حقائق سقوط الخلافة: «داعش» يُبعث من جديد.. التنظيم هُزم لكنه لم ينتهِ بعد

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/25 الساعة 15:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/25 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
مقاتلو الدولة الإسلامية يحتفلون بانتصاراتهم في شوارع الرقة بسوريا عام 2014/ رويترز

وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ساحة المعركة وطرده من العراق وسوريا بأنهما "إنجازٌ مهم لرئاسته". لكنَّ تفجيرات عيد الفصح التي وقعت في سريلانكا، الأحد 21 أبريل/نيسان 2019، تُظهِر أنَّ التنظيم ما زال يُبعَث من جديد في جميع أنحاء العالم ويُشكل تهديداً خطراً، وربما يرجع ذلك جزئياً إلى عودة أعضائه إلى أوطانهم.

ترامب معلناً القضاء على داعش في سوريا والعراق/ رويترز
ترامب معلناً القضاء على داعش في سوريا والعراق/ رويترز

ويُزعم أنَّ العملاء الذين ظهروا في مقاطع تروج لـ "داعش"، نفَّذوا مجموعة مميتة من التفجيرات في أنحاء سريلانكا يوم الأحد؛ وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص بكنائس وفنادق، في أشد الهجمات التي نفَّذها التنظيم دمويةً خارج حدود العراق وسوريا. وصحيحٌ أنَّ التنظيم خسر الخلافة المادية في العراق وسوريا على أيدي تحالفٍ دولي من قواتٍ عسكرية، لكنَّه استعرض قدرته المستمرة على إلهام هجماتٍ وحشية في جميع أنحاء العالم، بل حتى تدبيرها.

داعش مختلف عن "القاعدة" والتنظيمات الجهادية الأخرى

وهذه القدرة تضع تنظيم داعش في فئةٍ خاصة به. إذ قال مايكل سميث المحلل المتخصص بالإرهاب، لمجلة Foreign Policy الأمريكية: "يواصل تنظيم داعش إظهار قوة إقناع أشد فتكاً من تنظيم القاعدة والجماعات السلفية الجهادية الأخرى".

فمع إقامة دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش في عام 2014، وصف التنظيم نفسه بأنَّه الأهم والأقوى سلطةً بين الجماعات الجهادية المتنافسة. وقد أدت إقامة الخلافة إلى إغراء الآلاف من الأجانب بالقتال في صفوف التنظيم والعمل في نظامه بالعراق وسوريا. ولكن بحلول عام 2016، ومع تعرُّض التنظيم لضغوطٍ عسكرية شديدة، طلبت قيادته من أتباعه البقاء في أوطانهم الأصلية وتنفيذ هجمات هناك.

واستطاع التنظيم نشر رسالته على شبكات التواصل الاجتماعي، وغرس الفكر المتطرف بعناصره وأسهم في تخطيط الهجمات، من خلال تطبيقات المراسلة المشفرة. وقد أسفر ذلك عن موجةٍ من الإرهاب ضربت بروكسل وباريس ولندن وسان برناردينو وتكساس وتونس وأورلاندو.

مرحلة جديدة للتنظيم الذي هُزم ولم يمت بعد

والآن، دخل تنظيم داعش مرحلةً جديدة من حياته، خاسراً أراضيه، لكنَّه يمتلك خبرة عسكرية ومقاتلين متمرسين متبقين من خلافته المفقودة في العراق وسوريا. إذ يحاول الآن آلاف المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم داعش العودة إلى أوطانهم، وكثير منهم عادوا إليها بالفعل.

وصحيحٌ أنَّ دور تنظيم داعش في هجمات الأحد بسريلانكا ما زال غير واضح بالضبط، وكذلك مشاركة المقاتلين الأجانب العائدين، لكنَّ بعض المحللين المتخصصين بالإرهاب يقولون إنَّه من المستبعد أن تتمكن جماعة مجهولة نسبياً من تنفيذ هجومٍ مُنسَّق، باستخدام كمية كبيرة من المتفجرات الفعَّالة ضربت أهدافاً متعددة، دون مساعدةٍ من مجموعة أجنبية.

