متى ينتهي فيروس كورونا؟ إليك الإجابة المؤلمة لهذا السؤال، والخطوات التي يجب اتخاذها سريعاً لحماية نفسك

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/03/05 الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/22 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش
فيروس كورونا في الصين/رويترز

خطوات بسيطة يمكنها أن تحميك من كورونا جزئياً، في وقت يبدو فيه احتمال انحسار الفيروس ليس قريباً، والعلماء يتجنبون الإجابة المباشرة عن السؤال الذي يطرحه الجميع وهو: متى ينتهي فيروس كورونا؟

فما بدأ باعتباره حفنةً من الأمراض الغامضة وسط الصين الشاسعة أصبح الآن يسافر إلى كل العالم، ويقفز من الحيوان إلى البشر، وينتقل من الغموض إلى عناوين الأخبار العالمية. 

أصاب فيروس كورونا الذي اكتُشف في الشهر الأخير من عام 2019، عشرات الآلاف من الناس، في داخل الحدود الصينية وخارجها، وقتل أكثر من 2500 إنسان. وتسبب في إجراءات حجر صحي غير مسبوقة، واضطرابات في سوق البورصة، وظهور نظريات مؤامرة خطيرة.

معظم الحالات خفيفة، لكن مسؤولي الصحة يقولون إن انتشار الفيروس في الولايات المتحدة يبدو لا مفر منه. وبينما تستعد الدولة ونظامها الصحي، ما زلنا نجهل الكثير عما يُسمى الآن فيروس كورونا الجديد أو covid-19، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية. 

تحدثت Washington Post إلى مصادر مختلفة من الأطباء، والمسؤولين، والخبراء حتى يتمكنوا من إجابة أكبر قدر من الأسئلة المطروحة حول حالة الطوارئ الطبية الأحدث في العالم. وإليك ما نعلمه حتى الآن.

ما هو هذا الفيروس؟ وما هي أعراضه؟

عادة ما يُتبع هذه الأيام اسم فيروس كورونا بكلمة "الجديد" لأن هذا تحديداً ما هو عليه، إنه فرع جديد من عائلة فيروسات سبق لنا رؤيتها جميعاً، وربما أُصِبنا بها بشكل ما. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن فيروسات كورونا عائلة كبيرة من الفيروسات، تبدأ من نزلة البرد، وتصل إلى أمراض أخطر بكثير. يمكن لتلك الأمراض أن تصيب كلاً من الإنسان والحيوان. 

هذا الفرع الجديد الذي بدأ ينتشر في ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي الصينية، مرتبط بنوعين آخرين من فيروسات كورونا سبق وتسببت في حالات تفشٍّ كبرى في السنوات الأخيرة وهي المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (السارس) ومتلازمة البحر المتوسط التنفسية (MERS). 

أعراض الإصابة بفيروس كورونا تتراوح شدتها من مشكلات في الجهاز التنفسي، وحتى حالات التهاب رئوي، وفشل كلوي، وتراكم السوائل في الرئة. 

ما مدى فتك هذا المرض؟ وهل أعداد المصابين أكبر مما يعلن؟

الخبر الجيد هو أن مسؤولي الصحة يقولون إن فيروس كورونا الجديد أقل فتكاً من السارس الذي قتل أكثر من 10% ممن أصيبوا به أثناء التفشي الذي بدأ عام 2002. لكن يبقى السؤال المُلِح: ما مدى فتك هذا المرض؟

في شهر فبراير/شباط كان هناك 2% من الحالات المصابة قد ماتت، لكن العديد من الخبراء يقولون إن معدل الوفيات قد يكون أقل. وهذا لأنه في بداية التفشي، ربما لم تُسجَّل الحالات الخفيفة. إذا كان الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة فقط، الذين تزداد احتمالية موتهم، هم من يطلبون الرعاية، فإن الفيروس يبدو أشد فتكاً بكثير مما هو عليه في الحقيقة، نظراً لكل الحالات الأخف أعراضاً غير المحسوبة.

في بداية التفشي، قدَّر أحد الخبراء أنه على الرغم من أن هناك 2000 حالة مسجلة، هناك على الأغلب حوالي 100 ألف شخص مصاب بالفعل.

ما مدى سهولة انتشاره؟ وهل يمكنه الانتقال من شخص قبل ظهور الأعراض؟

الخبر السيئ هو أن الخبراء يقولون إن فيروس كورونا الجديد ينتشر أسرع بكثير من السارس، ويشبه في أعراضه فيروسات كورونا الأخرى التي تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض نزلة البرد.

إن الفيروس الذي يمكن أن ينتشر بسهولة، وربما يكون قد انتشر إلى حد كبير بالفعل، يعتبر تحدياً كبيراً للصحة العامة.

هناك مخاوف من أن المرض ينتشر قبل ظهور الأعراض/رويترز

اتضح أن الحالة المسجلة التي توضح أن المرض قد ينتشر دون الأعراض غير صحيحة، لكن أحد كبار المسؤولين قال إنه ما زال يعتقد أنه يمكنه الانتشار دون أعراض بناءً على نقاشات مع خبراء صينيين.

