تغريدات جنبلاط والحريري تكشف الخبايا.. صفقة غامضة يجريها حزب الله سراً لتشكيل الحكومة اللبنانية

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/01 الساعة 17:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/02 الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش
الحريري وجنبلاط حليفان فديمان/رويترز

حتى واللبنانيون يحتفلون بالعام الجديد فإنهم واصلوا رفضهم للحكومة التي يهيمن عليها حزب الله وحلفاؤه، في الوقت ذاته نشب سجال بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وسعد الحريري على تويتر، وسط حديث عن مشاركة جنبلاط في الحكومة سراً، فيما بدأت المعلومات تصل "عربي بوست" عن أسماء المرشحين للحكومة اللبنانية.

وأغلق العام 2019 أبوابه على لبنان وسط انتفاضة شعبية لم تستطع قوى السلطة  قمعها أو استيعابها، الأمر الذي يُربك الأحزاب التي تعوّدت على الإمساك بزمام السلطة.

وبعدما عاد الانقسام القديم بين 8 و14 آذار بعد خروج التحالف الأخير من الحكومة ظهر على السطح خلاف بين اثنين من أهم أركان 14 آذار، رغم أنه يفترض أن خروجهما من الحكومة يعني تقوية التحالف الذي تزعزع كثيراً منذ نشأته قبل نحو عقد ونصف العقد من الزمان.

ولكن وسط حديث عن إبرام وليد جنبلاط صفقة سراً مع حزب وحلفائه للمشاركة في الحكومة، خرج الزعيم الدرزي ليلقي بسهامه نحو تيار المستقبل.

وعبر حسابه على تويتر الذي يستخدمه للتصويب على الخصوم والحلفاء في آن واحد قال جنبلاط: بالأساس الأقنعة ساقطة واللعبة مكشوفة. وتفاهم البوارج التركية والاتصالات بين البرتقالي والأزرق الذي خرب البلاد يبدو يتجدد بصيغة أخرى مع لاعبين جدد في حكومة التكنوقراط الشكلية وهيمنة اللون الواحد. لكن احذر من احتقار الدروز وحصرهم بموقع وزارة البيئة، بأمر من صهر السلطان (في إشارة على ما يبدو لصهر الرئيس ميشال عون وزير الخارجية اللبناني المنتهية ولايته جبران باسيل).

وتفيد المعلومات بأن جنبلاط اعترض على مسار تشكيل الحكومة، بعد أن شعر أن زعامته للدروز على محك التهميش والإلغاء لصالح القوى السياسية الدرزية الموالية لحزب الله وجبران باسيل.

يفهم الرجل ماذا يعني أن يشكل باسيل حكومات، وما مصيرها في السياسة، فجنبلاط عاش التجارب الباسيلية في أحداث قبرشمون في الجبل وما آلت إليه الأمور من ممارسات باسيل وحلفائه الدروز ضد الحزب الذي يقوده.

فبعض الساسة الدروز الموالين لحزب الله وباسيل بحسب جنبلاط مجرد محدثي سلطة، يظنون أن بمقعدٍ منَحَهم إياه الصهر المدلل سيهزون عرش الزعامة التاريخية لجنبلاط على رأس الطائفة.

لكن سهام جنبلاط طالت هذه المرة حليفه التاريخي سعد الحريري.

إذ أخرج جنبلاط ما في جعبته على حليفه الأزرق (تيار المستقبل)، فعبر بكل وضوح عن انتقاده لتنازلات قدمها رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لحزب الله والتيار الوطني الحر على حساب بيئته السنية وحلفائه الدروز والمسيحيين الذين وقفوا معه في كل المحطات المفصلية.

عمى ألوان.. تهاجمنا وأنت تتفاوض تحت الطاولة

الحريري لم يتورع عن الرد على جنبلاط مراراً وتكراراً، واصفاً جنبلاط دون أن يسميه ليقول باللهجة اللبناني: فعلاً الأقنعة سقطت واللعبة انكشفت… في ناس عندن عمى ألوان بالسياسة ونظرهن مروكب على اللون الأزرق… رافضين يفوتو عالحكومة من الباب وراكضين يفوتو من الشباك. مشاكلكن ما تحلوها على ضهر غيركن، خلصنا بقا.

يغمز الحريري من قناة جنبلاط في ملف تشكيل الحكومة.

وتقول أوساط المستقبل لـ "عربي بوست" إن جنبلاط يفاوض تحت الطاولة للحصول على وزير درزي مقرب من بلاطه"، فالرجل يعتبر تهميشه هو تهميش للطائفة الدرزية برمتها.

