السعودية تلجأ إلى علب الهواتف النقالة لتعقب الهاربات! كيف يصبح جهاز آيفون خطراً على حامله

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/12 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/12 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
تضمَّنَت القيود المفروضة على النساء السعوديات، الراغبات في بناء مسيراتهن المهنية في مجال الأعمال، قواعد ولاية صارمة/ رويترز

كشف موقع Business Insider الأمريكي، عن لجوء السعودية إلى تقنية عالية في تتبع الفتيات الهاربات من المملكة، واللاتي يقدّرن بأكثر من 1000 سيدة كل عام، من أجل القضاء على هذه الظاهرة.

وبحسب الموقع الأمريكي فإن الفتيات الهاربات لا يتوقعن من عملاء السعودية أن يتتبعوا عُلب هواتفهم النقالة القديمة، وخاصة من طراز آيفون، من أجل الوصول إلى هؤلاء الهاربات.

القصة: ووفقاً لمصادر متعددة تحدَّثت إلى موقع Business Insider، فهذا هو ما يحدث في ظلِّ سعي السعودية لتعقب العدد المتزايد من النساء اللاتي يهربن من البلاد كل عام.

ومن شأن عُلب الهاتف المحمول أن توفّر معلومات يمكن أن تساعد على تعقب السعوديات الهاربات، بمساعدات معدات تتبع خاصة بعمليات التجسس، وصولاً إلى مسافة أقدام قليلة من مكانهن الجديد.

ونقطة البيانات التي تسعى السلطات وراءها هي الهوية الدولية للأجهزة المتنقلة (IMEI)، المكونة من 15 رقماً. وليس تعقب الناس باستخدام هذه البيانات أمراً جديداً، لكنه عادة ما يكون مقصوراً على الجيش أو الاستخبارات.

وتظهر حقيقة استخدام هذه التقنيات مدى الجدية التي تتعامل بها السعودية مع الهروب الجماعي لما يصل إلى ألف امرأة كل عام، وهن نساء قالت عنهن إنَّهن يشكلن تهديداً للأمن القومي بقدر تهديد الإرهابيين.

وحكت 4 نساء، هربن كلهن خلال العامين الماضيين، لموقع Business Insider عن تجربتهن في التعرض للتعقب في منازلهن الجديدة في الغرب.

البحث عن علبة الهاتف: قالت امرأتان فرَّتا سوياً أوائل عام 2019، إنَّ أجهزة الأمن السعودية جاءت إلى منازل أسرهن بعد أن غادرتا البلاد، وطالبت بالاطلاع على عبوات هواتفهما الخلوية.

وقالت اللاجئتان، اللتان طلبتا عدم الكشف عن هويتهما خوفاً من الانتقام، إنَّ العملاء السعوديين أخبروا أسرتيهما أنَّ رقم IMEI هو مفتاح العثور عليهما وإعادتهما، بحسب الموقع الأمريكي.

وقيل لامرأة ثالثة أيضاً، قبض عليها العملاء السعوديون بعد أن فرّت، إنَّ رقم IMEI الخاص بها كان له دور في إلقاء القبض عليها. وكان طالب العبد المحسن، الناشط المقيم في ألمانيا، هو من حكى قصتها لموقع Business Insider، ونقل رسالتها هذه.

وكانت هذه المرأة التي ألقي القبض عليها في دولة جورجيا السوفييتية السابقة عام 2018، قد أبلغها محاميها الجورجي الذي دفعت الحكومة الجورجية أتعابه، أنَّ المخابرات السعودية وجدت رقم IMEI الخاص بها. وقال المحامي إنَّ المسؤولين السعوديين استخدموا هذا الرقم للعثور عليها بمساعدة الشرطة الجورجية.

وقالت، في إعادة صياغة لما قاله لها محاميها: "تعقبتك الشرطة الجورجية بطلب من الحكومة السعودية، باستخدام رقم IMEI حصلوا عليه من عُلبة هاتفك الخلوي".

أعيدت هذه المرأة إلى السعودية، ولا تزال هناك حتى الآن.

وحكت هاربة رابعة، كانت على وشك أن تجري إعادتها إلى السعودية بعد أن فرت إلى أستراليا، حكايتها لموقع Business Insider عبر العبد المحسن.

إذ قالت هي أيضاً إنَّ العملاء السعوديين وجدوا رقم IMEI الخاص بها، لكنها أشارت إلى أنها استطاعت الحصول على اللجوء قبل أن يتمكن المسؤولون السعوديون من ترتيب إعادتها.

عمل "بسيط" للعثور على الهاربات

عادة ما يُكتَّب رقم IMEI على حامل بطاقة تعريف المشترك (SIM)، أو المكان المخصص للبطارية في الهاتف الخلوي. وفي هاتف iPhone 6S والنماذج الأقدم، يكون هذا الرقم موجوداً في الجزء السفلي للهاتف من الخلف.

ويُعتبر تتبع الأشخاص باستخدام رقم IMEI أداة تستخدمها الشرطة وأجهزة الأمن القومي والجيش بصورة شبه حصرية.

وتستخدم وكالة الأمن القومي الأمريكية أرقام IMEI الخاصة بهواتف أهداف في أفغانستان لتوجيه ضربات الطائرات دون طيار، وذلك وفقاً لوثائق مسربة نشرها موقع The Intercept في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وقال ميكاه لي، وهو مهندس أمن حاسوبي وصحفي، متحدثاً إلى موقع Business Insider: "سوف يكون أمراً بسيطاً بالنسبة للسعودية، وأي بلد آخر، أن تتعقب الموقع الفعلي لشخص ما إذا كانوا يعرفون رقم IMEI لهاتف الشخص المستهدف".

ذلك أنَّه عندما تتصل الهواتف الخلوية بالأبراج، فإنَّها تشارك رقم IMEI الخاص بها فضلاً عن معلومات تعريفية أخرى فريدة، وهو ما يعني أنَّ شركات الاتصالات اللاسلكية المحلية في السعودية تعرف الموقع الفعلي لكل هاتف في البلاد، ويمكن إجبارها على مشاركة هذه المعلومات مع الحكومة.

علامات:
تحميل المزيد