ما توقعه خبراء أمريكيون قبل 17 عاماً بشأن العراق تحقق بالكامل.. كيف دمر بوش الابن مصالح واشنطن

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/12 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/12 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش
جندي أمريكي في العراق/ رويترز

رغم مرور 17 عاماً على البيان الرافض للغزو الأمريكي للعراق، إلا أن الولايات المتحدة مازالت تدفع ثمن الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش حتى الآن.

وبحسب تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية فإنه في الـ26 من شهر سبتمبر/أيلول 2002، نُشر إعلان في الصفحات الافتتاحية لصحيفة The New York Times، وقع فيه 33 باحثاً في العلاقات الدولية على خطاب مفتوح يعارضون فيه الغزو الأمريكي الوشيك للعراق.

حرب ضد مصلحة أمريكا

وبحسب المجلة الأمريكية، فإن الكلمات، المعاد نشرها، أوضحت أسباباً قوية تفيد بأنَّ غزو العراق الواقع تحت حكم صدام حسين لا يصب في المصلحة القومية للولايات المتحدة، وحذروا كذلك من أنَّ هذه الغزوة من شأنها "نشر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط"، و"تعريض الحملة ضد تنظيم القاعدة للخطر"، و"زيادة العداء لأمريكا في جميع أنحاء العالم".

وقد كان الموقعون على هذا الخطاب، محقين في اعتراضهم على حملة إدارة بوش. ذلك أنَّ الولايات المتحدة، بإطاحتها بنظام صدام حسين في العراق، تسببت في جرح واسع في العالم العربي لا تزال المنطقة تحاول تضميده منذ ذلك الوقت.

وبسبب هذه الحرب قفزت الجارتان إيران وسوريا لتأمين مصالحهما ضد إدارة أمريكية معادية، ولم يؤد ذلك إلا إلى تطور الفوضى في العراق لتهز أنظمتهما ذاتها. وتجرأ الجهاديون الإقليميون، فانتقل تنظيم القاعدة من معقله في العراق إلى سوريا لاستغلال حربها الأهلية ثم انفصل التنظيم وأعاد تسمية نفسه باسم الدولة الإسلامية واجتذب إلى قضيته عشرات الآلاف من شباب العالم الساخطين. بعد ذلك أجبرت الهجمات الإرهابية التي حرض عليها التنظيم في أوروبا وغيرها المجتمع الدولي على التدخل.

تكاليف الحرب الضخمة

وبحسب المجلة الأمريكية، كانت التكاليف المالية والبشرية للحرب فلكية. ويؤكد مشروع "تكاليف الحرب" الذي أجرته جامعة براون على أنَّ الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 800 مليار دولار على المخصصات المباشرة للحرب في العراق حتى عام 2016، مع طلب المزيد من المليارات منذ ذلك الحين. وقُتل حوالي 8 آلاف من الجنود الأمريكيين ومتعاقدي وزارة الدفاع، وجُرح 32 ألفاً آخرين. ولقي عدة مئات آخرين من جنود حلف شمال الأطلسي (الناتو) حتفهم إلى جانب القوات الأمريكية، وسط مئات الآلاف من المدنيين العراقيين وأفراد الأمن الذين لقوا حتفهم في القتال وبأسباب مرتبطة بالحرب. وبشكل إجمالي، فمن المحتمل أن يتجاوز عدد القتلى نصف مليون قتيل.

وعلى الرغم من أنَّ الولايات المتحدة سوف تتعامل مع تبعات قرارها بغزو العراق لعقود قادمة، فلم يفت الأوان بعد لمعالجة أوجه القصور الحالية في سياسة واشنطن الراكدة للشرق الأوسط. ولهذا السبب تواصل موقع the National Interest مع الموقعين على هذا الإعلان الصادر عام 2002 لتقييم موقفهم حول استمرار التورط العسكري الأمريكي في العراق بعد 16عاماً من الحرب، وسوف تنشر إجاباتهم هنا بوصفها جزءاً من حلقة نقاشية نأمل أنها سوف تسلط الضوء على أوجه القصور في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط وتدفع الولايات المتحدة نحو غد أفضل.

تحميل المزيد