لفت مشهد القوات التي كان تنقل الإرهابي المصري هشام عشماوي الاهتمامَ، بملابسهم العسكرية التي حملت ثلاثة أحرف هي "GIS"، ووجوههم المقنعة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول هوية قوات "GIS" المصرية.
وكانت مصر قد تسلَّمت، الثلاثاء 28 مايو/أيار 2019، هشام عشماي، القيادي بتنظيم القاعدة، الذي يوصف بـ "أمير المرابطين"، وكنيته (أبوعمر المهاجر).
ويُعد المطلوب الأول على لائحة الإرهاب في القوائم المصرية، وسبق أن تحالف في ليبيا مع "كتائب أبوسليم"، وشكَّل "مجلس شورى مجاهدي درنة" عام 2015.
ما هي قوات GIS المصرية؟
لأول مرة تظهر هذه القوات في الإعلام، التي تتبع المخابرات العامة المصرية.
فالأحرف الثلاثة GIS هي اختصار General Intelligence Security أي أمن المخابرات العامة، وفقاً لما ذكره موقع RT الروسي.
بينما يشير العقيد حاتم صابر، الخبير المصري في مكافحة الإرهاب الدولي، إلى أنها اختصار لـ "general intelligence service"، وتعني "قوات المخابرات العامة".
وتتخصَّص هذه القوات في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى، التي تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية، بحسب ما ورد بموقع RT الروسي.
وتندرج هذه القوات ضمن فرق النخبة في أجهزة الأمن، التي تُعزز القوات البرية بها، وهي تقف بالمرصاد للإرهابيين، وتضرب معاقلهم، وخاصة في ظل التهديدات الأخيرة، وتسهر على حماية المنشآت الوطنية، ومنع أي اختراقات يقوم بها الإرهاب.
ولكن ليست مصر فقط التي لديها هذه القوات
في حين يوجد العديد من أجهزة المخابرات في العالم التي لديها قوات خاصة، فإن هناك قوات خاصة في العالم أخرى تحمل نفس التسمية أو الاختصار، أي GIS.
فهناك قوات GIS الإيطالية، وهي قوات عمليات خاصة لمكافحة الإرهاب، وأفضل وحدة للاستجابة التكتيكية داخل الشرطة العسكرية الإيطالية تم إنشاؤها في عام 1978، لمكافحة التهديد المتزايد من الإرهاب.
وتوصف بأنها من أفضل القوات الخاصة على مستوى العالم.
كما أن هناك قوات جزائرية خاصة تسمى قوات التدخل الخاصة، تحمل نفس الاختصار.
هي مجموعة قوات أنشئت في الجزائر عام 1987، كانت تتكون في البداية من300 عضوٍ، وهي مسؤولة عن مكافحة الإرهاب، كما أنها وحدة فرعية من إدارة الاستخبارات والأمن، ووُجهت لها اتهامات بالقيام بانتهاكات لحقوق الإنسان خلال فترة العشرية السوداء.
سر ظهورها في هذا التوقيت
اللافت في ظهور هذه القوات مع عشماوي، أن المخابرات العامة المصرية نادراً ما تعلن عن أجهزتها وطبيعة عملها، ولكن منذ عهد رئيسها الراحل عمر سليمان، الذي قاد كثيراً من المهام السياسية المعلنة، بدأ المصريون يسمعون لأول مرة أسماء رجالات المخابرات العامة المصرية تتردد بكثرة في وسائل الإعلام.
أما الأمر الثاني الذي لفت النظر في هذه القوات، فهو أنه كان يُعتقد أن عمل المخابرات العامة يقتصر على العمل الاستخباراتي ذي الطابع السري، وليس لديها قوات خاصة منفصلة على غرار الجيش والشرطة.
وتزامن ظهور هذه القوات التابعة للمخابرات المصرية على شاشات التلفاز مع تأكيد الرواية الرسمية على أن تسلم عشماوي جاء بعد زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل لليبيا، ولقائه باللواء الليبي المتقاعد، علماً أن عشماوي ألقي القبض عليه قبل 8 أشهر في ليبيا.
ويأتي ذلك ضمن إطار عام يتصاعد فيه دور المخابرات المصرية المعلن في الحياة، وقيامها بمهام لا يُفترض أن تتولاها، مثل شراء قنوات تلفزيونية، وإنتاج أعمال فنية.