بريطانيا في ورطة بسبب قضية الأميرة هيا.. مع من ستقف المملكة المتحدة؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/02 الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/04 الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش
الأميرة هيا بنت الحسين، وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - مواقع التواصل

يبدو أن المملكة المتحدة باتت في مأزق شديد عقب اندلاع أزمة الأميرة هيا بنت الحسين شقيقة ملك الأردن وزوجها الذي تريد الطلاق منه، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، بسبب علاقة لندن المتشابكة مع الطرفين.

في آخر صورة التُقطت لها، بينما كانت تعانق شقيقها الذي أحاطها بذراعه حول كتفيها، بدت الأميرة هيا بنت الحسين حريصة على التأكّد من أن عَلم موطنها الأردن يظهر على سترتها، بحسب تقرير لصحيفة Telegraph البريطانية.

وتخوض الأميرة الأردنية معركة قضائية شرسة في المحاكم البريطانية أمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبيّ، الذي تبلغ ثروته ملايين الدولارات، تتعلق بحضانة طفليهما. 

الأميرة احتمت بشقيقها

وفي الصورة التي التُقطت على الأرجح، بمنزلها في كينسينغتون، الذي يقدَّر ثمنه بنحو 85 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 103 ملايين دولار)، ظهرت هيا والأمير علي بن الحسين وهما يحدقان في الكاميرا بعناية.

وكان الوصف المصاحب للصورة التي انتشرت يوم 31 يوليو/تموز 2019، على حساب الأمير بموقع إنستغرام يقول: "اليوم مع أختي وقرة عيني.. هيا بنت الحسين".

يعتقد بعض المعلقين على الشأن في الشرق الأوسط أن الرسالة التي تريد الأميرة نقلها واضحة، وهي أنها عادت إلى حضن أسرتها الأردنية.

ويشار إلى أن الأم، البالغة من العمر 45 عاماً، قد هربت مع ابنها وابنتها من الإمارات العربية المتحدة التي عاشت فيها مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يشغل منصب نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، بينما كانت -على ما يبدو- "بحالة خوف على حياتها"، في أبريل/نيسان.

وطلبت زوجة آل مكتوم، البالغ من العمر 70 عاماً، بعد انفصالها، من قاضٍ في المحكمة العليا إصدار أمر بحمايتها من "الزواج القسري"، بالإضافة إلى أمر يقضي بعدم التعدّي على أطفالها. أمّا آل مكتوم، الذي أسس إسطبلات جودلفين وهو حليف للمملكة المتحدة، فقد تقدَّم إلى المحكمة بطلب "العودة السريعة" للأبناء إلى الإمارات العربية المتحدة.

أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق

وقد أثارت هذه الصورة الأخيرة تكهنات في الشرق الأوسط بأن الانفصال قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين الإمارات والأردن.

وفي الوقت نفسه، من غير المسبوق أن تبتَّ محاكم دولة ثالثة -بريطانيا- في الخيار الأمثل لأطفال ينتمون إلى عائلات ملكية لبلدين أجنبيَّين مختلفين، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويقول بعض الخبراء إن هذا يضع بريطانيا في موقف حرج، لأنه يختبر ولاءها لاثنتين من أهم حلفائها في الشرق الأوسط.

وتقول رادا ستيرلينغ مديرة منظمة "معتقلون في دبيّ"، إن "المحاكم البريطانية مستقلة تماماً وحيادية، وستنظر في هذه القضية بالموضوعية نفسها التي تنتهجها في أي قضية أخرى، ومع ذلك، أعتقد أنه من الأفضل لو أن التعامل مع مثل هذه القضية الحساسة، التي تنطوي على آثار يمكن أن تؤثر في العلاقات الخارجية للمملكة المتحدة بالمنطقة وسمعة عائلتين ملكيتين، يتم بشكل خاص".

تلميح رسمي إماراتي 

وفي حين أن الأردن لم يشر رسمياً إلى الجلسة، فقد خضعت القضية للمناقشة على نطاق واسع، من قِبل مواطني البلدين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب عبدالخالق عبدالله، الباحث السياسي الإماراتي البارز، هذا الأسبوع، على حسابه بموقع تويتر: "الأميرة العاقلة والمحترمة بنت الأصل والأصول، لا تهرب ولا تُخطف ولا تختفي ولا تنكر الجميل، وحتماً لا تكسر خاطر مَن أكرمها وأعزَّها وأحبَّها وأمَّنها وأْتمنها على أبناءه ورفع قدرها ونصبها أميرة الأميرات".

وتأتي هذه الرسالة بعد أن نشر الشيخ محمد بن راشد نفسه قصيدة مبهمة حول الغدر والخيانة على الإنترنت وقصيدة أخرى باسم "سيوف المعالي" التي تحمي الإمارات العربية المتحدة من الأعداء.

وأما قصي زريقات، وهو أردني، فكتب تغريدة قال فيها: "إنها ابنة ملك، وحفيدة ملك وأخت ملك قبل أن يكون هناك بلد يسمى الإمارات".

تحميل المزيد