مجازر بشرية.. تفاصيل ما يحدث داخل سجون النظام السوري منذ الثورة وحتى الآن

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/13 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/13 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش
سوريات أمام أحد السجون التابعة للنظام السوري/ رويترز

كشفت وثائق نشرتها صحيفة The New York Times الأمريكية، تفاصيل بشعة عن السجون التابعة للنظام السوري، التي تشبه إلى حدٍّ كبير "المجازر البشرية"، والتي كانت سبباً في إجهاض الثورة وقتل الآلاف من السوريين بداخلها.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، يصل عدد المفقودين داخل السجون السرية للنظام السوري إلى حوالي 128 ألف شخص. ويُعتقد أن مئات الآلاف من الأشخاص مرَّوا بها منذ بدء الثورة السورية في 2011، عندما استخدمت السلطات التعذيب -والخوف منه- لقمع المعارضة التي واجهها الرئيس السوري بشار الأسد.

في السطور التالية نستعرض ما نعرفه عن النظام الوحشي الذي كان ذا أهمية حاسمة لنجاح الأسد في سحق ثورة استمرت لثماني سنوات.

تعرض الوثائق معرفة كبار المسؤولين السوريين بالفظائع المُرتكبة

أنكر النظام السوري وجود انتهاكات منهجية، لكن مذكرات رسمية مُهرَّبة إلى خارج البلاد تشير إلى أن المسؤولين الذين يرفعون تقاريرهم إلى الأسد مباشرة، أمروا بقمع المدنيين، وعلموا بشأن الفظائع المُرتكبة. بل أمر هؤلاء بـ "معاملة قاسية" تجاه بعض المعتقلين، واشتكوا من زيادة أعداد الوفيات بين المعتقلين، نظراً إلى أن الجثث كانت تتكوم وتتحلل.

ونصحت مذكرة رسمية موظفي الحكومة باستكمال الأوراق اللازمة لحماية المسؤولين من محاكمات مستقبلية.

نظام السجون هو جزء لا يتجزأ من جهود الحرب

بينما كان جيش النظام السوري، المدعوم من روسيا وإيران، يقاتل المسلحين على استعادة الأراضي، كان نظام السجون في الوقت ذاته سلاح الأسد الرئيسي ضد المعارضة المدنية. سحق السّجن والتعذيب حركات المعارضة المدنية، وساعد في دفع المعارضة نحو صراع مسلح، لم تكن لديها قدرة على الفوز فيه.

التعذيب عمل روتيني

يتعرض المعتقلون بصفة دورية للضرب، والتعليق من معاصمهم، والضرب وهم محشورين داخل إطارات السيارات، والصعق بالكهرباء، والاعتداءات الجنسية.

تتضمن أشكال التعذيب الأكثر تكلفاً إجبار المعتقلين على التصرف كالحيوانات، وضرب أو قتل أحدهم لآخر، وغمسهم في الوقود وإحراقهم.

لجنة أممية قالت إن الظروف اعتُبرت بمثابة "أعمال إبادة"

كانت الزنازين مزدحمة للغاية، لدرجة أن المعتقلين كانوا يستلقون على الأرض بالتناوب من أجل النوم.

كان الطعام شحيحاً، ولم تكن هناك مراحيض غالباً، وكانت حالات الإسهال متفشية. الإصابات والأمراض كانت تُترك عادة من دون علاج، مما يؤدي إلى موت بطيء، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وحتى الأشخاص الذين كانوا يذهبون إلى المستشفيات العسكرية لم يكونوا في أمان؛ إذ إن المرضى كانوا يعذبون، بل ويُقتلون عن طريق الموظفين.

ضحايا أكثر بكثير من ضحايا داعش

بالرغم من أن وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لفتت أنظار العالم بأسره، بلغت أعداد ضحايا سجون النظام السوري أكثر من ذلك بكثير، فهو مسؤول عن وفاة 90% من المعتقلين أو المختفين خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد، حسبما تشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وثقت المجموعة وفاة 14 ألف شخص "تحت وطأة التعذيب" في سجون الحكومة.

تزايد الاعتقالات مع اقتراب الأسد من تحقيق النصر

يتلاشى انتباه العالم الموجه نحو سوريا مع اقتراب الحرب من الانتهاء، غير أن القوات الأمنية تكثف الاعتقالات. هرَّب المعتقلون تحذيرات بأن المئات يُرسلون إلى موقع إعدام، وأبلغ سجناء أُطلق سراحهم مؤخراً بأن عمليات القتل تتسارع.

ويشكل الخوف من الاعتقال والتعذيب سبباً في أن أكثر من خمسة ملايين لاجئ يعيشون خارج سوريا، ليس من المرجح عودتهم إلى البلاد بعد انتهاء الحرب.

علامات: