ارتفاع أسعار النفط مجرد بداية.. ما حجم تأثير هجمات ناقلات الخليج على الاقتصاد العالمي؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/14 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/14 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
ناقلة نفط بعد تعرضها لهجوم في خليج عمان/ رويترز

جاءت الهجمات التي استهدفت ناقلتي نفط بمضيق هرمز الخميس 13 يونيو/حزيران 2019 عقب هجمات ضد أربع سفن قبل شهر. حمَّلت الولايات المتحدة إيران مسؤولية هذا العمل، وارتفعت أسعار النفط نتيجة لذلك. فأي تأثير محتمل قد يحدث على الاقتصاد العالمي جراء ذلك؟

هل تُشكِّل الهجمات تهديداً للاقتصاد العالمي؟

  • لا يزال الاقتصاد العالمي معتمداً على النفط بالرغم من الاستخدام المتزايد للطاقة المتجددة. إذ تعتمد أنظمة النقل على التدفق المستمر للنفط إلى مصافي التكرير، وأي خلل في التدفق يمكن أن يخلق انقطاعات في الكهرباء في غضون بضعة أشهر، كما تقول صحيفة The Guardian البريطانية.
  • وارتفع سعر مزيج خام برنت بأكثر من 4% صباح أمس الخميس ليصل إلى 62.64 دولار للبرميل، وهو ما يعكس تلك المخاوف. وبالإمكان إعادة توجيه الناقلات المُوجَّهة بالأقمار الصناعية لتحل محل السفن المعطوبة، لكنَّ صناعة النفط تمر بحالة من التزعزع نتيجة التهديد المحيط بأكثر ممرات الشحن ازدحاماً في الشرق الأوسط وشحنات النفط الخام التي تمر عبره.

ما سبب الأهمية الكبيرة لخليج عُمان؟

  • يُعَد مضيق هرمز، الذي يُوفِّر معبراً بين خليج عُمان ومياه البحر المفتوحة، البوابة الأكثر أهمية لصادرات النفط في العالم.
  • تصفه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأنَّه "نقطة الاختناق" الأسوأ في العالم، أسوأ حتى من مضيق ملقا الذي يمر بين جزيرة سومطرة الإندونيسية وماليزيا وتايلاند ويربط المحيط الهندي ببحر الصين الجنوبي.
  • وفي عام 2016، جرى نقل 18.5 مليون برميل من النفط الخام عبر مضيق هرمز، مقارنةً بـ16 مليون برميل نُقِلَت عبر مضيق ملقا و5 ملايين برميل عبر ثالث أكبر الممرات، قناة السويس.

كيف تفاعلت الأسواق؟

  • فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط، تراجعت بعض أسواق المال الرئيسية في الشرق الأوسط بنحو 1%.
  • "إنَّ هذا الرد البسيط نسبياً على ما يبدو أنَّها أزمة لصناعة النفط يعكس جزئياً حقيقة أنَّ سوق النفط باتت بالفعل مُتحسِّبة لمخاطر العرض والمخاطر الجيوسياسية الناتجة عن إيران"، تقول كايلين بيرش، خبيرة الاقتصاد العالمي بوحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة Economist البريطانية.
  • لكنَّ خبراء نفط آخرين يقولون إنَّ التجار يخشون حدوث تصعيد للأزمة في المنطقة، التي تمد معظم العالم بالنفط.

ما الأثر الذي قد ينتج عن ارتفاعٍ طويل الأجل في أسعار النفط؟

  • تراجعت أسعار النفط في الأشهر الأخيرة نتيجة توقعات بانخفاض الطلب هذا العام والعام القادم. وكان سعر برميل النفط من مزيج خام برنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في طريقه إلى مستوى 90 دولاراً قبل أن يتراجع إلى 50 دولاراً تقريباً في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
  • ومنذ أبريل/نيسان الماضي، حين قفزت الأسعار مرة أخرى إلى 72 دولاراً للبرميل، تراجعت الأسعار مجدداً إلى نحو 60 دولاراً للبرميل.
  • ولا يزال خبراء النفط يتوقعون أن تبقى الأسعار بين 60 و70 دولاراً للبرميل فيما تبقى من العام، لكنَّ وقوع مزيدٍ من الهجمات قد يضطرهم إلى مراجعة توقعاتهم.

ما هي حالة الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن؟

  • يعاني الاقتصاد العالمي من أجل استعادة الزخم بعد معارك التعريفات الجمركية التجارية المتبادلة التي بدأتها إدارة ترامب.
  • وقال البنك الدولي في أحدث توقعاته إنَّ التباطؤ في التجارة على مدار الأشهر الـ18 الماضية وانهيار الإنفاق الاستثماري سيؤدي إلى الدفع باتجاه تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.6% هذ العام بعدما ظلَّ لعدة سنوات فوق مستوى 3%.
  • وتُعَد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب على النفط واحدة من العوامل الأساسية التي تحافظ على مستوى سقف الأسعار في الوقت الحالي.
  • وإذا ما جرى إبرام اتفاق بين الولايات المتحدة والصين حين يلتقى رئيسا البلدين في يونيو/حزيران الجاري –اتفاق يؤدي إلى تجنُّب حدوث تصعيد في الحرب التجارية- فإنَّ التوقعات الاقتصادية ستحصل على دفعة.
  • لكنَّ ارتفاع الطلب العالمي ووقوع مزيد من التفجيرات في الخليج في الغالب قد يرفع أسعار النفط مجدداً باتجاه مستوى 80 دولاراً.
تحميل المزيد