إحدى الكنائس في كولمبو بعد تفجيرات سريلانكا/رويترز
إحدى الكنائس في كولمبو بعد تفجيرات سريلانكا/رويترز

وقال مسؤولون سريلانكيون إنَّ الهجوم قد يكون انتقاماً من المذبحة التي وقعت في مسجدين بنيوزيلندا الشهر الماضي (مارس/آذار 2019)، في حين لم تُشِر المنشورات والصور ومقاطع الفيديو التي أصدرها التنظيم،، الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2019، إلى دافع الانتقام.

جديرٌ بالذكر أنَّ التنظيم عادةً ما يتبنى المسؤولية عن الهجمات الإرهابية، لكنَّ هذه المرة شهدت استثناء رئيسياً واحداً فقط: فالتنظيم عادةً ما يسارع إلى إعلان مسؤوليته، ولكن في سريلانكا، استغرق نشر مقاطع الفيديو والصور المتعلقة بالهجوم يومين كاملين، في تأخيرٍ ما زال غير مُفسَّر.

انتشار تنظيم داعش على الصعيد العالمي ما زال قوياً

ورغم مزاعم ترامب تحقيق النصر على التنظيم، يُذكَر أنَّ مسؤولي الاستخبارات الأمريكية كانوا أكثر تحفُّظاً بشأن إعلان القضاء عليه، بحجة أنَّه ما زال قادراً على إلهام العنف.

إذ حذَّر تحليلٌ استراتيجي أمريكي متعلق بمكافحة الإرهاب، صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2018، من أنَّ "انتشار تنظيم داعش على الصعيد العالمي ما زال قوياً، في ظل وجود ثمانية أفرع رسمية وأكثر من 24 شبكة تنفذ عمليات إرهابية ومتمردة بانتظام في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

وعلى الرغم من عديد من النكسات التي تعرَّض لها التنظيم، ما زالت لديه وسائط متطورة ووجود قوي على الإنترنت يسمح له بتحريض المتعاطفين معه في جميع أنحاء العالم على تنفيذ العشرات من الهجمات داخل البلدان المستهدفة، وضمن ذلك الولايات المتحدة، وتمكينهم من ذلك".

حقائق سقوط الخلافة.. هزيمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" وليس نهايته

انهزمت دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا، لكن التنظيم نفسه ما زال قائماً. ففي السابق كان أنصار التنظيم المتطرف يواجهون جيوشاً، أما الآن فهم يشنون غارات كَرٍّ وفَرٍّ وهجمات انتحارية.

ولا يتم التثبت من صحة ضلوع التنظيم بالعمليات في كل الأحوال، لكن حتى لو كانت الصلة التي تربطه بعملية ما صلة فكرية ولا تتعلق بالتجهيز للعملية فلا يزال التنظيم يمثل خطراً أمنياً في كثير من البلدان.

– العراق

بعد انتصار القوات التي تدعمها الولايات المتحدة على التنظيم، لجأ أنصاره إلى أساليب حرب العصابات التي اشتهروا بها في وقت من الأوقات. أعادت الخلايا النائمة تنظيم صفوفها في محافظات، من بينها ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، حيث تشن من حين إلى آخر عمليات كالخطف والتفجيرات، ترمي إلى إضعاف حكومة بغداد.

وفي فبراير/شباط 2019، سقط قتيلان وأصيب 24 شخصاً بجروح عندما انفجرت سيارة ملغومة بالموصل التي كانت عاصمة التنظيم في العراق. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2019، إن التنظيم يعيد تنظيم نفسه في العراق أسرع من سوريا. ويقدر محللون أن لديه نحو 2000 مقاتل نشط بالعراق الآن.

