تكثيف قوات الحوثي للهجمات على مطار أبها السعودي عن طريق طائرات مسيَّرة في الأيام الأخيرة يُثير تساؤلات كثيرة حول الأسباب من ناحية وقدرة المملكة على التصدي لذلك التهديد من ناحية أخرى، فماذا يقول كل منهما في هذا الشأن؟ وهل قرب المطار من الحدود بين البلدين السبب الوحيد للتصعيد؟
هجمات متكررة
قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إن هجوماً جديداً بطائرة مسيَّرة تتبع الحوثيين على مطار أبها في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء 2 يوليو/تموز أسفر عن إصابة 9 أشخاص، بينهم ثمانية سعوديين وهندي، بحسب سي إن إن.
هجوم اليوم هو واحد من سلسلة بدأت يوم 12 يونيو/حزيران الماضي حين استهدف صاروخ كروز صالة الوصول بالمطار مخلفاً 26 جريحاً، الهجوم الثاني كان بطائرة مسيَّرة ونتج عنه وقوع قتيل واحد وسبعة جرحى، ووقع يوم 23 يونيو/حزيران، الهجوم الثالث كان منذ 3 أيام فقط أي يوم 29 يونيو/حزيران وكان أيضاً بطائرة مُسيَّرة.
أين يقع مطار أبها؟
مطار أبها الدولي عبارة عن مطار محلي-إقليمي يقع في الاتجاه الجنوبي الغربي من مدينة أبها في منطقة عسير جنوب غرب السعودية، ويبعد المطار حوالي مائة كيلومتر شمالي الحدود السعودية مع اليمن.
قرب المطار ربما يفسر تكرار استهدافه بطائرات مسيرة أو صواريخ من جانب الحوثيين؛ حيث إن مدى تلك الطائرات التي يمتلكونها ربما لا يطال أهدافاً أبعد أو ربما تكون أكثر عُرضة للإسقاط من جانب الدفاعات السعودية.
ماذا عن ردود الفعل الإقليمية والدولية لاستهداف مطار مدني؟
أثارت الهجمات التي وصفتها السعودية وحلفاؤها بالإرهابية إدانات محلية وعربية ودولية عديدة، وأصدر مجلس الأمن الدولي بياناً نص على أن هذه الهجمات "ضد المملكة العربية السعودية والمنطقة، ينتهكان القانون الدولي ويهددان السلم والأمن الدوليين".
المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن تركي المالكي، قال عن هجوم اليوم إن "الميليشيا الحوثية الإرهابية مستمرة في ممارساتها اللاأخلاقية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، حيث أعلنت عبر وسائل إعلامها مسؤوليتها الكاملة عن هذا العمل الإرهابي باستخدام طائرة بدون طيار (مسيّرة)"، على حد تعبيره.
كيف يبرره الحوثيون؟
بحسب موقع قناة المسيرة التابعة للحوثيين، قال العميد يحيى سريع، فجر اليوم الثلاثاء، إن "سلاح الجو المسيَّر نفذ قبل قليل عمليات واسعة استهدفت مرابض الطائرات الحربية بمطار أبها الدولي"، مضيفاً أن "الهجوم المسيَّر أدى إلى تعطُّل في حركة الملاحة باتجاه مطار أبها الدولي".
السعودية تقول إنه استهداف لمطار مدني، والحوثيون يقولون إنه استهداف لمرابض طائرات حربية.
"المالكي" يقول إن "الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية مستمرة في إطلاق الطائرات من دون طيار، لتنفيذ الأعمال العدائية والإرهابية باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، ولم يتم تحقيق أي من أهدافها ويتم تدميرها وإسقاطها"، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية.
وتابع: "إننا نؤكد استمرار تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه الميليشيا الإرهابية، وتحييد القدرات الحوثية وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".
لكن تكرار الهجمات بالطائرات المسيرة في الأسبوع الأخير يؤكد أن تأكيد المالكي بتحييد القدرات الحوثية ربما يكون أسهل ككلام منه كفعل على أرض الواقع.
السعودية تمتلك منظومة الدفاع الأمريكية باتريوت، لكن الطائرات المسيرة وحتى الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون يمكنها الطيران على ارتفاعات منخفضة مما يفسر عدم نجاح باتريوت في التصدي لها بنسبة نجاح تامة.
السعودية تقود تحالفاً عسكرياً لدعم الرئيس عبدربه هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس/آذار 2015، ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وأدى النزاع الدامي في اليمن، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد، كما أسفر، بحسب إحصائيات هيئات ومنظمات أممية، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تردي الأوضاع الإنسانية وتفشِّي الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا، وتراجع حجم الاحتياطيات النقدية.