريراس: "نحن الآن معزولون تماماً. ولا يمكننا الاستسلام؛ لأنهم سيقتلوننا. لكننا سنحارب حتى النهاية".