ستحوله لمزار سياحي.. السعودية تعلن تأهيل منزل “لورنس العرب” ضابط المخابرات البريطاني الذي مهّد لسايكس بيكو

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/09/04 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/04 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
أُرسِلَ لورنس لمساعدة رجال القبائل للإطاحة بالحُكَّام التابعين للإمبراطورية العثمانية

أعلنت وزارة السياحة السعودية أنها ستقوم بتأهيل المنزل الذي عاش فيه لورنس العرب عشية حملة عسكرية شهيرة قادها ضد الإمبراطورية العثمانية، ليصبح مزاراً سياحياً جذَّاباً. 

تمركَزَ المُقدِّم توماس إدوارد لورنس لفترةٍ وجيزةٍ في ميناء ينبع المُطِل على البحر الأحمر عام 1916، حين أصبح الميناء قاعدةً للإمداد الحيوي للقوات البريطانية والعربية التي قاتلت ضد الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، حسب تقرير صحيفة Telegraph البريطانية.

في ذلك الحين كان لورانس قد وعد العرب بأنهم سيحصلون على وطن حر مستقل، لكن الحقيقة أن اتفاقية "سايكس بيكو" كانت تُرسم آنذاك لتقسيم الوطن العربي بين فرنسا وبريطانيا بعد الحرب، ولم تكن وعود لورنس للعرب سوى وسيلة لإقناعهم بالوقوف في وجه العثمانيين.

موقع المنزل الذي أقام به لورانس أصبح خراباً، وسط شائعاتٍ محلية بأنه مسكونٌ بالأشباح. وقال مسؤول سعودي في ينبع إن المنزل قد يكون جاهزاً لاستقبال السيَّاح بحلول نهاية العام الجاري، كجزءٍ من دفعةٍ أوسع في المملكة لجذب المزيد من السيَّاح الأجانب، رغم قيود السفر المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا المُستجَد. 

المسؤول أضاف: "انتهينا للتوّ من مرحلة الترميم. ويستقي الموقع قيمته من تاريخه، وسوف يرغب الكثير من السيَّاح الأجانب في زيارة بيت ضابط الاستخبارات البريطانية". 

أُرسِلَ لورنس لمساعدة رجال القبائل للإطاحة بالحُكَّام التابعين للإمبراطورية العثمانية، الذين كانوا متحالفين مع ألمانيا ضد البريطانيين والفرنسيين. 

وفي سيرته الذاتية التي حملت عنوان "سبعة أعمدة للحكمة"، أشار لورنس إلى أن فشل العثمانيين في الاستيلاء على ينبع في ديسمبر/كانون الأول 1916 كان أمراً حاسماً في نجاح الحملة الشرق أوسطية برمتها. وكَتَبَ: "أعتقد أن الإمبراطورية العثمانية خسرت الحرب في تلك الليلة". 

مما قاله لورانس في تلك المرحلة مبرراً خداعه لأصدقائه في الجزيرة العربية: "كان لا بد من أن أنضم إلى المؤامرة، وأن أطمئن الرجال العرب، فالأفضل لنا أن نفوز بدلاً من أن نخسر، حتى وإن نكثنا بوعدنا".

الأستاذ نيل فوكنر، مؤلِّف كتاب "حرب لورنس العرب"، قال إن لورنس والضباط البريطانيين الآخرين هرعوا للدفاع عن البلدة بعد أن هُزِمَ البدو، بقيادة الحليف الرئيسي الأمير فيصل بن الحسين، في التلال المجاورة وخافوا من قوات الإمبراطورية العثمانية. 

أضاف: "كانت ينبع نقطة تحوُّلٍ حاسمة؛ لأن جنود الخلافة لو كانوا تمكَّنوا من السيطرة على البلدة لأصبح من المُرجَّح أن يسيطروا على كل شيء". وأضاف: "كان الأمر يعتمد على البدو اعتماداً كبيراً بأن يشعروا أنهم مقبلين على النصر وكسب الغنائم وألا يُقتَلوا". 

أدَّى وصول خمس سفن تابعة للبحرية الملكية البريطانية -علاوةً على سعتها القتالية والكشَّافات الليلية التي قدَّموها- إلى ردع هجوم جنود الخلافة ما سَمَحَ للورنس وفيصل بتجميع القوات مرةً أخرى وشنِّ حرب عصابات. 

وقال فوكنر، مشيراً إلى الأحداث التي ألهَمَت الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار الذي جسَّد فيه بيتر أوتول شخصية لورنس وأليك غينيس شخصية الأمير فيصل: "يمكننا القول إن ينبع كانت نقطة انطلاق الحملة الشهيرة في الصحراء، بما في ذلك الهجمات على السكك الحديدية والزحف مسافة 600 ميل إلى العقبة". 

فيليب نيل، رئيس جمعية توماس إدوارد لورنس، قال إن لورنس ربما قضى أياماً في المنزل الواقع في ينبع، حيث كان "يتنقَّل باستمرار"، لكنه مع ذلك سيثير اهتمام السيَّاح. 

وقال: "يبدو أن المملكة السعودية تنفتح بكلِّ السُّبُل، وأنا واثقٌ من أن مُعجَبي لورنس سيكونون حريصين على الذهاب وزيارة المنزل"، مضيفاً أن مواقع أثرية أخرى في المملكة السعودية والأردن يمكن تطويرها: "لا تزال هناك بقايا من قطاراتٍ في الصحراء فجَّرها لورنس".

تحميل المزيد