شاهد.. «ثورة الجياع».. السودان ينتفض ضد الغلاء والجوع: إحراق مقرات للحزب الحاكم وإعلان الطوارئ في «نهر النيل»

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/19 الساعة 20:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/19 الساعة 21:34 بتوقيت غرينتش

شهدت بعض المدن السودانية، الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، مظاهرات "عارمة"، احتجاجاً على تصاعد الأسعار وغلاء المعيشة، الذي يتهم المواطنون الحكومة الحالية بأنها السبب الرئيس فيه، وفي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وبحسب شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية، عمّت الاحتجاجات مدن عطبرة بولاية نهر النيل وولاية شمال كردفان، وبورتسودان في ولاية البحر الأحمر، التي يزورها الرئيس عمر البشير حالياً، في الوقت الذي ظلت فيه العاصمة الخرطوم بمنأى عن هذه الاحتجاجات.

وبحسب مقاطع فيديو تداولها ناشطون سودانيون ووسائل إعلام محلية، أطلق المتظاهرون على الاحتجاجات اسم "ثورة الجياع"، حيث ردّدوا هتافات مثل "الشعب يريد إسقاط النظام"، وغيرها من الشعارات التي عبّروا فيها عن عدم رضاهم عن الأوضاع الاقتصادية في السودان.

وقالت تقارير سودانية، إن المحتجين الغاضبين أحرقوا مقر حزب المؤتمر الوطني، "الحزب الحاكم" في مدينة عطبرة، شمال البلاد، وكانوا في طريقهم لمباني السلطات المحلية، لكن الشرطة منعتهم من الوصول إليها، وعمل الجيش والشرطة على تأمين بعض المرافق الحيوية كالميناء البري وغيره.

في حين، أكد شهود عيان إحراق مقر الحزب الحاكم أيضاً في مدينة الدامر، عاصمة ولاية نهر النيل، في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

وأخذت الاحتجاجات صدى واسعاً على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لاستمرارها في الضغط على الحكومة للسيطرة على غلاء الأسعار، حيث رصدت مقاطع فيديو وصور، مئات الأشخاص وهم يهتفون ضد النظام الحاكم مطالبين برحيله أيضاً.

إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في "نهر النيل"

وأعلن أمن ولاية نهر النيل السودانية مساء الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدينة عطبرة بالمحافظة شمال البلاد، بعد أن شهدت موجة احتجاجات عارمة من قبل الآلاف، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار.

وحرق المحتجون في مدينة عطبرة، خلال الساعات الأولى من الاحتجاجا،  مقر حزب المؤتمر الوطني، الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير، وينخرط فيه أغلب المسؤولين الحكوميين في البلاد.

وعمّت الاحتجاجات مدن عطبرة بولاية نهر النيل وولاية شمال كردفان، وبورتسودان في ولاية البحر الأحمر، التي يزورها الرئيس عمر البشير حالياً، لكنّ العاصمة الخرطوم ظلت بمنأى عن هذه التحركات.

الوقود والخُبز.. "لا للغلاء لا للجوع"

وكان مئات الطلاب السودانيين قد تظاهروا الأحد 16 ديسمبر/كانون الأول 2018، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار في مدينتي الفاشر بإقليم دارفور المضطرب (غرب) والدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي الخرطوم، وفق وكالة "أ ف ب".

وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت تشهد فيه مختلف مناطق السودان نقصاً في الوقود والخبز. ففي الخرطوم ينتظر المواطنون ساعات طويلة أمام محطات الوقود، وفي الأحياء السكنية ينتظم أفراد الأسر في طوابير طويلة، للحصول على الخبز.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة بنسبة 60%، وأفادت تقارير حكومية بأن معدل التضخم بلغ 68.93% خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

وبحسب شهود عيان لـ"فرانس برس"، خرج نحو 500 طالب في الدمازين من 6 مدارس ثانوية، وأحرقوا إطارات قديمة وجذوع أشجار على طريق تربط وسط المدينة بجنوبها وهم يهتفون: "لا للغلاء لا للجوع".

في حين وصلت شرطة مكافحة الشغب وأزالت الإطارات من الطريق، وفرّقت الطلاب باستخدام الهراوات.

وكانت قوات مكافحة الشغب نشرت ناقلات جند قرب الجامعات ومحطات المواصلات العامة في حالة تأهب، وحمل عناصرها هراوات وعبوات غاز مسيل للدموع، وفق الوكالة الفرنسية.

يُذكر أنه في عام 2013، قُتل نحو 200 شخص وفق منظمة العفو الدولية، عندما اندلعت احتجاجات على زيادة الحكومة أسعار الوقود، في حين أكدت الحكومة السودانية أن عدد القتلى لم يتجاوز 80 شخصاً.

ويعاني السودان اقتصادياً منذ انفصال جنوب السودان عنه عام 2011، وارتفع معدل التضخم فيه من جراء فقدان 70% من عائدات النفط.

وتراجعت قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية من جراء شح العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي.

تحميل المزيد