مع اقتراب موعد تسليم منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية (S-400 Triumf) إلى أنقرة، واجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرات متزايدة حادة، باحتمال تعرض تركيا لعقوبات أمريكية.
وحذَّر مسؤولون ومحلّلون أمريكيون من أنَّ أردوغان إذا مضى قدماً في استلام تلك المنظومة الروسية، لن يكون هناك خيار أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوى فرض عقوبات من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد التركي الذي كان يواجه مشكلات أصلاً.
ومع ذلك، وصلت في الأسابيع الأخيرة 30 طائرة مُحمّلة برادارات وقاذفات صواريخ ومركبات دعم إلى قاعدة جوية بالقرب من العاصمة التركية، أنقرة، ولم تُفرض أياً من تلك العقوبات المُتوعّد بها، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية.
تقول الصحيفة البريطانية "لقد أُخذ الجميع على حين غرة".
إنها مجرد مزحة.. تركيا لن تجرؤ عليها
أُعلنت خطة تركيا لشراء منظومة الصواريخ الروسية S-400 Triumf، لأول مرة في خريف عام 2016، في تلك الأشهر المحمومة عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا. وقد تحوَّل أردوغان، الذي اشتبه بضلوع الولايات المتحدة في محاولة الإطاحة به، نحو نظيره الروسي فلاديمير بوتين بدرجة أكبر على الرغم من الخلافات العميقة بينهما بشأن الصراع في سوريا.
وفي غضون أشهر، وقَّعت الدولتان سراً صفقة للجيش التركي -ثاني أكبر جيش في الناتو- لامتلاك نظامين من منظومة S-400، التي صُمّمت لإسقاط الطائرات المقاتلة الأمريكية.
يقول أحد المسؤولين الأمريكيين، الذي عمل على هذه القضية: "اعتقد الناس أنَّ الصفقة مجرّد مزحة. ثم بدأت تلك الحالة الأولية من المفاجأة والارتباك تتحول إلى غضب كلّما أصرَّ أردوغان على المضي قدماً في صفقته مع روسيا".
هكذا تغيرت مواقف ترامب
تقول أسلي أيدنتنباس، الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "لم يتوقع أحد هذه النتيجة. فقد أقدم أردوغان على مقامرة ضخمة وتؤتي ثمارها -حتى الآن".
ويتساءل مراقبون الآن ما إذا كانت تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد أفلتت من العقاب على قرارها الجريء بعقد صفقة أسلحة بقيمة 2.5 مليار دولار مع روسيا، الخصم التاريخي للناتو، أو ما إذا كانت تداعيات ذلك القرار قد تأجلت فحسب.
الصورة غير واضحة تماماً بسبب فوضى عملية صنع السياسات، التي أصبحت سمة مميزة لإدارة ترامب.
فقد انخرط الرئيس الأمريكي الصيف الماضي في مشاحنة على موقع تويتر مع أنقرة بشأن أندرو برونسون، القس الأمريكي المحتجز في تركيا، مما دفع أنقرة إلى حافة أزمة مالية. لكن بعد عام لاحق، تدخَّل ترامب للدفاع عن قرار أردوغان بشراء منظومة الصواريخ الروسية S-400 لأنَّ الولايات المتحدة رفضت بيع نظام صواريخ "باتريوت" الأمريكية إلى أنقرة.
ومع ذلك، حتى إذا كان أردوغان قد حظي بدعم الرئيس الأمريكي، قد لا يكون ذلك كافياً لحماية تركيا من عواقب ما يخشاه البعض في واشنطن بأنَّه بداية تحول استراتيجي نحو موسكو.
ولكن البنتاغون استبعد تركيا من برنامج F 35
استبعد البنتاغون أنقرة بالفعل من برنامج إنتاج مقاتلات F-35، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مما يخاطر بتداعيات طويلة المدى بالنسبة للقوات المسلحة التركية وتعاونها المستقبلي مع حلف الناتو.
وحتى قبل استبعاد واشنطن لتركيا ظهرت مؤشرات أن أنقرة لم تعد متحمسة للصفقة.