– سوريا

بعد انتكاسات عسكرية جسيمة، انزوى تنظيم "الدولة الإسلامية" ولجأ إلى شن التفجيرات الانتحارية ونصب الكمائن. ونفذ التنظيم هجمات في بلدات ومدن بشمال شرقي سوريا في الأشهر القليلة الماضية، استهدف بعضها القوات الأمريكية.

ودقت ميليشيات سورية كردية تسيطر على المنطقة بعد أن ضربت المقاتلين المتشددين بمعاونة أمريكية، أجراس الإنذار فيما يتعلق بأساليب التنظيم الجديدة. وتعتقد هذه القوات أن الخلايا النائمة انتشرت في شرق سوريا، وتتوقع أن تتصاعد الهجمات على غرار حرب العصابات. كما أنها تحذر من الخطر الذي يمثله ألوف المتشددين الذين تحتجزهم أسرى.

ولا يزال مقاتلو التنظيم يسيطرون على أرض في صحراء نائية بوسط سوريا، حيث شنوا بعض الهجمات في الأيام القليلة الماضية.

– نيجيريا

نفذت جماعة بوكو حرام النيجيرية هجمات في شمال شرقي البلاد منذ 2009؛ سعياً لإقامة دولة خلافة إسلامية. وقد قتلت هذه الجماعة 30 ألف شخص، وتسببت في نزوح مليونين عن ديارهم.

وانقسمت الجماعة في 2016، وبايع فصيل منها تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد ركز التنظيم-ولاية غرب إفريقيا على مهاجمة القواعد العسكرية في غارات، على مدار العام الأخير. وأصبح هذا التنظيم هو الجماعة المسلحة المهيمنة في المنطقة نتيجة لهذه الهجمات. ويتركز نشاط ولاية غرب إفريقيا في منطقة بحيرة تشاد التي تشترك في شواطئها نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر.

ويعلن التنظيم عن عملياته في منطقة بحيرة تشاد من خلال وكالة أنباء "أعماق" التابعة له. غير أنه ليس من الواضح حجم الدعم الذي يقدمه التنظيم لولاية غرب إفريقيا. ويقول خبراء أمنيون كثيرون إن العلاقة بينهما تتركز في الاسم لا في التمويل المباشر والدعم اللوجيستي.

ومن الصعب التوصل إلى أرقام دقيقة، لكن المحللين يقدرون عدد مقاتلي ولاية غرب إفريقيا بما بين خمسة آلاف و18 ألفاً. ويحصل التنظيم على الأموال من خلال فرض الضرائب على التجار والمهربين والصيادين في بحيرة تشاد. كما عرض التنظيم حوافز ومغريات مثل البذور والسماد على سكان المنطقة.

– مصر

لم تشهد مصر هجمات كبرى في العام الماضي، غير أن حوادث على نطاق أصغر تحدث من حين إلى آخر. كما أن الجيش يشن حملة على الجهاديين بشبه جزيرة سيناء في الأساس.

ويقول الجيش إن عدة مئات من المتشددين قُتلوا منذ أن بدأ عملية كبرى في فبراير/شباط 2018، لهزيمة المقاتلين الموالين لـ"الدولة الإسلامية" في سيناء. وقالت وزارة الداخلية إن ثلاثة مدنيين وأربعة من رجال الشرطة سقطوا قتلى هذا الشهر (أبريل/نيسان 2019)، في تفجير انتحاري بمدينة الشيخ زويد بسيناء. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الهجوم، وقال إن 15 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قتل مسلحون سبعة مسيحيين في حافلة بمحافظة المنيا جنوب القاهرة. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم. وقال إتش.إيه. هليار الزميل الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة ومجلس الأطلسي في لندن: "الدولة الإسلامية لا تزال تمثل تهديداً داخل مصر من خلال سبيلين. في الأساس داخل شبه جزيرة سيناء، حيث بايع جزء من جماعة أنصار بيت المقدس تنظيم الدولة الإسلامية قبل بضع سنوات. لكنها (تهديد) أيضاً من خلال الخلايا المتفرقة في بقية البلاد والمؤلفة من مجندين أحدث، وربما من عائدين حاربوا في سوريا أو العراق".

