في وقت لا تزال فيه التساؤلات حاضرة حول هوية الجهة التي قصفت قاعدة الوطية الليبية، كشفت مصادر عسكرية متطابقة تابعة لحكومة الوفاق الليبية أن مرتزقة شركة فاغنر الروسية هم وراء القصف الذي وقع فجر السبت/ الأحد.
وأوضحت المصادر لـ"عربي بوست" أن طائرة حربية من نوع "ميغ 29" روسية الصنع هي من قصفت قاعدة الوطية التي تقع على بعد 140 كلم جنوب غرب طرابلس.
وتسلل الطيران الروسي على ارتفاع منخفض من قاعدة الجفرة العسكرية في وسط ليبيا والتي يتحكم فيها مسلحو شركة فاغنر الروسية، الداعمون للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقامت الطائرة باستهداف منظومة دفاع جوي من نوع "هوك" التركية، إضافة إلى منظومة "كورال" للتشويش بالقاعدة، وتسبب القصف في إعطابها. ونفت المصادر سقوط أي قتلى بالقاعدة.
وكان الناطق باسم الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، أعلن يوم الإثنين 6 يوليو/تموز تعرض قاعدة الوطية الجوية لقصف جوي وصفه بالغادر "نفذه طيران أجنبي داعم لميليشيات حفتر"، على حد تعبيره.
وأضاف في تصريح صحفي أن الضربة جاءت لرفع معنويات ميليشيات ومرتزقة حفتر، مشيراً إلى أن ذلك لن يؤثر في مسار الأحداث والمعارك، ولن يغير من استراتيجيتهم في بسط السيطرة على كامل التراب الليبي.
تعددت الروايات مع الساعات الأولى للضربة
وكانت بعض التصريحات الإعلامية التي صدرت في الساعات الأولى للضربة قد أشارت بأصابع الاتهام إلى الإمارات وأن طيران من نوع "ميراج 2000-9" التابع لها متورط في القصف.
وقال أصحاب هذه الرواية إن الطائرة أقلعت من قاعدة سيدي براني الجوية المصرية القريبة من الحدود الشرقية لليبيا.
لكن العميد طيار عادل عبدالكافي التابع لحكومة الوفاق، استبعد أن تكون الطائرة خرجت من القاعدة المصرية بسبب طول المسافة التي تصل إلى 1300 كيلومتر تقريباً.
وقال إن المتهم الأول في استهداف قاعدة الوطية هي روسيا من خلال أذرعها في ليبيا المتمثلة في مرتزقة فاغنر.
وكان مرتزقة فاغنر قد جلبوا طائرات ميغ 29 وطائرات عمودية mi135 من سوريا بعد أن تم طلاؤها وتغيير ألوانها كي تصبح طائرات ليبية، وتمركزت بقاعدة الجفرة ومهبط ميناء رأس لانوف النفطي بالهلال النفطي.
وأوضح عبدالكافي أن مدى طيران طائرة ميغ 29 يصل إلى 1800 كم ذهاباً وعودة، وهي من طائرات الجيل الرابع، كما أنها تمتلك إمكانية الطيران على ارتفاع عالٍ جداً، كما تمتاز بدقة تعاملها مع الأهداف الأرضية.
لماذا قصفت القاعدة؟
وأشار عبدالكافي إلى أن مرتزقة فاغنر هم المستفيد الأول من استهداف قاعدة الوطية وتدمير منظومة الدفاع الجوي التركية "هوك" التي تم تركيبها في القاعدة عن طريق الحليف التركي حتى يتم تأمين القاعدة.
وأضاف عبدالكافي أن قوات الفاغنر الروسية تسعى إلى الانتقام من الحليف التركي في ليبيا رداً على تدمير الطيران المسيّر التركي 9 منظومات بانتسير روسية في أبريل/نيسان الماضي غرب ليبيا.
وأكد عبدالكافي أن الصراع الآن أصبح روسياً – تركياً على الأراضي الليبية، بالرغم من سعي الحكومة التركية مع حكومة الوفاق لإحداث مسار سياسي مع روسيا خلال الفترة الماضية وإخراج مرتزقة فاغنر من الأراضي الليبية مقابل بعض الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية.
لكنه قال إن كل تلك المسارات فشلت.
وأوضح عبدالكافي أن التصعيد العسكري سيكون من ضمن الأدوات التي ستستخدمها تركيا في الضغط على روسيا لسحب مرتزقة فاغنر من ليبيا من خلال دعم قوات الجيش الليبي ودعم حكومة الوفاق سياسياً وعسكرياً ولوجستياً.