اللغة الوحيدة التي ابتكرتها النساء واحتكرن الحديث بها.. قصة اللغة التي تحاول فتيات صينيات إحيائها

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/09 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/09 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية - مواقع التواصل

في إحدى المقاطعات الصينية، تحاول نساء إقليم جيانغيونغ إحياء لغة "النوشو" القديمة، التي تعد الكتابة الوحيدة في العالم التي ابتكرتها النساء ولا يستخدمها سواهن، بعد مرور 16 عاماً على وفاة آخر "متحدثة" تتقن هذه الشفرة القديمة.  

فبعد وفاة يانغ هواني، آخر "متحدثة" تتقن هذه الشفرة القديمة، تستعيد هذه اللغة المكتوبة بعضاً من مكانتها وأهميتها،  حيث تتركز جهود إحيائها في قرية صغيرة محاطة بنهر سياو في مقاطعة هونان الصينية. 

تشير سين هو، إحدى ساكنات قرية باوي، في حديث لشبكة "BBC" البريطانية، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إلى أن "النوشو" كانت واسعة الانتشار في المقاطعات الأربع والبلدات الـ18 المتاخمة لقرية بواي، قبل الثمانينيات من العام الماضي. 

بحسب خبراء فإن كتابة النوشو ازدهرت في القرن التاسع عشر لتمكين النساء من ممارسة حقوقهن في حرية التعبير، التي كانت غائبة في الكثير من هذه المجتمعات آنذاك.

يرى بعض الخبراء أن جذور هذه اللغة تعود إلى العام 960 ميلادي، واستمرت حتى عام 1279 ميلادياً، حيث استخدمت هذه الكتابة التي تعلمتها الفتيات عن أمهاتهن القرويات ومارسنها مع أخواتهن وصديقاتهن في مجتمع إقطاعي حُرمت فيه النساء من فرص التعليم.

تشير الشبكة إلى أنه من اللافت أن هذه الكتابة غير المنطوقة، لم يعرفها أحد من خارج مقاطعة هونان لمئات أو ربما لآلاف السنين، ولم يصل صداها إلى مسامع العالم الخارجي إلا في الثمانينيات من القرن الماضي. 

تاريخ عريق: لم تكن كتابة النوشو شيئاً جديداً بالكامل، بل مزيجاً من اللهجات الأربع التي يتحدثها سكان الإقليم، استطاعت النساء من خلالها التأقلم مع الصعوبات الاجتماعية والمنزلية، كما ساهمت في توطيد أواصر الصداقة بين النساء في القرى المجاورة.

لم تكن النوشو لغة متحدثة، بل كتابية بالغالب، ومع ذلك تواردت بعض الأناشيد المتنوعة ومعايدات الأعياد وأشعار الندم والأسف أو الشكوى من الأزواج عبر  عبارات وتعبيرات من النوشو.

كما كانت النساء الأكبر سناً يسردن أغاني يحاولن فيها رواية تجربتهن للفتيات الصغار، بهدف التربية والإرشاد. 

إعادة إحياء: تستعيد هذه اللغة المكتوبة التي لا يعرفها إلا القليلون بعضاً من مكانتها وأهميتها اليوم، وتتركز جهود إحيائها في قرية بواي الصغيرة. 

حيث دُشنت مدرسة نوشو عام 2000، حيث التحقت بها عدد من نساء القرية اللواتي يصطحبن الزوار الآن في جولات حول القرية والمتحف. 

كما أدرج مجلس شؤون الدولة الصيني كتابة النوشو ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني غير المادي عام 2006، وبعدها بعام، شُيد متحف في جزيرة بواي.

علامات:
تحميل المزيد