– السعودية

شن متشددو "الدولة الإسلامية" تفجيرات دموية، ونفذوا هجمات بالرصاص في السعودية استهدفت قوات الأمن والأقلية الشيعية بعد أن سحقت السلطات تنظيم القاعدة قبل أكثر من عشر سنوات.

وقالت قوات الأمن السعودية إنها أحبطت هجوماً، حاول أربعة متشددين من التنظيم تنفيذه شمال الرياض، يوم الأحد 21 أبريل/نيسان 2019، وألقت القبض على 13 آخرين يوم الإثنين، فيما يتصل بالتخطيط لهجمات أخرى.

كما داهمت قوات الأمن منزلاً، قالت إن المتشددين كانوا يستخدمونه لتصنيع القنابل، وضبطت سترات انتحارية وقنابل وبنادق ومنشورات تخص "الدولة الإسلامية".

وذكرت وزارة الداخلية يوم الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2019، أنها أعدمت 37 شخصاً. وقالت وكالة الأنباء السعودية في تغريدة: "تنفيذ حكم القتل تعزيراً، وإقامة حد الحرابة في عدد من الجناة، لتبنّيهم الفكر الإرهابي المتطرف وتشكيل خلايا إرهابية للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية".

وقال قمران بخاري المدير بمركز السياسة العالمية في واشنطن، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" موجود في المملكة، لكن قوات الأمن وجهاز المخابرات "يسيطران على الأمور". وأضاف: "الخلاصة من وجهة نظر الدولة الإسلامية، أن السعودية هي الجائزة الكبرى"، بسبب الثروة النفطية التي تملكها ومكانتها البارزة في العالم الإسلامي.

وقال مايكل ستيفنز الزميل الباحث في دراسات الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، إن قوات الأمن السعودية تتابع بضع مئات، من بينهم بعض من كانوا في سوريا، لكن لا توجد أدلة على أنهم أصبحوا جاهزين لتنفيذ عمليات.

– أفغانستان

ظهر تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، التي اشتقت اسمها من منطقة تاريخية كانت تشمل جانباً كبيراً من أفغانستان الحديثة وأجزاء من آسيا الوسطى، في أواخر عام 2014، بإقليم ننكرهار الشرقي، حيث يوجد معقله. وأعلن التنظيم تشكيل الولاية في يناير/كانون الثاني 2015.

وقد بايعت قيادة هذا التنظيم أبو بكر البغدادي خليفةً للمسلمين، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت لولاية خراسان روابط مباشرة بالتنظيم الرئيسي فيما يخص العمليات.

وأعلنت ولاية خراسان مسؤوليتها عن هجمات على أهداف مدنية في مدن من بينها كابول، وحاربت قوات حركة طالبان الأفغانية للسيطرة على عدد من المقاطعات الريفية. ويقول قادة عسكريون أمريكيون إن عدد مقاتلي ولاية خراسان يقل عن ألفين.

ولا يُعرف كثير عن هذه الجماعة، ويتشكك كثير من المسؤولين الأفغان يكابول في صحة بعض بياناتها التي تنسب فيها لنفسها تنفيذ عمليات.

– جمهورية الكونغو الديمقراطية

أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤولية "ولاية إفريقيا الوسطى" بدولة "الخلافة" عن أول هجماته في الكونغو يوم الخميس. وقال رئيس الكونغو فيلكس تشيسكيدي، إن هزيمة "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق تعني أن التنظيم قد يتجه إلى إفريقيا ويستغل الفقر والفوضى، في محاولة لإقامة دولة الخلافة.

