لغز الضربات بطائرات F-35 الشبحية.. كيف دخلت الحرب الجوية الإسرائيلية على إيران العراق؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/01 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/17 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
طائرات Lockheed Martin F-35 Lightning II الإسرائيلية/ Israeli Air Force

تعد مقاتلات F-35 الشبحية الإسرائيلية "خارقة إلى حد كبير"، وزعمت القوات الجوية الإسرائيلية عام 2018 أن طائراتها الجديدة من طراز F-35 هاجمت أهدافاً إيرانية في سوريا. وفي عام 2018  أيضاً، زعمت تقارير أن طائرات F-35 تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية حلقت فوق إيران، كما تقول مجلة The National Interest الأمريكية. وتظهر تقارير الآن تفيد بأن مقاتلات F-35 الإسرائيلية هاجمت أهدافاً إيرانية في العراق، وفقاً لوسائل إعلام عربية.

"طائرات مجهولة"

إذ زعمت صحيفة الشرق الأوسط التي يقع مقرها في لندن في 19 يوليو/تموز أن "تل أبيب شنت غارة جوية في وقت سابق من هذا الشهر على مستودع صواريخ إيرانية شمال شرقي بغداد". وذكرت قناة العربية السعودية أن الغارة أصابت صواريخ باليستية إيرانية كان يجري نقلها في شاحنات طعام مبردة. وبحسب ما ورد قُتل العديد من أعضاء حزب الله والحرس الثوري الإيراني في هذه الغارة.

واستهدفت غارة ثانية قاعدة إيرانية أخرى، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. إذ ذكرت الصحيفة أن "غارة جوية استهدفت معسكر أشرف في العراق، وهو قاعدة سابقة كانت تستخدمها حركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة. وتقع هذه القاعدة على بعد 80 كيلومتراً من الحدود مع إيران و40 كيلومتراً شمال شرقي بغداد. وكشفت المصادر أن الضربات استهدفت "مستشارين" إيرانيين وشحنة صواريخ باليستية وصلت مؤخراً من إيران إلى العراق". ومما يزيد هذا اللغز تعقيداً التقارير الأولية التي تفيد بأن "طائرات مسيرة مجهولة الهوية نفذت هذه الهجمات".

إسرائيل تلعب في المجال الجوي العراقي ضد إيران

يُشار إلى أن عاموس يدلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، قال في حوار له مع الموقع الأمريكي Breaking Defense إن إسرائيل "ربما" هاجمت أهدافاً إيرانية في العراق. وقال: "من الواضح أن إسرائيل تعمل فعلاً في العراق. ومن الحصافة ألا تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن مثل هذا الهجوم لأنه قد يعقّد الأمور على الولايات المتحدة. ودون الإشارة إلى هجوم محدد يمكنني القول إن F-35 هي الطائرة المثالية لشن مثل هذا الهجوم".

من الصعب في كثير من الأحيان في الشرق الأوسط، وخاصة في حرب الظل بين إسرائيل وإيران، معرفة ما حدث بالضبط. إذ تتغير الرواية بحسب الراوي، وبحسب دوافعه. إلا أنه يمكننا عرض بعض التخمينات المدروسة.

فقبل كل شيء توجد حقيقة أن إسرائيل رفضت القبول بتطويق حدودها بقواعد الصواريخ الإيرانية. وحولت القوات الجوية الإسرائيلية سوريا إلى ساحة مشتعلة، حيث ضربت مئات الغارات القوافل الإيرانية التي تعبر سوريا لتزويد حزب الله بالأسلحة في لبنان، وكذلك القواعد الإيرانية وقواعد حزب الله في سوريا نفسها.

وأخبرنا مسؤول عسكري إسرائيلي خلال مقابلة في القدس في فبراير/شباط الماضي أنه: "يمكننا- وننتوي- أن نجعل الأمر صعباً قدر الإمكان ونفرض ثمناً لا يرغب الإيرانيون في دفعه".

هل تضرب الطائرات الإسرائيلية أهدافاً في إيران أيضاً؟

تقول المجلة الأمريكية إن توجيه ضربة إسرائيلية في إيران سيكون محفوفاً بالمخاطر حتى باستخدام طائرات F-35، بالنظر إلى بعد الهدف- المسافة من تل أبيب إلى طهران تبلغ حوالي حوالي 1609 كم- والدفاعات الجوية الإيرانية (التي تضم منظومة الصواريخ روسية الصنع S-300 المضادة للطائرات) والرد الانتقامي المحتمل من إيران. لكن المسافة بين  تل أبيب وبغداد أقل من 965 كم. وبإمكان الطائرات الإسرائيلية التحليق فوق سوريا أو حتى الأردن (مثلما فعلت في هجومها عام 1981 الذي دمر مفاعل تموز النووي العراقي).

ولن تشكل الدفاعات العراقية تهديداً يذكر بعد أن أضعفتها سنوات من الحروب وانعدام كفاءة الحكومة والجيش. والعراق سيكون اختباراً آمناً إلى حد ما في ظل امتلاك القوات الجوية الإسرائيلية لطائرات F-35.

تحميل المزيد