صرخات جنبلاط وصلت مسامع الرئيس المكلف حسان الدياب، المرتبك أصلاً من غياب الغطاء السني عنه، ومن الانتفاضة الرافضة له والمتظاهرة أمام منزله. 

يخشى حسان دياب استكمال هذا المسار بغياب الغطاء الدرزي في منح حكومته الثقة، فسيصبح حينها الرجل عارياً من دعم السنة والدروز، يضاف إليه غياب تأييد نصف المسيحيين، إضافة إلى جموع الغاضبين في ساحات الاحتجاج، فضلاً عن النفور الدولي والعربي من حكومة يعتبرها الجميع أكثر ارتباطاً بحزب الله من سابقتها. 

أخرج دياب من جيبه الحل السحري من وجهة نظره، وهو رفع عدد أعضاء الحكومة من 18 إلى 20 ليصار إلى تمثيل الدروز بوزير آخر حتى يطمئن جنبلاط الذي استنفر معه طائفته وقيادتها الروحية. 

أسماء المرشحين للحكومة اللبنانية تبدأ في التسرب

وعلى ضفاف تشكيل الحكومة خرجت تسريبات الأسماء المحتمل تسميتهم في الحكومة التكنوسياسية، والتي اتفق عليها مع الأطراف التي سمت حسان دياب لهذه المهمة المستحيلة.

 مصادر مقربة لدياب ذكرت أنه حتى مساء اليوم الأخير من العام الفائت تَمسّك التيار الوطني الحر بإعادة توزير كل من وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ووزيرة الطاقة ندى البستاني ووزير الاقتصاد منصور بطيش.

وأدى موقف التيار الوطني إلى عرقلة وتأخير ولادة الحكومة.

إذ ردت حركة أمل بالتمسّك بإعادة توزير حسن اللقيس في وزارة الزراعة، وحزب الله بجميل جبق في وزارة الصحة، وتيار المردة بيوسف فنيانوس في وزارة الأشغال.

ونتيجة الاتصالات بين بري وباسيل سحب "باسيل" وزراءه من منصة الترشيح. 

فردّ الآخرون بسحب وزرائهم، وتقرر أن تكون الحكومة خالية من أي وزير سابق في حكومة تصريف الأعمال الحالية أو أي من الحكومات السابقة. 

ولكن التشكيلة الوزارية المنتظرة، وحسب ما تسرّب من أسماء المرشحين للحكومة اللبنانية تظهر وكأنها محاصصة وزارية مقنّعة عبر أسماء غير حزبية، وستتكوّن الحكومة من 20 وزيراً موزعين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

رئيس الحكومة اللبنانية المكلف حسان دياب

وعلم "عربي بوست" أنّ من أسماء المرشحين للحكومة اللبنانية للحصة الشيعية: غازي وزني (لوزارة المال)، وعبدالحليم فضل الله، وعلياء المقدار.

ومن الأسماء المطروحة للحصة السنية كلّ من عثمان المجذوب أو عبدالرحمن البزري، ورامي أسوم (لوزارة الاتصالات)، والعميد المتقاعد في مخابرات الجيش باسم خالد، أو العميد البحري المتقاعد حسني ضاهر (لوزارة الداخلية).

ومن بين الأسماء المرشحة لتمثيل الطائفة الدرزية غسان العريضي ووزير يتفق عليه مع جنبلاط. 

لم نشارك 

ويؤكد مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة، لـ "عربي بوست" أن مواقف جنبلاط الأخيرة تأتي انسجاماً مع منطلقات الحزب وتوجهاته.

ويرد حديفة عن الاتهامات الموجهة لحزبه بالسعي للمشاركة بالحكومة قائلاً إن الحزب الاشتراكي أعلن عدم نيته المشاركة في حكومة قادمة، لإيمانهم أن المرحلة تحتاج مشاركة اختصاصيين، لكن ما أثار حفيظتنا هو التعامل مع تمثيل الشرائح بكونها شريحة درجة أولى وشريحة ثانوية، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً.

 وشدد حديفة على أنه لا إشكالية مع الحريري، لكن مواقف الحزب تأتي من باب تصويب الأخطاء، التي ارتُكبت منذ عقد التسوية (بين الحريري وباسيل) التي أدت إلى هذا الواقع المتأزم دون الشعور أن البلد يسير نحو المجهول.

تحميل المزيد