يعتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى تفاهمات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن صفقة الإس-400، لكنه أبدى استعداده بخطة بديلة للحفاظ على حقوق بلاده في صفقة طائرات الإف-35 الأمريكية، وذلك قبل أيام من تسليم روسيا النظام الصاروخي إلى أنقرة، فما هي القصة؟
ترامب وأردوغان متواجدان الآن في العاصمة اليابانية طوكيو لحضور اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي تنطلق غداً الجمعة 28 يونيو/حزيران 2019، ومن المنتظر عقد لقاء ثنائي بينهما على هامش القمة.
لقاء منتظر بينهما
وفي مقابلة مع صحيفة "نيكاي" اليابانية، قال أردوغان إنّ لقاءه بترامب خلال قمة مجموعة العشرين سيكون مهما لإزالة الجمود في العلاقات الثنائية، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول، اليوم الخميس 27 يونيو/حزيران.
"آمل أن أتحدَّث مع السيد ترامب بالتفصيل خلال قمة مجموعة العشرين عن مسألة شرائنا منظومة (إس 400) الروسية، وأعتقد أن لقائي معه سيكون مهما لإزالة الجمود في علاقتنا وتعزيز التعاون بيننا".
وتأكيداً على تفاؤله بالتوصل إلى تفاهمات مشتركة، أشار الرئيس التركي إلى إمكانية أن يزور الرئيس الأمريكي تركيا في يوليو/تموز المقبل.
تهديدات أمريكية
تصريحات أردوغان تأتي في وقت رفعت فيه إدارة ترامب من وتيرة التصعيد والتهديدات بصورة غير مسبوقة، تخطَّت حتى الخطاب الذي أرسله القائم بأعمال وزير الدفاع السابق باتريك شاناهان لوزير الدفاع التركي قبل أسبوعين، حدَّد فيه شاناهان حزمة من الإجراءات التي ستتخذها واشنطن أواخر يوليو/تموز المقبل، إذا ما تم بالفعل تسليم أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية لأنقرة.
البنتاغون أعلن أنه سيُلغي مشاركة تركيا في تصنيع وصيانة الطائرة المقاتلة الإف-35، وسينقل العمليات الصناعية من تركيا لدول أخرى، ما لم تتراجع أنقرة عن الصفقة مع روسيا، بحسب موقع ذا هيل القريب من الكونغرس الأمريكي.
البديل موجود وسيتم تفعيله
أردوغان رفض أي تهديدات أمريكية من شأنها عدم تسليم أنقرة مقاتلات (F35)، التي دفعت جزءاً من ثمنها، أو فرض عقوبات عليها، قائلاً: "دفعنا لهم (الإدارة الأمريكية) 1.25 مليار دولار للحصول على مقاتلات (F35)، فإذا أقدمت واشنطن على تصرف خاطئ كهذا (منع تسليم المقاتلات أو فرض عقوبات ضد تركيا) فسنلجأ للتحكيم الدولي".
وأضاف أن تركيا ستلجأ للتحكيم الدولي "من أجل استعادة المبالغ المالية التي دفعتها للحصول على مقاتلات (F35)".
"لا يمكن لواشنطن فرض عقوبات ضد تركيا بموجب قانون مواجهة خصوم الولايات المتحدة من خلال العقوبات (كاتسا)، لأننا أقدمنا على تلك الخطوة (شراء منظومة إس 400) قبل أن يدخل القانون حيز التنفيذ".
وفي هذا الشأن، شدَّد الرئيس التركي على كون تركيا "شريكاً" في صفقة مقاتلات (F35). ومضى قائلاً: "ننتج أجزاء عدة من مقاتلة (F35) في تركيا، نحن شركاء في هذا المشروع، ولسنا مجرد سوق لهذه المقاتلات، نحن أيضاً شريك صناعي".
التفاهم ليس مستحيلاً
أردوغان أشار أيضاً إلى أنه يعتقد أن موضوع الصفقة الروسية يمكن التوصل فيه إلى تفاهمات مع ترامب، وأن الباب لم يغلق بعد.
"أردوغان" أشار في هذا السياق إلى التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشدداً على أنّ "لغة التهديد لن تفيد أحداً". وتابع: "محادثاتنا مع الإدارة الأمريكية حول هذا الموضوع مستمرة، وترامب يعرف مخاوف تركيا، ولماذا نحتاج هذا النظام (إس 400)، في إطار بحثنا عن نظام فعال للدفاع الجوي ضد التهديدات الأمنية".
السؤال الآن هو: هل يصل الرئيسان بالفعل إلى لغة مشتركة للخروج من الأزمة، أم تتجه الأمور إلى التصعيد من الطرفين؟