إذ تفيد تقارير إعلامية عديدة، هناك في أروقة وزارة الدفاع التركية من يرى مشكلات في انضمام هذه الطائرة لسلاح الجو التركي.
فقد ذكرت صحيفة "يني شفق" المؤيدة للحكومة، أنَّ مصادر في وزارة الدفاع التركية قالت إنه نظراً للمشاكل الفنية وزيادة النفقات، تعيد تركيا النظر في قرارها بشراء طائرات من طراز F-35.
وقالت الصحيفة إن "الاعتماد على الولايات المتحدة لدمج أنظمة الأسلحة الوطنية في الطائرات يعتبر مشكلة أمنية خطيرة".
وتعتقد السلطات أيضاً أن طائرات F-35 ستجعل تركيا تعتمد على واشنطن، وأنه فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية وإذا استمرت التوترات بين البلدين، فقد تكون هناك مشاكل في الصيانة بسبب العقوبات الأمريكية المحتملة.
والكونغرس مازال متربصاً بتركيا
ولا يزال هناك خطر أنَّ يقرر الكونغرس، الذي يجمعه على نحوٍ غير معتاد شعور مشترك بالعداء تجاه أردوغان، استعراض عضلاته لضمان أنَّ تعاملات تركيا مع روسيا لا تمر من دون عقاب.
تقول أيدنتنباس: "نجح أردوغان في تأجيل حدوث الأزمة، لكنني لا أعتقد أنَّ الأمر انتهى تماماً".
إذ يشعر البنتاغون بالقلق من أنَّ امتلاك تركيا لنظام S-400 سَيُشكّل خطراً على مقاتلات F-35، طائرات الجيل الخامس التي كان من المقرر أن تصبح الركيزة الأساسية لعمليات الناتو الجوية. تحرَّك مسؤولو الدفاع الأمريكيون لضمان أنَّه إذا مضت تركيا في إتمام تلك الصفقة، تُمنع من استلام المقاتلات الشبح F-35، التي تُصنّعها شركة لوكهيد مارتن.
والبعض توقع أن تُسحق تحت وطأة العقوبات
وثمة شاغل رئيسي آخر. فقد أقرَّ الكونغرس في عام 2017 قانون "مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات"، الذي يُعرف اختصاراً بـ"كاتسا". وقد سُنَّ هذا القانون بعد مواجهة ترامب اتهامات بالتواطؤ مع موسكو، إذ كان يهدف إلى غلّ أيدي الرئيس الأمريكي إزاء روسيا.
وسبق أن قال أردوغان إنه "لا يمكن لواشنطن فرض عقوبات ضد تركيا بموجب قانون مواجهة خصوم الولايات المتحدة من خلال العقوبات (كاتسا)، لأننا أقدمنا على تلك الخطوة (شراء منظومة إس 400) قبل أن يدخل القانون حيز التنفيذ".
لكن تداعيات ذلك القانون بالنسبة للدول، التي تعقد صفقات أسلحة مع موسكو، سرعان ما بدأت في الظهور. يقول آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية بمدينة فيلادلفيا الأمريكية: "يا إلهي، لقد اعتقدت أنَّ تركيا سَتُسحق جراء العقوبات".
وأضاف إنَّ "أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، فضلاً عن السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين، كانوا يتحدّثون جميعاً عن مدى خطورة تأثير تلك العقوبات".
حذَّرت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ ووسطاء غير رسميين أردوغان من العواقب المحتملة في حال المضي قدماً في الصفقة الروسية.
أما روسيا فقد اغتنمت الفرصة وأعطت الأولوية لأنقرة على الصين
لكن الرئيس التركي لم يُغيّر خططه. وقد رأت روسيا في تلك الصفقة فرصة للتودّد إلى حليف مفيد وإذكاء التوترات بين أعضاء الناتو، لذا عجَّلت الجدول الزمني المتفق عليه لتسليم الشحنة وأعطت الأولوية لطلب تركيا على حساب الصين.
