ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل وإعفاء من قانون قيصر.. تفاصيل زيارة هوكشتاين لبيروت

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/24 الساعة 16:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/24 الساعة 19:33 بتوقيت غرينتش
نبيه بري، رئيس البرلمان أثناء لقائه مع الوسيط الأمريكي (مواقع التواصل الاجتماعي)

أجرى كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة والوسيط الجديد في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الجنوبية أموس هوكشتاين زيارة إلى لبنان.

الزيارة التي تمت في حضور السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا، أجرى من خلالها الوسيط الأمريكي محادثات مع كل من ميشال عون ونجيب ميقاتي ونبيه بري، بالإضافة إلى قيادة الجيش.

وأكد مصدر حكومي مطلع لـ"عربي بوست" أن المسؤولين الذين التقاهم هوكشتاين عرضوا عليه مسار عملية التفاوض في شأن ترسيم الحدود البحرية والتوجهات المقبلة في هذا الملف.

وأضاف المصدر ذاته أن هوكشتاين استمع إلى المقترحات اللبنانية ودونها بالتفاصيل، بالإضافة إلى الملاحظات واكتفى بإبلاغ من التقاهم أنه سينتقل إلى إسرائيل لكي يستمع إلى وجهة نظر الإسرائيليين في ملف ترسيم الحدود بين الطرفين.

ووعد الوسيط الأمريكي الطرف اللبناني بالعودة إلى العاصمة بيروت بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديه، والتي ستمكّنه من وضع خطة عمل واضحة وسهلة من شأنها أن تفضي إلى حل حول ترسيم الخط البحري المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل.

وأشار المصدر إلى أن هوكشتاين سيعتمد طريقة الجولات المكوكية المشهورة أمريكياً لحل النزاعات بين بيروت وتل أبيب حتى الوصول إلى قواسم مشتركة من خلال تضييق هوة الخلاف

وبحسب المصدر، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون أبلغ هوكشتاين أنّ قرار لبنان المُتعلّق بترسيم الحدود على أساس الخط الـ29، الذي يُغيِّر المساحة المُتنازع عليها من 860 إلى 2200 كلم2، مبنيٌّ على دراسات تقنيّة أعدّتها قيادة الجيش اللبنانيّ. 

وأكّد للمبعوث الأمريكيّ أنّ المرسوم الـ6433 يمكن تعديله في حال وجود أخطاء في الدّراسات التّقنيّة اللبنانيّة.

قيصر حاضر في اللقاءات

وبحسب المصدر الحكومي فإن المباحثات التي أجراها هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين، طرحت إمكانية إعفاء استثنائي من أمريكا للبنان من قانون قيصر وإيصال الغاز المصري والكهرباء الأردني إلى لبنان، أسرع من الاعتماد على استخراج الغاز اللبناني، والتي قد تكون طويلة الأمد ومرتبطة بحسابات إقليمية معقدة.

وبحسب المحلل السياسي منير ربيع، فإن هناك وجهتي نظر، حول كيفية حصول لبنان على الغاز المصري، إما مباشرة من مصر إلى لبنان عبر سوريا، وحصول دمشق على حصّة منه، أو أن تأخذ سوريا الغاز المصري وتعطي لبنان كميات مماثلة من الغاز المنتج لديها، هذا الأخير الذي يحتاج إلى موافقة أمريكية.

وبحسب الربيع فإن الأمريكيين يفضلون أن تتولى مصر إدارة هذه العلاقة، كي لا يتعاون لبنان مع النظام السوري تعاوناً عميقاً.

ويؤكد المصدر الحكومي أن الرسالة التي أبلغها هوكشتاين حول الإعفاءات من قانون قيصر شفهية، ولم يتسلم لبنان كتاباً خطياً يعتبر مستنداً في ذلك، وهو ينتظر ذلك المستند لحماية موقفه.

وأفاد هوكشتاين خلال لقاءاته مع رئيس الحكومة اللبناني، نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون بأن محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل التي يحاول إحياءها، ينبغي أن تُستكمل خلال فترة قصيرة.

واعتبر الوسيط الأمريكي أن حل مشكلة الحدود من شأنه أن يساعد في تخفيف أزمة الكهرباء التي يمر بها لبنان، عن طريق السماح له بتطوير موارد الغاز البحرية لديه.