وقال مارك ليبسيتش، عالم الأوبئة في كلية تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد: "في السارس كان يبدو أن الناس مرضى نوعاً ما قبل أن يبدأوا في نقل المرض، ولهذا، في نظري، تمكنوا من السيطرة على السارس". وأضاف: "يمكنك بالفعل عزل الأشخاص الذين يظهر عليهم المرض".

من هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض شديد؟

مثله مثل الأمراض التنفسية الأخرى، الأكثر عرضة هم كبار السن، والمرضى بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. وأشارات دراسات مبكرة إلى أن الرجال في خطر أكبر.

لكن، مثلما هو الحال مع الأمراض الأخرى، من الممكن أن تكون هناك اختلافاتٌ فردية ضخمة في كيفية استجابة الناس. سيكون هناك أشخاص لديهم عوامل تزيد من خطورة المرض بالنسبة لهم وفي الوقت نفسه يتعافون، بالإضافة إلى أشخاص يصلون إلى مراحل متقدمة من المرض لأسباب لا نفهمها.

قال أليسون ماكغير، عالم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة تورونتو: "ربما يكون شيئاً محدداً جداً له علاقة بالطريقة التي يتفاعل بها جهازك المناعي مع مسبب مرض معين". وأضاف: "وربما يكون أيضاً له علاقة بما تعرضت له".

كيف يمكنني الاستعداد؟ 5 خطوات بسيطة

ربما يكون الفيروس جديداً، لكنك لست بحاجة حقاً لشراء أي شيء جديد أو خاص للتحصُّن منه. يقول خبراء الأوبئة إن الجانب الأهم من الاستعداد لا يكلفنا أي شيء، وهو الهدوء.

قال تيموثي بروير، أستاذ علم الأوبئة والطب في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: "لا تفزعوا". وأضاف: "لا جدوى من الفزع أو حث الناس على الخوف. لا تدع الخوف والعاطفة تقود ردة فعلك تجاه هذا الفيروس".

هناك بعض الاحتياطات الأولية التي يمكنك أن تتبعها، وهي ما تعلمت أن تفعله بالضبط كل يوم حتى تتجنب الأمراض التنفسية الأخرى. سبق لك وقرأت التعليمات: اغسل يديك بانتظام. غطي أنفك وفمك عند العطس. وعندما تمرض، إلزم المنزل، ولا تذهب للمدرسة أو العمل، واشرب الكثير من السوائل.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالغسيل بالصابون والماء، لمدة لا تقل عن 20 ثانية بعد استخدام الحمام، وقبل الأكل، وبعد العطس أو تنظيف الأنف. وتنصح أيضاً بعدم لمس العينيين أو الأنف، وتنظيف الأسطح والأشياء التي تستخدمها عادة.

هل أنا بحاجة لارتداء كمامة؟

إذا لم تكن مريضاً بالفعل، أو لا تعمل في الرعاية الصحية فالإجابة القصيرة هي لا. وبالتأكيد لست بحاجة لشراء كل علبة في الصيدلية القريبة منك لتخزنها.

يقول بروير: "إن الهدف الأساسي من الكمامة هو منع الشخص المصاب بالفيروس من نشره للآخرين".

كتبت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على موقعها ما يتوافق مع هذا وقالت: "لا توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأصحاء بارتداء كمامة لحماية أنفسهم من الأمراض التنفسية".

تمنع الكمامات الجراحية العادية الرذاذ الخارج من الشخص المريض، من الانتشار في الهواء، لكنها ليست محكمة بما يكفي لمنع الرذاذ الموجود في الهواء بالفعل من الدخول.

هناك كمامات متخصصة معروفة باسم كمامات N95 لأنها تنقي 95% من الجزيئات المحمولة في الهواء، وهي أكفأ، وبعض الباعة على الإنترنت نفدت الكميات لديهم منها. لكن إليك المشكلة: من الصعب استخدام هذا النوع من الكمامات دون تدريب. يجب ضبطها واختبارها لتعمل على نحو صحيح.

ماذا تعني التقارير التي تفيد بـ"علاج" أحد المرضى؟

يقول بروس ريبنر، الأستاذ في جامعة إيموري بكلية الطب، إنه في سياق الأمراض المعدية يوجد نوعان من "العلاج".

وقال إن هناك "العلاج على المستوى السريري"، ومعناه أن يبدأ الشخص في التحسن وتختفي أعراضه مثل الحمى والسعال. 

وهناك "العلاج على مستوى الأجسام الدقيقة"، وعندها يقرر الأطباء أن الفيروس لم يعد موجوداً في الجسم، وبالتالي لا يمكن لهذا المريض أن ينقل المرض.

النوع الأول يتضح على المرضى بصورةٍ جلية. لكن النوع الثاني يقول عنه ريبنر: "إننا ليس لدينا طريقة جيدة بشأن ما يتطلبه".

عامل يقوم بتطهير الشارع/رويترز

ما زال لا يوجد مضاد فيروسي لعلاج فيروس كورونا الجديد.