ووصف مسؤول روسي رفيع المستوى الصفقة بأنَّها جزء من مساعي موسكو لتوسيع نفوذها في المنطقة، قائلاً: "لماذا لا نفعل ذلك؟. لدينا دور لنؤديه في تلك المنطقة وعلينا تحديد أولوياتنا".
والمخاوف انعكست على الاقتصاد التركي
ومع اقتراب موعد تسليم الشحنات الأولى من الصفقة، ازداد توتر المستثمرين الأجانب، الذين تعتبر أموالهم ضرورية لدعم الاقتصاد التركي. تأثرت تركيا بشدة جراء أزمة العملة في عام 2018، إذ فقدت الليرة التركية ما يقرب من 30% من قيمتها. ويخشى أولئك المستثمرون من أنَّ تثير جولة جديدة من العقوبات مزيداً من التراجع.
كان مديرو صناديق التحوط ومحلّلو مخاطر الائتمان يدرسون بعناية تشريع "كاتسا" في محاولة لتخمين الخطوة التالية لترامب -الذي يتعيَّن عليه بموجب القانون اختيار ما لا يقل عن 5 إجراءات من إجمالي 12 إجراءً محتملاً يُتّخذ ضد أي شخص تتأكَّد مشاركته في "معاملات كبيرة مهمة" مع قطاعي الدفاع أو الاستخبارات الروسيين.
لقد حاولوا التكهّن بما إذا كان ترامب سيختار التدابير خفيفة الوطأة مثل رفض منح التأشيرات الأمريكية أم سيختار تدابير قاسية قد تشل النظام المالي التركي.
ولكن أردوغان كان واثقاً بأن ترامب لن يعاقب بلاده، وتبين أن كلامه صحيح
وكان أردوغان يصرّ دائماً على أنَّ ترامب لن يعاقب تركيا بسبب أهميتها الجيو-استراتيجية الممتدة عبر أوروبا والشرق الأوسط. وقبل وقت قصير من موعد التسليم المُقرّر، أوضح أردوغان أنَّه سيطلب ببساطة من الرئيس الأمريكي عدم فرض تدابير عقابية، قائلاً إنَّ "الأمر بسيط للغاية، لأنَّنا أصدقاء وشركاء استراتيجيون".
قوبل هذا الاقتراح بالسخرية. لكن في اجتماع بين ترامب وأردوغان في قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا باليابان في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، بدا الرئيس الأمريكي يثبت أنَّ نظيره التركي كان محقاً.
حتى أن ترامب تبنى وجهة نظر أوباما وأردوغان مرر أهم اتفاق في تاريخ تركيا
إذ كرَّر ترامب شكوى أردوغان -التي كانت محل خلاف طويل من جانب المسؤولين الأمريكيين- بأنَّه عومل "على نحو غير عادل للغاية" من جانب إدارة باراك أوباما عندما حاولت أنقرة شراء نظام صواريخ "باتريوت" الأمريكي الصنع قبل عدة سنوات.
وقال ترامب: "لقد كان بحاجة إلى نظام صاروخي لأغرض الدفاع. لذا ذهب إلى روسيا واشترى منظومة S-400 لأنَّه لم يتمكّن من الحصول على أنظمة الصواريخ الأمريكية أو شرائها".
في اليوم التالي، خرج العنوان الرئيسي لصحيفة ""Daily Sabah الموالية للحكومة التركية معلناً: "لا يوجد فرض عقوبات".
شعر المسؤولون الأمريكيون بالاستياء الشديد. يقول شتاين إنَّ البنتاغون كان "مصدوماً" من قرار الرئيس بالانحراف بعيداً عن الموقف الأمريكي بهذا الشكل المثير للصدمة.
بعد مرور أسبوعين -قبل أيام قليلة من الذكرى الثالثة لمحاولة الانقلاب في تركيا- نُقلت أول أجزاء منظومة S-400 إلى القاعدة الجوية بالقرب من أنقرة. ووصف أردوغان صفقة الأسلحة الروسية بأنَّها "أهم اتفاق في تاريخ تركيا".