وأكد هوكشتاين أن محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، لا تتناول تطبيع العلاقات، وينبغي أن تُستكمل خلال فترة قصيرة، مشيراً إلى أن "مكامن الغاز المشتركة لم تكن قط خياراً بالنسبة له، في محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأنّ العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا لا علاقة للبنان بها".

الفرق اللبنانية

يؤكد مصدر "عربي بوست" أنه في ملف ترسيم الحدود البحرية، فهناك توجهات الفرق لبنانية، فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتمسك بما أقرته حكومته في العام 2011، أي المرسوم 6433 الذي يحدد حدود لبنان البحرية بالخط 23، حيث عمل ميقاتي على إعادة تشكيل فريقه القديم لمتابعة هذا الملف، ويتكون فريقه من الخبير جو عيسى الخوري، والعميدين عبد الرحمن شحيتلي وجوزيف سركيس.

أما رئيس الجمهورية ميشال عون فلديه فريقه الاستشاري، ولا يمانع سياق الجولات المكوكية الذي تقترحه واشنطن، وهناك فكرة بتشكيل وفد يضم خبراء تقنيين وعسكريين ومسؤولين من وزارة الخارجية.

فيما موقف الثنائي الشيعي المتمثل في حزب الله وحركة أمل، هذه الأخيرة التي أعلن رئيسها نبيه برّي أنه يلتزم باتفاق الإطار والعودة إلى مفاوضات الناقورة. 

وبحسب المعلومات فإن هوكشتاين التقى بالعميد بسام ياسين الذي كان يرأس الوفد اللبناني المفاوض بعيداً من الإعلام، حيث جرى ترتيب إداري يخوله أن يكون مشاركاً في المفاوضات، وفق صيغة استدعائه من الاحتياط بعد إحالته للتقاعد، إلى جانب العميد علي شريف الذي أصبح مكلفاً في الموضوع، لكن هناك إصرار أمريكي على الدبلوماسية المكوكية، التي يرفضها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي يصر على العودة إلى اجتماعات الناقورة في حضور الأمريكيين والأمم المتحدة.

هل سيكون موقف لبنان موحداً؟

في المقابل يؤكد الربيع أن وزارة الخارجية اللبنانية تحدثت أن لبنان سيأخذ موقفاً موحداً على الرغم من الاختلاف الحاصل بين الفرقاء، وهوكشتاين سيبلغ الإسرائيليين بالموقف اللبناني الموحد، وهو الالتزام بالتمسك بمساحة 860 كلم مربع، وأن الجولات المكوكية لن تكون بديلاً لمفاوضات الناقورة.

وأضاف المتحدث في تصريحه لـ"عربي بوست" أنه بعد عودة هوكشتاين بإجابات من الإسرائيليين، سيتم البحث في إمكانية استئناف مفاوضات الناقورة، وإذا ما تم عرض مشاركة بعمليات الاستخراج أو الاستثمار، فهو أمر مرفوض لبنانياً من قبل الدولة اللبنانية ككل.

وفي موضوع التفاوض حول الخطوط البحرية، تتمسك اللجنة العسكرية اللبنانية بالخط 29، بينما يتمسك الرئيس بري بالخط 23، فيما يتمسك الطرح الأمريكي بخط هوف.

غاز القاهرة لقطع الطريق على غاز طهران

بحسب المصادر الدبلوماسية فإن هوكشتاين لم يتحدث فقط عن ملف ترسيم الحدود واستخراج النفط والغاز وحل النزاع اللبناني مع إسرائيل، بل بحث أيضاً في ملف حصول لبنان على الغاز من مصر والكهرباء من الأردن.

ويرى المصدر أن ذلك دونه شروط سياسية قد تكون مرتبطة لاحقاً بملف الترسيم، حيث تصر إدارة بايدن على أن حصول لبنان على الغاز المصري والكهرباء الأردنية ضرورة إقليمية لقطع الطريق على النفط الإيراني.

وهنا يؤكد المحلل منير الربيع أن هوكشتاين أكد في مباحثاته أن مهمته تنطلق من فكرة العمل على حلّ مشكلة بين دولتين، وهذه الجملة لها أبعاد سياسية كثيرة، وقد تطيل من أمد المفاوضات أو تعرقل وصولها إلى حلّ، خصوصاً إذا كان المقصود هو ربطها ببعض التغيرات السياسية، أو طرح شروط لها علاقة بحزب الله ودوره في المقاومة، كما أنها ترتبط بمسار التفاوض الإيراني الأمريكي.

تحميل المزيد