زادت احتمالات إجراء انتخابات عامة في إسرائيل مرة أخرى، في ظل المصاعب التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة، وذلك بعد ستة أسابيع فقط من فوزه في انتخابات أبريل/نيسان. وإذا حدث ذلك فربما سيؤدي هذا الوضع إلى تأجيل إعلان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة بشأن السلام في الشرق الأوسط .
وفيما يلي الأسباب والتداعيات:
1- متى تجرى الانتخابات؟
كان تصويت الكنيست الإسرائيلي الإثنين 27 مايو/أيار بحلّ نفسه، إجراء مبدئياً فقط، وهو ما يعني أنه لا يزال من الممكن التوصل لحل للأزمة في المحادثات الهادفة لتشكيل ائتلاف وتفادي الانتخابات. وإن لم يحدث ذلك بحلول الموعد النهائي المقرر الأربعاء، فسيجري الكنيست ثلاث عمليات تصويت أخرى لإتمام حل المجلس، وسيحدد موعداً للانتخابات خلال 5 أشهر.
2- لماذا صوّت الكنيست لحل نفسه؟
بعد انتخابات 9 من أبريل/نيسان، حصل نتنياهو على تفويض من الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين لتشكيل الحكومة الجديدة مدعوماً بأغلبية بالكنيست، مؤلفة من فصائل يمينية ودينية. لكن المحادثات الهادفة لتشكيل حكومة ائتلافية وصلت إلى طريق مسدود.
وإن لم ينجح في إعلان حكومة جديدة بحلول الأربعاء، فإن الرئيس قد يختار نائباً آخر لتكليفه بتشكيل الحكومة. وقد يفتح ذلك المجال أمام إسناد المهمة إلى قائد الأركان السابق بيني جانتس، زعيم حزب أزرق أبيض المنتمي للوسط ومنافس حزب ليكود، لكن حل البرلمان وتحديد انتخابات جديدة سيلغي ذلك.
3- لماذا فشل نتنياهو في تشكيل حكومة؟
يواجه نتنياهو اتهامات محتملة في ثلاث قضايا فساد، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفات. وهذا يجعله أكثر ضعفاً من الناحية السياسية أمام مطالب شركاء الائتلاف المحتملين.
دفعت الانقسامات التي ظهرت بين حزب إسرائيل بيتنا القومي المتطرف، برئاسة وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان وحزب التوراة اليهودي المتحد، بشأن قانون للتجنيد العسكري يتحكم في الإعفاءات الخاصة بطلاب المعاهد الدينية، محادثات تشكيل الائتلاف إلى الجمود. وكانت انتخابات أبريل/نيسان قد جرى تقديم موعدها من نوفمبر/تشرين الثاني بسبب نفس القضية الشائكة.
لكن بعض المعلقين وأعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو يرون أن الدافع الحقيقي لليبرمان هو خلافة نتنياهو في نهاية المطاف، وأنه يستخدم قانون التجنيد وجمود محادثات تشكيل الائتلاف لإضعافه سياسياً، ونفى ليبرمان ذلك.
4- ماذا يعني ذلك بالنسبة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟
ربما يؤدي هذا الوضع إلى تأجيل إعلان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة بشأن السلام في الشرق الأوسط. ومن المقرر أن يكشف فريق ترامب، بقيادة مستشاره لشؤون الشرق الأوسط وصهره جاريد كوشنر، عن هذه الخطة خلال مؤتمر استثمار دولي في البحرين في أواخر يونيو/حزيران.
والاحتمالات ضعيفة بالنسبة لحدوث انفراجة وربما تؤدي الانتخابات الإسرائيلية إلى تأجيل إعلان الخطة لفترة أخرى، لأن ترامب يريد انتظار وجود حكومة في إسرائيل قبل أن يمضي قدماً. وكان ترامب أطلق على هذه الخطة اسم "صفقة القرن"، لكن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا هذا المسعى الأمريكي وقالوا إن ترامب منحاز بها، بدرجة كبيرة لصالح إسرائيل.
5- من سيكون المنافس الرئيسي لنتنياهو في الانتخابات؟
بدا بيني جانتس، الجنرال السابق الذي يحظى بشعبية، في الانتخابات السابقة منافساً سياسياً حقيقياً لنتنياهو.
ويتزعم جانتس حزب "أزرق أبيض" الجديد الذي حصل على 35 مقعداً في الكنيست، وهو نفس عدد المقاعد التي فاز بها حزب الليكود بزعامة نتنياهو. وخاض حزب جانتس الانتخابات ببرنامج انتخابي كانت أبرز نقاطه حكومة ليس بها فساد وتحقيق السلام والأمن.
6- كيف يمكن لهذه الانتخابات التأثير على وضع نتنياهو القانوني؟
ربما يشكل ذلك أنباء غير سارة بالنسبة لنتنياهو. وقد يؤدي حل الكنيست إلى وقف إجراءات بدأ الليكود السير فيها بشأن منح الكنيست حصانة لنتنياهو من الملاحقة القضائية، وهو ما يفتح المجال أمام احتمال توجيه اتهامات إليه أثناء توليه منصب رئيس الوزراء.
وكان المدعي العام الإسرائيلي قال إنه يعتزم توجيه تهم فساد واحتيال لنتنياهو قبل محاكمته المقررة في أكتوبر/تشرين الأول. وتعهد نتنياهو بعدم الاستقالة حتى إذا وُجهت إليه اتهامات، ولا يوجد ما يلزمه قانوناً القيام بذلك.