كيف يعاقب ترامب إيران دون إشعال حرب.. الرد لابد أن يكون أمريكياً وليس سعودياً

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/20 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/20 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان/ رويترز

إذا قامت السعودية بالرد عسكرياً على إيران بسبب الهجوم المدمر الذي تعرضت له منشآت أرامكو النفطية سيؤدي ذلك إلى حرب إقليمية شاملة على الأرجح، لكن الرد لابد وأن يأتي من جانب الولايات المتحدة، ما هي الأسباب وما هي خيارات ذلك الرد؟

هل سياسة ترامب هي السبب؟

لم يكن الهجوم الذي استهدف بقيق وخريص السبت 14 سبتمبر/أيلول سوى نتيجة منطقية للسياسة المترددة والمضطربة التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران منذ البداية بحسب معظم المراقبين والمحللين والمسؤولين السابقين في الولايات المتحدة.

هذا المنطق هو السائد الآن في التفكير الأمريكي، حيث نشرت صحيفة واشنطن بوست اليوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول مقالاً لديفيد إيغانتيوس بعنوان "أزمة التصعيد مع إيران هي جرح تسبب فيه ترامب"، استعرض فيه الخطوات التي اتخذتها إيران بصورة متدرجة ورد الفعل من جانب ترامب، وصولاً إلى هذا الهجوم الخطير وغير المسبوق.

عدم رد ترامب على أإسقاط إيران طائرة الاستطلاع كان رسالة ضعف

"الإيرانيون وصلوا لتقييم صحيح وهو أن ترامب لا يريد الحرب وقد استغلوا هذا الضعف الظاهر، وكلما تحدث ترامب عن رغبته في التوصل لحل دبلوماسي، بدا الإيرانيون أكثر استعداداً للهجوم، وهذه ديناميكية خطيرة".

ما هي مخاطر الرد العسكري السعودي؟

النائب في الكونغرس الأمريكي آدم كيزينغر أعرب عن اعتقاده أنه إذا قامت السعودية بالرد العسكري المباشر على إيران، حتى وإن كانت الضربة جزئية، فإن ذلك قد يشعل حرباً إقليمية.

كيزينغر، الذي خدم في القوات المسلحة الأمريكية في العراق وأفغانستان، يتحدث عن تداعيات اشتعال حرب إقليمية على مصالح الولايات المتحدة وأمنها القومي بالطبع، وهذا أمر منطقي، ويشاركه فيه كثير من السياسيين والعسكريين، ومنهم أحد أبرز حلفاء ترامب وهو السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.

غراهام غرد الثلاثاء الماضي معتبراً أن قرار ترامب في يونيو/حزيران الماضي بوقف توجيه ضربة عسكرية لإيران في آخر لحظة -رداً على إسقاط طهران لطائرة استطلاع أمريكية- "تم اعتباره على أنه علامة ضعف"، مضيفاً "أن الهدف يجب أن يكون استعادة الردع ضد الاعتداءات الإيرانية وهي العنصر المفقود الآن بشكل واضح".

ماذا عن خيارات الرد الأمريكي؟

كيزينغر يعتقد أن أي ضربة أمريكية ضد إيران كرد مباشر على الهجوم الذي استهدف أرامكو "لن يكون لها أي رد مقابل من إيران عليه"، ومنطقه هنا هو أن "إسرائيل تقوم بضرب إيران في سوريا بشكل شبه أسبوعي ولا تقوم إيران بالرد".

وذكر كيزينغر 3 خيارات للرد بعد الهجوم على منشآت أرامكو، الذي تتهم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية إيران بتنفيذه، وهي إما ضرب منشأة نفطية إيرانية كرد جزئي، أو ضرب مواقع الأسلحة التي انطلق منها هذا الهجوم، وهو المرجح، أو مهاجمة أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.

سيناريوهات الرد الأمريكي تكاد تشهد إجماعاً داخل الأوساط الأمريكية وهذا منعكس في وسائل الإعلام المختلفة وتصريحات المسؤولين سواء السابقين الذين يتحدثون بشكل مباشر أو الحاليين الذين يتحدثون للصحف دون ذكر أسماء.

عقاب إيران دون إشعال حرب

يمكن تفهم تردد ترامب في الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران، لكن هناك طريقة يمكن للرئيس أن يظهر من خلالها القوة الأمريكية ويستعيد عنصر الردع ويعاقب إيران، إضافة لإعادة تأكيد استراتيجيته الخاصة بالتصدي لاعتداءات إيران الإقليمية، حيث يمكنه الرد باستهداف إيران داخل الأراضي السورية.

الأسد ووزير الدفاع الإيراني / رويترز

لنفكر في الأمر، الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يرتكبون جرائم حرب بحق المدنيين في سوريا منذ سنوات بما في ذلك استهداف إدلب حتى الآن، أي أن هناك مبرراً إنسانياً لوقف تلك الجرائم الوحشية، بحسب تقرير لواشنطن بوست، بعنوان: "كيف يمكن أن يعاقب ترامب إيران دون إشعال حرب".

ومن الناحية الاستراتيجية تعتبر سوريا هامة جداً في خطة إيران للسيطرة على المنطقة من طهران حتى بيروت لتتمكن من توسيع مناطق قدرتها على الإضرار بالمصالح الأمريكية وحلفائها بمن فيهم السعودية وكذلك تهديد إسرائيل، كما أن إدارة ترامب تصر على أن أحد أهم أهداف سياستها في سوريا هو إجبار القوات الإيرانية على الانسحاب ولكن لم تتخذ الإدارة إجراء فعلياً في هذا الاتجاه حتى الآن.

من المؤكد أن أي تصعيد عسكري الآن له مخاطره على المنطقة والعالم بشكل عام، لكن استمرار ترامب في سياسته الحالية القائمة على تشديد العقوبات الاقتصادية والسعي إلى إجراء مفاوضات مع الإيرانيين، مع التغاضي عن الاستفزازات الإيرانية العسكرية هو ما أوصل الأمور لهذه الدرجة الخطيرة، وفي حالة عدم استعادة عنصر الردع العسكري، لا أحد يعرف ماذا يمكن أن تكون طبيعة وحجم الهجوم التالي الذي قد تشنه إيران.

تحميل المزيد