قالت قناة تلفزيونية إسرائيلية خاصة، الثلاثاء 12 فبراير/شباط 2019، إن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، تامير باردو (2011- 2016)، زار العاصمة السعودية الرياض سراً، عام 2014.
وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أي دولة عربية أخرى علاقات مباشرة معلنة مع تل أبيب.
تضيف القناة الإسرائيلية الـ13، نقلاً عن دبلوماسيين غربيين (لم تكشف عن هوياتهم)، أنه في نهاية 2013، وعقب توقيع الاتفاق النووي المرحلي بين إيران والقوى الكبرى، حدثت انفراجة كبيرة في العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وأوضحت أنه بعد أسابيع من توقيع الاتفاق النووي المرحلي، وتحديداً أوائل 2014، زار رئيس "الموساد" آنذاك، تامير باردو، الرياض.
وأردفت أن السعوديين، الذي كانوا قلقين من التقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، رأوا أن إسرائيل هي الداعم الأقوى ضد الإيرانيين، لذلك وافقت المملكة، للمرة الأولى، على استضافة مسؤول إسرائيلي بارز (رئيس الموساد).
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، فيما تتنافس السعودية وإيران على النفوذ في عدد من دول الشرق الأوسط.
إسرائيل رفضت مبادرة سعودية
وذكرت القناة أيضاً أن إسرائيل رفضت مبادرة سعودية بشأن مباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية وإعادة إعمار قطاع غزة ومواجهة النفوذ الإيراني، في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، صيف 2014.
وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتمع بشأن هذه المبادرة مع بندر بن سلطان، رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي، مبعوث العاهل السعودي (الملك عبد الله بن عبد العزيز)، بدولة ثالثة (لم تحددها)، في سبتمبر/ أيلول 2014.
قبل ذلك الاجتماع، وتحديداً في اليوم الأخير من الحرب، نهاية أغسطس/آب 2014، اجتمع نتنياهو سراً مع مبعوث خاص (لم تذكر اسمه) من العاهل السعودي.
وتابعت أن السعودية اقترحت، خلال الاجتماع، مبادرة دبلوماسية مشتركة بشأن محادثات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، ووضع استراتيجية عمل مشتركة لمواجهة النفوذ الإيراني، وإعادة إعمار غزة.
حينها أبدى نتنياهو "قبولاً" بالمبادرة، واتفق مع بندر بن سلطان عندما اجتمعا أن يعلن كل من نتنياهو ووزير الخارجية السعودي تلك المبادرة من على منبر الأمم المتحدة.
وتابعت القناة أن ممثلين لنتنياهو التقوا بمساعدين لبندر بن سلطان، لصياغة المبادرة، وعرضوا مسودة إسرائيلية أولية، وافق عليها السعوديون مبدئياً.
عندما شعروا بـ "الإذلال والغضب"
لكن المحادثات فشلت لاحقاً بين إسرائيل والسعودية؛ بسبب تمسك نتنياهو بكل بنود المسودة الإسرائيلية، بحسب القناة التي لم توضح تلك البنود.
وأضافت القناة أن السعوديين شعروا بـ "الإذلال والغضب"، وأن بندر بن سلطان اتهم نتنياهو بـ "الكذب" بعد فشل المباحثات.
وتابعت أن رفض نتنياهو تسبب في توقف الاتصالات مع السعودية لمدة عام.
وأوضحت أن الاتصالات تجددت بعد عام، إثر وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز (2005- 2015)، واستلام الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في السعودية.
ولم يصدر عن الجانبين الإسرائيلي الرسمي والسعودي أي تعليق فوري على ما ذكرته القناة الإسرائيلية الخاصة.
وكانت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية قالت إن نتنياهو أجرى سلسلة محادثات سرية مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بعد إقرار الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب دان شابيروأن مستشاري نتنياهو التقوا بانتظام مع كبار المسؤولين في الإمارات، وأجروا معهم محادثات جرت في كثير من الأحيان وجهاً لوجه وفي أحيان أخرى عبر الهاتف.