وها هي الليرة تحقق مكاسب بعد الصفقة.. فكيف تجنب أردوغان احتمال تعرض تركيا لعقوبات أمريكية؟
وعلى الرغم من مضي أكثر من شهر على ذلك، لا يوجد أي مؤشر على فرض عقوبات. واكتسبت الليرة التركية ما يصل إلى 6% من قيمتها مقابل الدولار في الأسابيع التي تلت وصول الشحنة الأولى في 12 يوليو/تموز.
يعتقد بعض المحلّلين أنّ ترامب كان متردداً في فرض عقوبات على تركيا في الوقت الذي كان فيه الجانبان يحاولان التوصّل إلى اتفاق لتجنّب شن هجوم تركي على حلفاء واشنطن الأكراد في شمال سوريا.
يقول سولي أوزيل، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس بإسطنبول: "لقد تبيَّن أنَّ التهديدات الأمريكية هي في الأساس مجرّد كلمات جوفاء"، مضيفاً أنَّ "تركيا راهنت مرة أخرى على أهميتها الاستراتيجية، ويبدو أنَّ رهانها نجح وأتى ثماره".
لكن مازال هناك مخاطر محدقة بأنقرة
لكن على الرغم من تعاظم فخر القوميين الأتراك بموقف بلادهم المُتحدي في مواجهة تهديدات العقوبات، تواجه تركيا تداعيات أخرى.
في غضون أسبوع من وصول أول شحنة من صفقة صواريخ S-400، أعلن البنتاغون حرمان أنقرة من الموافقة على طلبها لشراء 100 طائرة مقاتلة من طراز F-35.
وقال مسؤولون أمريكيون إنَّ المُصنّعين الأتراك سَيُستبعدون من دورهم في إنتاج أجزاء مثل شفرات نظام دوار المروحية وبعض معدات الهبوط وأنظمة عرض قمرة القيادة، مما يوجّه ضربة قوية لقطاع الدفاع التركي المتنامي.
يقول أردا مولود أوغلو، أحد مستشاري صناعة الدفاع التركية، إنَّ "صناعة الدفاع المحلية كانت تتوقع أعمالاً تتراوح قيمتها بين 12 و15 مليار دولار من هذه العقود على المدى الطويل. لكن هذا الرقم سيتحول إلي صفر الآن".
الأهم من ذلك هو الآثار المترتبة على افتقار القوات الجوية التركية لطراز طائرة مقاتلة كان يُفترض أن تكون في صميم عملياتها المستقبلية. وقد ذكرت دراسة أجراها مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية "Edam"، ومقره إسطنبول، أنَّ "إمكانيات المقاتلة F-35 لا تُعزّز قدرات فرع القوات الجوية فحسب، بل القوات المسلحة التركية بأكملها".
وكيف ستواصل تركيا ممارسة نشاطها ضمن الناتو؟
كذلك، يثير عدم حصول تركيا على مقاتلات F-35 وشراء منظومة S-400 تساؤلات حول قدرة تركيا على المشاركة في عمليات حلف الناتو.
تقول راشيل إلوهوس، إحدى كبار المسؤولين السابقين في البنتاغون، إنَّ "حلف الناتو سيحاول إيجاد وسيلة بنّاءة لجعل العلاقة ممكنة مع تركيا لأنَّه عندما تفكر في التداعيات العملية، مثل قابلية التشغيل المشترك أو قدرة التحالف على الوفاء بالتزامات الدفاع الجماعي أو تبادل المعلومات الاستخباراتية أو العمل خارج قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا، قد تتسبّب في استحالة تكوين علاقة عمل جيدة بين الدول الاعضاء".
لكن حتى لو أراد أردوغان فعل ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيكون قادراً على حماية تركيا على المدى الطويل.
إذ أنَّه يتعيَّن على البيت الأبيض بموجب تشريع كاتسا تقديم تقرير إلى الكونغرس كل 180 يوماً يثبت فيه أنَّ تركيا "تُخفّض بدرجة كبيرة" حجم تعاملاتها مع روسيا من أجل تأجيل فرض عقوبات ضدها.
