إجابات وليّ عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان حول مسؤوليته عن جريمة اغتيال المعارض جمال خاشقجي والتعذيب داخل سجون المملكة وحرب اليمن والصراع مع إيران، تحتاج للتدقيق والمراجعة، فما الحقيقة فيما رد به على أسئلة برنامج 60 دقيقة الأمريكي؟
مذيعة قناة "سي بي إس"، نورا أودونيل التي أجرت الحوار مع الأمير محمد، وجّهت له أسئلة مباشرة حول أبرز القضايا والملفات التي يتولاها بصفته الحاكم الفعلي للمملكة، وجاءت إجابات ولي العهد متنوعة من حيث الصراحة والمباشرة قدر الأسئلة.
هل أمرت بقتل جمال خاشقجي؟
ولي العهد: "بلا شك لا، الحادثة مؤلمة جداً، لكن أتحمل المسؤولية بالكامل كقائد في المملكة العربية السعودية، خاصة لأن الحادث من مسؤولين سعوديين". وأوضح أن ما يقصده بتحمّله المسؤولية هو أنه "عندما تحدث حادثة ضد مواطن سعودي من قبل موظفين في الحكومة السعودية، كقائد لا بد أن أتحمّل المسؤولية، هذا خلل حدث، ولا بد لي من اتخاذ جميع الإجراءات لتجنب مثل هذا الشيء في المستقبل".
ما الحقائق المتوافرة حول تورّط ولي العهد؟
إقرار وليّ العهد بالمسؤولية السياسية عن جريمة اغتيال المعارض السعودي في قنصلية بلاده بتركيا ونفيه إعطاء الأوامر بشكل مباشر يفنده طبيعة التخطيط والتنفيذ، حيث تم توجيه الاتهام لنائب مدير المخابرات السعودية أحمد عسيري، ورغم عدم توجيه اتهام رسمي لأحد أبرز مستشاري ولي العهد وذراعه اليمين سعود القحطاني، فإن تورّطه في الجريمة غير خافٍ على أحد ووضعته واشنطن على قائمة عقوباتها، كما شارك في تنفيذ الجريمة مسؤولون في المخابرات السعودية واستخدمت الطائرة الخاصة بولي العهد في نقل أحد فرق التنفيذ إلى تركيا، وهو ما جعل أصابع الاتهام تتجه إليه مباشرة.
الكونغرس الأمريكي أصدر قراراً يحمّل وليّ العهد المسؤولية عن الجريمة بعد تقارير مخابراتية أمريكية حملت نفس الاتهام، والنتيجة نفسها توصلت إليها المحققة الأممية أغنيس كالامارد في تقريرها الذي قدمته للأمم المتحدة حول الجريمة التي هزت العالم مع نشر تفاصيلها البشعة.
ويتركز الاتهام الموجّه لولي العهد حول نقطتين أساسيتين: الأولى تتعلق بشخصيته المسيطرة والتي تجعل من غير المنطقي أن يحدث كل هذا التخطيط واستخدام الموارد وانتداب أشخاص لهم تخصصات محددة، دون أوامر أو على الأقل معرفة محمد بن سلمان بما يجري، والنقطة الثانية تتعلق بطبيعة المحاكمة التي تجريها السعودية للمتهمين والغموض الذي يحيط بمصير القحطاني تحديداً، في ظل تقارير تقول إنه يمارس مهامه بصورة طبيعية وأخرى تقول إنه مات، دون أن تقدم المملكة ما يقطع الشك باليقين، علماً بأن القحطاني متهم رئيسي في القضية ويفترض أنه موقوف وتُجرى محاكمته.
هناك أكثر من 10 سيدات سعوديات معتقلات منذ أكثر من عام، لماذا؟
ولي العهد: "المملكة العربية السعودية دولة تحكمها القوانين، بعض هذه القوانين قد لا أتفق معها شخصياً، لكن طالما أنها قوانين موجودة حالياً، فيجب احترامها حتى يتم إصلاحها".
هل حان الوقت لإطلاق سراح الناشطة لجين الهذلول؟
ولي العهد: "هذا القرار لا يعود لي. الأمر متروك للمدعي العام، وهو مدع عام مستقل".
عائلة الهذلول تقول إنها تعرضت للتعذيب في السجن؟
ولي العهد: "إذا كان هذا الأمر صحيح فهو بشع جداً، الإسلام يحرّم التعذيب، والقوانين السعودية تحرّم التعذيب، والنفس البشرية تحرّم التعذيب، وسأتابع هذا الأمر بنفسي.. بلا شك".
الحقيقة وراء إجابات ولي العهد: الأمير محمد بن سلمان يقف وراء إحداث تغييرات جذرية في المملكة العربية السعودية أبرزها السماح للمرأة بقيادة السيارة، وإلغاء ولاية الرجل على المرأة، كما أنه قام باعتقال معظم أمراء الأسرة المالكة وأثرياء السعودية في الرابع من نوفمبر/تشرين 2017 وأودعهم قيد الإقامة الجبرية في فندق الريتز، دون محاكمة أو أوامر قضائية، فما مدى الصعوبة في أن يصدر أمراً بإطلاق سراح لجين الهذلول ورفيقاتها المعتقلات منذ أكثر من عام، خصوصاً أن مطالبهن تحولت لقوانين على الأقل في أغلبها؟
هل لا بد أن يكون الرد على إيران عسكرياً؟
ولي العهد: "أتمنى لا؛ لأن الحل السياسي والدبلوماسي أفضل كثيراً من الحل العسكري".
الحقيقة وراء ردّ ولي العهد بشأن إيران: ربما تكون إجابة الأمير محمد بن سلمان المباشرة على الخيار العسكري في التعامل مع إيران بعد استهداف أرامكو قبل أسبوعين هو أكثر إجاباته منطقية وصراحة، فأي مواجهة عسكرية مع إيران ستعرض 30% من إنتاج الطاقة، و20% من حركة التجارة العالمية، و4% من الناتج القومي العالمي للخطر (بنصّ كلامه) وهو ما يعتبر محل إجماع من جميع الأطراف.