وقال متحدث باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا، إن القوات الديمقراطية المتحالفة، وهي جماعة محلية متشددة تجمعها روابط قوية بـ"الدولة الإسلامية" التي بايعتها في 2017.

ومع ذلك، لا يرى محللون دلائل تُذكر على ذلك. وقال مارسيل هريتيه كابيتني، الباحث في شؤون الكونغو المقيم في بلجيكا، إنه لا توجد صلات واضحة بين نشاط القوات الديمقراطية المتحالفة و"الإرهاب الدولي".

وأضاف أن من المرجح أن ينسب تنظيم "الدولة الإسلامية" لنفسه زوراً هجوم الكونغو. وقال: "تنظيم الدولة الإسلامية يخسر معارك في معاقله المعتادة، وهو ما يدفعه لشن حرب إعلامية. لكن أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية ليست أرضاً مواتية من الناحية الاجتماعية للتطرف الإسلامي".

– سريلانكا

أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن تفجيرات عيد القيامة التي وقعت في كنائس وفنادق يو الأحد، ونشر مقطعاً مصوراً لثمانية رجال يعلنون مبايعتهم للبغدادي.

ويقول التنظيم إن الرجال الذين ظهروا في التسجيل المصور، الذي نشرته يوم الثلاثاء وكالة أنباء "أعماق" التابعة له، نفذوا التفجيرات الانتحارية. ومن هؤلاء الثمانية محمد زهران. وتعتقد المخابرات السريلانكية أن زهران الداعية الذي يتحدث لغة التاميل والمعروف بآرائه المتشددة، هو العقل المدبر للتفجيرات.

وحمّل مسؤولون سريلانكيون مسؤولية الهجمات جماعتين إسلاميتين محليتين تربطهما صلات غير مؤكدة بـ"الدولة الإسلامية". وقالت السفيرة الأمريكية لدى سريلانكا ألاينا تيبليتز، إن حجم الهجمات وتعقيدها يشيران إلى تورط جماعة خارجية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية".

– إندونيسيا

إندونيسيا هي كبرى دول العالم من حيث عدد السكان المسلمين، وأغلب المسلمين فيها معتدلون. غير أن التشدد بدأ يطل برأسه من جديد. وقالت السلطات إنها تعتقد أن آلاف الإندونيسيين يستلهمون فكر "الدولة الإسلامية". ومن المعتقد أن نحو 500 إندونيسي توجهوا إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم.

وأصدرت محكمة حكماً بالإعدام على رجل الدين أمان عبدالرحمن العام الماضي (2018)، بتهمة تدبير هجمات دامية. ويعتبر عبدالرحمن الزعيم الفكري لجماعة أنصار الدولة، وهي تجمّع فضفاض للمتعاطفين مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في إندونيسيا.

وأسفرت تفجيرات انتحارية بسورابايا، في مايو/أيار 2018، عن مصرع أكثر من 30 شخصاً، وتم ربطها بخلايا جماعة أنصار الدولة.

– الفلبين

تخشى الفلبين أن يجد المتطرفون الفارون من العراق وسوريا ملاذاً في الغابات والقرى النائية بإقليم مينداناو المسلم، حيث تسود حالة من الفوضى منذ زمن، وتكثر المنافسات بين العائلات، وتوجد حركة انفصالية وتمرد إسلامي.

وقد بايعت عدة أفرع منشقة عن الجماعات المسلحة العديدة في جنوب الفلبين تنظيم "الدولة الإسلامية"، رغم أنه لا يُعرف عن أي منها أنها فرع التنظيم في جنوب شرقي آسيا.

ويشعر خبراء أمنيون بالقلق من أن يجد التنظيم، من خلال تقديم المال أو نشر الأفكار المتشددة، أرضاً خصبة للتجنيد بين الشباب المحروم من الحقوق في إقليم مينداناو المسلم.

تحميل المزيد