هم يريدون جعلها عبرة للآخرين
تتمثَّل مشكلة إدارة ترامب في أنَّ هناك خيبة أمل كبيرة تجاه تركيا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري داخل الكونغرس. فقد تراكم الغضب من أردوغان على مدار سنوات، مدفوعاً بسلسلة من الخلافات بدءاً من احتجاز تركيا لموظفين يعملون بالقنصلية الأمريكية إلى لغة الخطاب الحادة للرئيس التركي تجاه إسرائيل.
في الوقت نفسه، يريد العديد من المُشرّعين الأمريكيين إرسال تحذير إلى دول أخرى تُخطّط لشراء منظومة S-400 الروسية -من بينها المملكة العربية السعودية والهند.
وصفت السيناتور الديمقراطية، جين شاهين، امتلاك تركيا لنظام دفاع صاروخي روسي بأنَّه "لحظة حاسمة" بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية.
وكانت جين قد قادت الجهود الرامية إلى معاقبة تركيا ليس فقط لشرائها منظومة S-400 ولكن أيضاً لاحتجاز القس برونسون وقضايا أخرى تثير قلق الولايات المتحدة.
تريد جين شاهين من ترامب أن يفرض "عقوبات متدرجة" تزداد حدتها مع وصول مزيد من شحنات الصفقة الروسية إلى تركيا، قائلة: "ينبغي للرئيس الأمريكي وضع معايير مُحدّدة وإحاطة الكونغرس بوجهة نظره حول طريقة ردع تركيا، وكذلك دول أخرى، عن السعي لامتلاك أنظمة تسليح روسية أخرى من شأنها تقويض مصالح الأمن القومي الأمريكي".
وقد أعرب أيضاً العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين البارزين عن قلقهم حيال نفس النقطة، من ضمنهم السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والسيناتور جيم إنهوف، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
لكن يبدو أنَّ إدارة ترامب تبحث عن تسوية جديدة لتحييد الصواريخ
إذ قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، في نهاية شهر يوليو/تموز: "قد يكون هناك المزيد من العقوبات يتعيَّن فرضها، لكن بصراحة ما نود فعله حقاً هو ضمان عدم بدء تشغيل منظومة S-400″.
كان أردوغان قد أعلن أنَّ هذه التقنية لن يجري تفعيلها حتى شهر أبريل/نيسان 2020، مما يتيح بعض الوقت لإجراء مزيد من المفاوضات.
ومع ذلك، هناك حملة مدعومة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري تهدف إلى تقديم تشريعات مستقلة من شأنها تكليف الرئيس بمعاقبة تركيا عندما يعود الكونغرس إلى العمل بعد انتهاء العطلة في أوائل سبتمبر/أيلول. فإذا استطاع الكونغرس تمرير مثل هذا التشريع بأغلبية الثلثين، سيتعذّر على ترامب استخدام حق النقض.
وثمة عثرات محتملة أخرى.على الرغم من أنَّ المحادثات المُكثّفة خلال الأسبوع الماضي قد أتاحت الفرصة، على الأقل مؤقتاً، لتفادي حدوث مواجهة بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن سوريا، يختلف الجانبان تماماً حول مستقبل الجزء الذي يسيطر عليه الأكراد في البلاد.
وبالنظر إلى الموقف السلبي العميق تجاه تركيا في واشنطن، يتساءل بعض المحلّلين ما إذا كان من الحكمة أن تعتمد أنقرة اعتماداً كليّاً على ترامب -أي على ما يسميه إريك إيدلمان، السفير الأمريكي السابق لدى تركيا، "صداقة حميمة سلطوية" بين أردوغان وترامب.
وتشير أسلي أيدنتنباس، زميلة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أنَّ انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام المقبل تُشكّل خطراً كبيراً بالنسبة لتركيا، قائلة إنَّ "أنقرة تعوّل كليّاً على وجود ترامب. لكن لا أحد يعرف ماذا سيحدث في أمريكا؟ ربما يرحل ترامب".