حتى شهر رمضان لم يسلم من الاستغلال.. حقيقة وجود مسلمين في جيش الاحتلال!

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/13 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/13 الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش
قوات الاحتلال تحاصر غزة\ رويترز

أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نشر تهنئة "للجنود المسلمين" في الجيش  متمنياً لهم جميعاً "رمضان كريم"، وحرص في نفس التغريدة على إبراز المهمات والمناصب الهامة التي يتولاها العسكريون المسلمون في مختلف الوحدات، فما هي حقيقة الأمر؟ وكم عدد هؤلاء الجنود المسلمين ونسبتهم المئوية؟ وكيف ينخرطون في السلك العسكري الإسرائيلي وما هي دوافعهم؟ ولماذا تقبل الدولة اليهودية بهم من الأساس؟

كم عددهم في جيش الاحتلال؟

قبل محاولة الإجابة عن السؤال، لابد من التوقف عند توصيف الجيش الإسرائيلي الذي يسمي نفسه "قوات الدفاع الإسرائيلية" وهي التسمية المعتمدة في الإعلام والدوائر الغربية، بينما يسميه العرب جيش الاحتلال الإسرائيلي. وما بين جيش الدفاع وجيش الاحتلال تكمن قصة الصراع العربي الإسرائيلي منذ إنشاء دولة إسرائيل في مايو/أيار 1948 وحتى الآن.

إسرائيل، طبقاً للقرارات الدولية، تحتل القدس الشرقية والضفة الغربية والجولان وتحاصر غزة التي كانت تحتلها وانسحبت منها، وبالتالي قوات الجيش الإسرائيلي الموجودة في تلك المناطق هي قوات احتلال.

عودة لعدد الجنود المسلمين في جيش الاحتلال، لا توجد أرقام رسمية إسرائيلية أو حتى محايدة تذكر العدد بدقة، لكن من الواضح أنه عدد قليل وذلك من خلال ما ينشر بين الحين والآخر في صورة قصص أقرب للحملات الدعائية.

موقع إن بي سي نيوز الأمريكي، على سبيل المثال، نشر قصة طويلة عن يوسف سالوتا السرجنت العربي المسلم في الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى الشاب الذي كان يبلغ العشرين من عمره في فبراير/شباط 2017، حين نشرت القصة على أنه واحد من "عدد ضئيل لكنه يتزايد من عرب إسرائيل الذين يتحدّون التقاليد ويتطوعون للخدمة في الجيش الإسرائيلي.

كان عدد عرب إسرائيل المتطوعين للخدمة في الجيش الإسرائيلي عام 2013 أقل من 10 أفراد، وزاد العدد إلى بضع عشرات في 2017، وذلك بحسب الكولونيل وجدي سرحان رئيس وحدة الأقليات في الجيش الإسرائيلي، كما جاء في تقرير إن بي سي.

وقال وجدي: "هناك انفتاح متزايد بين العرب المسلمين الذين ليسوا من البدو للتطوع والانخراط في الجيش، نتحدث عن تجنيد عشرات من الشباب العربي المسلم وآمل أن تتزايد الأرقام".

الموقف الرسمي لعرب 1948

يمثل عرب 1948 أي الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية بحكم تواجدهم داخل أراضي الدولة العبرية وقت إنشائها أكثر من خمس عدد السكان في إسرائيل، وغالبيتهم العظمى يرون أنفسهم فلسطينيين ويرفضون رفضاً قاطعاً الانخراط في الخدمة العسكرية.

الخدمة العسكرية في إسرائيل إجبارية من سن 18، وهي 3 سنوات للشباب و21 شهراً للفتيات، ويعفى منها عرب إسرائيل، إلا من يريد التطوع.

موقف عرب إسرائيل الأعضاء في الكنيست الإسرائيلي متسق مع الرأي العام للأغلبية وهو اعتبار الخدمة في الجيش الإسرائيلي خدمة في جيش احتلال يرتكب الفظائع ضد المواطنين الفلسطينيين.

الرسالة عبر عنها عضو الكنيست يوسف جابارين في تقرير إن بي سي بقوله: "نحن في القيادة السياسية للمجتمع العربي داخل إسرائيل والمجتمع العربي نفسه نعارض بشدة تجنيد المواطنين العرب لأننا لا يمكن أن نكون جزءاً من نظام يقمع شعبنا الفلسطيني".

وبحسب تقرير للبي بي سي في نوفمبر/شباط 2016، كانت نسبة من يخدمون في الجيش الإسرائيلي من العرب (مسلمين ومسيحيين) لا تصل لـ 1% من السكان العرب.

وقد عبرت حنين زعبي النائبة في الكنيست عن رفضها القاطع للأمر بقولها إن "المجموعة الصغيرة المهمشة (من العرب المسلمين) التي تخدم في الجيش الإسرائيلي ضد شعبهم الفلسطيني يدركون جيداً أنهم يتجاوزون خطاً أحمر يخص الوطنية".

لماذا إذن يقبلهم جيش الاحتلال ويحتفي بهم أدرعي في رمضان؟

رسالة أدرعي وتكرار بوستاته وتغريداته على صفحته الرسمية على فيسبوك وتويتر حول شهر رمضان الكريم من المؤكد أن لها هدفاً ما، بعيداً عن الكم الهائل من التعليقات الساخرة التي نالها.

https://www.facebook.com/IDFarabicAvichayAdraee/photos/a.616103468440249/2469968013053776/?type=3&theater

الإجابة عن ماذا قد يكون هدف المتحدث باسم جيش الاحتلال من وراء تلك الرسائل جاءت على لسان زعبي: "أكثر من 90% من العرب الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي لا ينالون حقوقاً متساوية مع نظرائهم الإسرائيليين وإسرائيل نفسها لا تحتاجهم لحماية أمنها، إنها ببساطة قضية سياسية تطبق مبدأً معروفاً وهو فرِّق تسد".

أهم أسباب تطوع العربي في الجيش

بقي السؤال الأبرز وهو ماذا قد يدفع بشاب عربي مسلم لأن يتطوع في جيش الاحتلال؟ والإجابة تكمن في لقمة العيش.

السبب الرئيسي في أغلب الأحيان الذي يدفع شاباً عربياً مسلماً للتطوع في جيش الاحتلال الإسرائيلي هو سبب اقتصادي بحت، بحسب حنين زعبي وآخرين من قادة عرب إسرائيل.

"من 52 إلى 54% من شعبنا الفلسطيني داخل إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر وهي سياسة حكومية منظمة تضغط على الناس كي يلجأوا للخيار الوحيد المتاح".

فالتطوع في جيش الاحتلال يضمن للشاب أيضاً الحصول على وظيفة بعد انتهاء مدة خدمته وليس فقط راتبه وامتيازاته أثناء الخدمة، كما تفتح خدمته الباب أمام أوضاع أفضل لأسرته.

تحميل المزيد