جدَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 21 يوليو/تموز 2020، رفضه التصويت عبر البريد، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع إقامتها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، محذّراً من أن ذلك "سيؤدي إلى إجراء أكثر انتخابات فاسدة ومزورة في تاريخ أمريكا"، فيما وضع موقع "فيسبوك" ملحوظة خاصة على تدوينه ترامب وموقفه من التصويت عبر البريد.
تدوينة ترامب: يُعتبر الرئيس الأمريكي من أكثر الرافضين للتصويت عبر البريد في الانتخابات المقبلة، ويمارس ضغطاً كبيراً من أجل إلغائه، على الرغم من كون أعضاء بارزين في حزبه الجمهوري يحذرون من ذلك، مخافة فقدان عدد كبير من الناخبين الداعمين.
ففي تدوينة له على حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الثلاثاء، كتب الرئيس الأمريكي تدوينة قال فيها: "التصويت عبر البريد إذا لم تُغيّره المحاكم سيؤدي لإجراء أكثر انتخابات فاسدة في تاريخ بلادنا! انتخابات مزورة".
ملحوظة فيسبوك: موقع فيسبوك وضع ملحوظة عن "معلومات عن الاقتراع"، ملحقة بمنشور للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التصويت عبر البريد.
تُحيل الملحوظة التي أرفقها فيسبوك بالمنشور المستخدمين لتفاصيل من موقع إلكتروني للحكومة الأمريكية على الإنترنت، بشأن كيفية التصويت في انتخابات 2020.
قلق متزايد: في السياق نفسه، عبَّر المسؤولون الجمهوريون في جميع أنحاء الولايات المتحدة عن قلقهم المتزايد، بسبب هجوم الرئيس ترامب على بطاقات الاقتراع بالبريد، معتبرين أن "ادعاءاته التي لا أساس لها من الصحة بالتزوير الجماعي لأصوات الناخبين ستُضعف بالفعل آراء ناخبي الحزب الجمهوري"، الذين قد يختارون في النهاية عدم التصويت على الإطلاق، إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى صناديق الاقتراع، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الجمعة 17 يوليو/تموز 2020، نقلاً عن مصادر متعددة من الحزب الجمهوري، فقد حاول كبار الجمهوريين، من وراء الكواليس، حثَّ كبار مسؤولي حملة ترامب على الضغط على الرئيس لتغيير نبرته وتقبُّل فكرة التصويت عبر البريد، محذّرين من أن الحزب قد يخسر معركته للسيطرة على الكونغرس والبيت الأبيض إذا لم يغير نبرته. وقالت المصادر إن مسؤولي ترامب على علم كلياً بهذه المخاوف.
عواقب وخيمة: يمكن أن يكون تأثير هذه النبرة وخيماً بالنسبة للحزب الجمهوري، سواء في الانتخابات الرئاسية أو أي انتخابات أخرى، وفقاً لمجموعة من مسؤولي الانتخابات الجمهوريين والعاملين الميدانيين ومراقبي الاقتراع والمشرعين الذين يراقبون المسألة عن كثب.
إذ يزعمون أن كل صوت له أهميته في الولايات الحاسمة، معربين عن مخاوفهم من أنَّ ردع ناخبي الحزب الجمهوري من انتقاء خيار مناسب للإدلاء بأصواتهم يمكن أن يؤثر في النهاية على نتائج السباقات المقررة، بفارق نقطتين مئويتين.
ولاحتمال تفشي جائحة فيروس كورونا في الخريف، أصبح التصويت عبر البريد خياراً شائعاً على نحوٍ متزايد، إذ ربما يفضل عديد من الناخبين ألا ينتظروا دورهم وقوفاً في طوابير طويلة بمراكز الاقتراع. سيعود ذلك على الديمقراطيين بميزة كبيرة إذا قرر ناخبوهم التصويت عبر البريد، في الوقت الذي يتنازل فيه الناخبون الجمهوريون عن هذا الخيار لمجرد أنهم ينصتون إلى مخاوف الرئيس.
غضب عارم: قال رون بيشوب، رئيس الحزب الجمهوري في مقاطعة فوند دي لاك، حيث سيحتاج ترامب إلى العمل للحصول على إقبال من الناخبين الجمهوريين على التصويت في نوفمبر/تشرين الثاني، إن الجمهوريين "كانوا يتوسلون ناخبينا" للتصويت غيابياً عندما ضرب الوباء البلاد أول مرة في ولاية ويسكونسن، وهي ولاية كانت محورية في انتصار ترامب المحدود بانتخابات عام 2016.
تابع بيشوب: "نشر الرئيس بعد ذلك بعض التغريدات وأعرب عن استيائه من الاقتراع بالبريد، وسرعان ما حسمنا المسألة، وهنا أعتقد أننا نرتكب خطأً، إذ يتهرب ناخبونا من الاقتراع بالبريد، وهو الأمر الذي يخيفني نوعاً ما".
وأضاف بيشوب بصراحة: "يجعلني هذا الوضع أشتاط غضباً، إذ أعتقد أننا بذلك نؤذي أنفسنا، لا أحب أي شيء يعرقلني ويعوق حركتي".
استطلاعات الرأي: يتشاطر المسؤولون الجمهوريون مخاوف بيشوب على مستوى المقاطعة والولاية، حالهم كحال أولئك المنخرطين في الحزب الوطني.
من جهته، قال غلين بولغر، أحد كبار مسؤولي استطلاعات الرأي لدى الحزب الجمهوري، لشبكة CNN، إنه أجرى لتوَّه استطلاع رأي على مستوى إحدى الولايات الحاسمة، ووجد أن ثلاثة أرباع الناخبين الذين يخططون للتصويت بالبريد أو التصويت الغيابي، ينوون دعم جو بايدن، نائب الرئيس السابق، إذ خطط 15% فقط من الناخبين عبر البريد الإلكتروني في هذا الاستطلاع، لاستخدام خيار البريد للتصويت لصالح ترامب.
وامتنع بولغر عن الكشف عن اسم الولاية، لكنه قال إنها تمثل المشكلات الحقيقية للجمهوريين إذا استمر الاتجاه الحالي.