تراجعت شركة ديكاتلون الفرنسية للملابس الرياضية عن طرح حجابٍ رياضي في أسواق فرنسا بعدما دعا العديد من الساسة، بما في ذلك سياسيةٌ من حزب "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى مقاطعتها.
وجديرٌ بالذكر أنَّ الحجاب الرياضي الخفيف ذا اللون الواحد الذي أنتجته الشركة، ويُغطي الشعر وليس الوجه، يُباع بالفعل في المغرب وكان من المقرر أن يمتد إلى فرنسا وجميع أنحاء العالم. ولكن بعد اندلاع عاصفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهجوم بعض الساسة على الفكرة، تراجعت الشركة، وقالت إنَّه لن يُطرح للبيع في فرنسا "في الوقت الحالي" حسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
Suite à de nombreux débats internes, et pour garantir la sécurité de nos collaborateurs en France : pic.twitter.com/0IePfSUkm9
— Decathlon (@Decathlon) February 26, 2019
رفض رسمي في فرنسا للحجاب الرياضي
وقالت أغنيس بوزين وزيرة الصحة الفرنسية: "لا أتفق مع ظهور النساء بهذا الشكل. كنت أُفضِّل ألَّا تروِّج شركةٌ فرنسية للحجاب".
فيما كتبت أورور بيرجي، المنتمية إلى حزب "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي الذي يتزعمه ماكرون، تغريدةً أعربت فيها عن معارضتها الفكرة، قائلةً إنَّها ستقاطع متاجر الشركة التي اتهمتها بعدم احترام القيم الفرنسية. وقالت: "بصفتي امرأة ومواطنة، لن أثق مجدداً في شركةٍ لا تحترم قِيَمنا".
Le sport émancipe. Il ne soumet pas. Mon choix de femme et de citoyenne sera de ne plus faire confiance à une marque qui rompt avec nos valeurs.
Ceux qui tolèrent les femmes dans l'espace public uniquement quand elles se cachent ne sont pas des amoureux de la liberté.#Decathlon— Aurore Bergé (@auroreberge) February 26, 2019
ومن جانبها نشرت شركة ديكاتلون تغريدةً دافعت فيها عن منتجها، وذكرت أنَّها تلقَّت أكثر من 500 مكالمة ورسالة بريدية إلكترونية بشأن ذلك الموضوع، يوم الثلاثاء 26 فبراير/شباط، بالإضافة إلى تلقِّي إهاناتٍ وتهديداتٍ موجَّهة إلى موظفيها.
ويُعَد هذا الخلاف هو الأحدث في سلسلةٍ من العواصف السياسية التي أُثيرت حول ملابس المرأة المسلمة في فرنسا.
وهو امتداد لحالة الرفض الخاصة بالنقاب في فرنسا
ففي عام 2010، حظرت حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليمينية النقاب في فرنسا، فاتهمتها جماعاتٌ حقوقية بالإساءة إلى النساء المسلمات.
ومنذ عام 2004، تحظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، وكذلك فالعاملون والعاملات في القطاع العام الفرنسي لا يمكنهم ارتداء الحجاب أو رموزٍ دينية ظاهرة في العمل، لأنَّ المتعاملين معهم يجب أن يروهم محايدين.
لكنَّ ارتداء الحجاب ليس محظوراً في الأماكن العامة، ولا الملاعب الرياضية.
Notre service client a reçu plus de 500 appels et mails depuis ce matin. Nos équipes dans nos magasins ont été insultées et menacées, parfois physiquement.
Pour vous donner une idée, voici le type de messages qu'on reçoit : pic.twitter.com/4ZjkRlgm2U— Decathlon (@Decathlon) February 26, 2019
وفي عام 2016، أصدر العشرات من رؤساء البلديات في المدن الساحلية الفرنسية حظراً يمنع ارتداء "البوركيني" -وهي ملابس سباحة مخصصة للمحجبات- على الشواطئ. وصحيحٌ أنَّ أعلى محكمة إدارية في فرنسا سرعان ما حكمت بعدم شرعية هذا الحظر، لكن كان هناك خلافٌ سياسي حاد حول مبدأ العلمانية الفرنسي المبني على الفصل الصارم بين الكنيسة والدولة.
إذ حذَّرت جماعاتٌ حقوقية آنذاك من أنَّ بعض الساسة يُحرفون ذلك المبدأ، ويغيِّرونه لمصلحتهم السياسية، ويستخدمونه في استهداف المسلمين عمداً بعد سلسلةٍ من الهجمات الإرهابية.
من جانبها قالت فيونا لازار، وهي برلمانية منتمية إلى حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي يتزعمه ماكرون، إنَّ من العار أنَّ شركة ديكاتلون قد تراجعت عن طرح الحجاب الرياضي، واستسلمت أمام دعوات المقاطعة و "التهديدات العنصرية وكراهية الإسلام الجامحة".