لكن تود إليرين، رئيس قسم الأمراض المعدية في ساوث شور هيلث في معهد ماساتشوسيتس الأمريكي، قال إنه مثلما يحدث مع نزلات البرد "يُعالج معظم المرضى من هذا المرض وحدهم" فقط عن طريق جهازهم المناعي الذي يقاتل الفيروس الغازي. لكن بالنسبة للمرضى المعرضين للخطر، فربما تكون الإصابة بفيروس كورونا الجديد أشد كثيراً.

متى سينتهي فيروس كورونا؟

ربما يتبع فيروس كورونا نمطاً موسمياً، ويصل إلى ذروته في أشهر الشتاء. وربما يصيب العديد من الناس الآن وبعد ذلك يبدأ في الانحسار في نصف الكرة الشمالي قبل أن يعود في الخريف. وربما يُحكم قبضته في نصف الكرة الجنوبي.

قال ماكغير: "إن هذا الفيروس قد يفعل ما يريده". وأضاف: "النمط الذي قد ينتشر به غير معروف تماماً، لكنه أمرٌ مهم لتحديد العبء الذي سيقع علينا جميعاً ربما يكون مثله مثل فيروسات كورونا الأخرى؛ مجموعة من نزلات البرد. ومن الممكن أن يكون مثل الإنفلونزا الموسمية العادية. ومن الممكن أيضاً أن يكون مختلفاً وأسوأ".

يبدو أن العلماء ليس لديهم إجابة حاسمة للسؤال الأكثر إلحاحاً في العالم حالياً: متى ينتهي فيروس كورونا؟

مصطلحات يجب أن تعرفها

فيروس كورونا: هذا المصطلح يشير إلى عائلة مكونة الآن من 7 فيروسات معروفة يمكنها أن تصيب البشر، وتتراوح من نزلة البرد، وتصل إلى السارس أو متلازمة البحر المتوسط التنفسية MERS وهي أشد فتكاً. يأتي الاسم من شكل الفيروس تحت المجهر، وهو فقاعة محاطة ببروزات تشبه التاج وهو ما يُنطق بالإنجليزية Crown (كراون). 

Covid-19: يُستخدم هذا المصطلح في بعض الأحيان بالتبادل مع فيروس كورونا، والاسم الرسمي SARS-CoV-2. يشير مصطلح Covid-19 إلى المرض الذي يسببه الفيروس. إذا فإن فيروس SARS-CoV-2 يسبب مرض covid-19، مثلما يسبب فيروس HIV الإيدز.

حيواني المنشأ: فيروس كورونا الجديد كان ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ما يجعله حيواني المنشأ. جاء السارس من قط الزباد، وجاءت متلازمة البحر المتوسط من الجمال، لكن ليس معروفاً بعد من أي حيوان جاء تفشي فيروس كورونا الحالي. لكن المشتبه به الأساسي حتى الآن هو آكل النمل الحرشفي.

انتقال مجتمعي: هذا ما يحدث عندما ينتشر مرض بين مجموعة من الأشخاص في منطقة محددة، لم يسافر أي منهم إلى موقع مُصاب، ولا يوجد بينهم وبين أي حالات مؤكدة أي صلات وثيقة. حتى الآن، كل الحالات الأمريكية أصيبت بالمرض من الخارج، أو من زوج أو باتصال قريب مع الفيروس. لكن المسؤولين بالولايات المتحدة قالوا إن هناك على الأقل حالة واحدة في كاليفورنيا يمكننا القول إنها الحالة الأولى المعروفة باعتبارها مثال على الانتقال المجتمعي.

انتقال دون أعراض: حاملو الفيروس دون أعراض هم من لم يظهر عليهم أي علامة مرض، لكنهم يحملون الفيروس وينقلونه لآخرين. وليس من الواضح مدى انتشار الانتقال دون أعراض في حالة فيروس كورونا الجديد.

التفشي: زيادة مفاجئة في عدد الحالات المصابة بمرض معين في مكان وزمان محدد.

الوباء: هو تفشٍّ كبير ينتشر بين مجموعة سكانية أو منطقة ما.

الجائحة: هو انتشار وباء في العديد من الدول والقارات معاً. حتى الآن لم تعلن منظمة الصحة العالمية أن الأزمة الحالية تعتبر جائحة، لكن العديد من الخبراء يعتقدون أن الانتشار الجغرافي الفيروس وصل لهذا المستوى بالفعل أو سيصل في وقت قريب.

العزل: إبقاء المرضى والمصابين بعيداً عمَّن ليسوا مرضى. اتخذت المستشفيات إجراءاتٍ صارمة لعزل مرضى فيروس كورونا، باستخدام عنابر العزل، وأجهزة التنفس التي تمنع من الانتشار بعيداً بالإضافة إلى عدة وقائية ثقيلة للعاملين بالرعاية الصحية.

الحجر الصحي: فرض قيود على حركة الناس الذين يبدون بصحة جيدة لكن ربما تعرضوا للفيروس. على سبيل المثال، الأمريكيون الذين أُخلوا من ووهان والسفن السياحية، ظلوا في حجر صحي صارم في القواعد العسكرية لمدة 14 يوماً، وهي الفترة التي يعتقد العلماء أنها فترة حضانة المرض.

تحميل المزيد